قلم على ورق

ناهد.. والعصفور

محمد قناوى
محمد قناوى

من حسنات المهرجانات السينمائية الحقيقية التى تهتم بالكتاب فى زمن اللاكتاب أنها تمنح المتفرج والجمهور المتخصص فى فن السينما فرصة للإصغاء لمن يفكر بلغة الكتابة، ولكن كثيرًا من المهرجانات المصرية تصدر سنويا ما يسمى بكتب المكرمين، ولكن ما يصدر من كتب نجدها تفتقد أبسط مقومات صناعة الكتاب وهى أشبه بمذكرات صحفية ولاتكشف عن أى جديد، ولا يفــيد سوى الذين يريدون التعرف إلى «فيلموغرافيا» فهى عبارة عن «تجميعة» لمسيرة الفنان من خلال ويكيبيديا التى تحتوى على الكثير من الأخطاء الفادحة، ويضاف إليها تجميع عدد من الحوارات الصحفية، ويختتم الكتاب بمجموعة من الصور، فيخرج الكتاب فارغا، أما النوع الثانى من هذه الكتب الذى يكون بمثابة بحث ودراسة دقيقة للشخصية والمشوار الفنى التى يدور حولها الكتاب وتكون بمثابة نبراسا للباحثين والدارسين وأيضا لشباب الفنانين يستفيدون من هذه المسيرة،وهذا النوع ينطبق على الكتاب الذى أصدره مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية هذه العام بعنوان«صلاح منصور..العصفور..الصورة والجوهر»، للناقدة ناهد صلاح، وهو يعد بمثابة مرجع لكل مثقف مصرى يحب فن التمثيل وطرق التحليل فهو كتاب يمثل منظورًا متميزًا لكل جوانب حياة صلاح منصور، حيث يستعرض الأداء الفنى لهذا الفنان الراحل بشكل مفصل للغاية، ويقدم تقريرًا عن مسيرته الفنية، ويستخدم عشرات المراجع لتوثيق مشوار حياة الفنان الكبير،من بينها«فن الممثل العربي» للفنان القدير الراحل زكى طليمات، ومقالات كثيرة لكبار النقاد والأساتذة مثل سمير فريد، على أبو شادي، كمال رمزي، وغيرهم، والكتاب يقدم تحليلا لكل عناصر تكوين صلاح منصور وهو من الكتب الثمينة. 

بررت مؤلفة الكتاب ناهد صلاح اختيارها عنوان الكتاب «صلاح منصور العصفور الصورة والجوهر» بقولها: كان من المفترض أن أقول صلاح منصور العصفور فقط، لكننى فضلت إضافة الصورة والجوهر حتى لا يرتبط العنوان باسم فيلمه «العصفور» الذى جسد من خلاله دور ضابط شرطة.

ويتضمن الكتاب تصحيحا للعديد من المعلومات الخاطئة على الإنترنت وفى الأرشيف الورقي، من بينها تاريخ ميلاده، هذا بخلاف أن الأرشيف لا يعلم  كثيرا عن تجربته الإذاعية وحاولت المؤلفة قدر الإمكان أن تصل لأغلب تجاربه لتوثقها فى الكتاب.

فى النهاية كتاب «صلاح منصور العصفور الصورة والجوهر» وثيقة سينمائية مكتوبة بكثير من الحب والتقدير لفنان عظيم ومؤثر فى تاريخ السينما المصرية.