أرمنيوس المنياوي يكتب: شيماء أول مأذونة في صعيد مصر

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

في سنة 1980 أرسل المستشار فاروق سيف النصر وزير العدل الأسبق إلي دار الإفتاء المصرية يستفتيها عن مدى شرعية تعيين المرأة مأذونة وهي المهنة التي كانت مقتصرة على الرجال فقط.

وفي إحدي فتواها في هذا الأمر قالت دار الإفتاء، إنه يجوز تعيين المرأة في وظيفة مأذون، ومعلوم أن المأذون إنما قد أُذِنَ له من الحاكم وولي الأمر أو القاضي بأن يقوم مقامه، ومن ثم لا يقتصر عمل المأذون على التوثيق فقط، بل يمتد في بعض الأحيان إلى بعض أعمال الولاية.

وتابعت دار الإفتاء المصرية:"وما دامت المرأة لها الولاية على نفسها وعلى غيرها، ويجوز أن يأذن لها القاضي بإنشاء عقد النكاح إذا احتاج إليها كولى، فمن باب أَوْلَى أن يأذن لها في توثيقه؛ لأن التوثيق يرجع إلى العدالة والمعرفة، وهما يتوافران في المرأة العدل العارفة".

ورغم تلك الفتوى إلا أنه أستمر الحال على إقتصار مهنة المأذون على الرجل فقط حتى عام 2008 عندما تم تعيين أمل سليمان عفيفى گأول سيدة تصبح مأذونة شرعية في مصر والعالم الإسلامي بعد أن  حصلت على قرار من محكمة الأسرة بتعيينها فى محافظة  الشرقية.

أثار خبر تعيين السيدة أمل سليمان في هذا الوقت  ضجة كبيرة فى المجتمع الذى تحكمه العادات الشرقية والذى كان الإعتقاد السائد أن مهنة المأذون مخصصة للرجال فقط.

أسردت تلك السطور بعد أن صدر قرار المستشار عمر مروان  وزير العدل بتعيين الزميلة الدكتورة شيماء جمعة بنت قرية البرجاية بمركز المنيا وأمينة المرأة بحزب مستقبل وطن بمركز المنيا.مأذونة لقرية البرجاية وهي إحدى القرى الكبيرة بمركز المنيا.

شيماء جمعة خاضت معركة شرسة في سبيل أن تكون اول مأذونة في صعيد مصر وهي مثقفة ولديها وعي إجتماعي عال ودارسة في التاريخ الإسلامي بشكل وصل إن حد الحصول على درجة الدكتوراه فيه هذا التخصص من كلية دار العلوم.

والحقيقة أسعدني وأعجبني في شيماء إصرارها على أن تكون مأذونة ودخلت في منافسة شرسة وقوية مع أكثر من عشرة مرشحين ٱخرين كلهم ناس أفاضل وحاصلين على الدرجات العلمية العالية ومتميزين في مجتمعاتهم.

درجة المأذون موقع مهم في القرية فالمأذون  يقوم بدور عظيم فى المجتمع وهو حسب معلوماتي البسيطة يأتي  فى مرتبة قاض شرعى لأنه يقوم بإجراء عقود الزواج والطلاق والمراجعة والمصادقة ـ وهذه سلطة عظيمة أعطاها القانون للمأذون  ويمنح صاحبه تقديرا كبيرا بين أقرانه ويمنحه حنكة وخبرة في التعامل مع القضايا المجتمعية الأسرية.

وأنني أحسب أن الدكتورة شيماء  جمعة تملك حسا إجتماعية يعطيها تميزا بين اقرانها من المأذونين والمأذونات وصارت واحدة من عنقود المأذونات في القرية المصرية لتؤكد من جديد أن المرأة قادرة على أن تتبوأ أي موقع حتى لو كان هو موقع المأذونية في صعيد مصر.