ارتباك نتائج صفوف النقل: حجب وأخطاء وأزمة فى توزيع الدرجات

الدكتور رضا حجازى
الدكتور رضا حجازى

بقلم : أحمد جمال

لم تمر نتائج امتحانات النقل خلال نصف العام الدراسى الأول بهدوء مثلما الحال فى السنوات الماضية، ووجدت المديريات والإدارات التعليمية وكذلك وزارة التربية والتعليم نفسها أمام مجموعة من المشكلات تصدرت المشهد خلال الأيام الماضية بدءًا من أزمة حجب النتائج للطلاب الذين لم يتمكنوا من دفع مصروفات الفصل الدراسى الأول، ومروراً بتكرار الشكاوى من وجود أخطاء فى عملية التصحيح، وانتهاء بالأزمة المثارة حول توزيع درجات امتحانات الطلاب فى مراحل الصف السادس الابتدائى والأول والثانى الإعدادى.

وتلقت «آخرساعة» عددا من الشكاوى بشأن حالة الارتباك التى وقعت فيها المدارس والإدارات التعليمية عند إعلان النتيجة، وتركزت على قيام بعض المدارس بسحب النتائج بعد منح الشهادات للطلاب نتيجة وجود أخطاء فيها.

وإلى جانب عدم التزام مدارس أخرى بتعليمات وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى بشأن حظر حجب نتائج الطلاب، وثالثة بسبب تأخر إعلان نتيجة الصفين الأول والثانى الثانوى التى أجريت هذا العام إلكترونيًا عبر أجهزة التابلت.


مفاجآت !
وقال أولياء أمور طلاب مدرسة المرج الرسمية لغات فى شكاواهم التى تم إرسالها إلى إدارة المرج التعليمية ووكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة وكذلك إلى ديوان وزارة التربية والتعليم، إنهم فوجئوا بأن أبناءهم حصلوا على نتائج اللغة الفرنسية التى تُدرس لطلاب الصفين الأول والثانى الإعدادى مختلفة بالشهادة الرسمية الصادرة عن المدرسة عن التى أعلنها مدير المدرسة وأرسلها إلى جروب أولياء الأمور.


وأضافوا أن طلاب الصف السادس الابتدائى فوجئوا بتعديل أرقام جلوسهم بعد ثلاثة أيام من انطلاق الامتحانات، وأن أبناءهم لم يكتشفوا هذه التعديلات إلا بعد قيام المراقب بمراجعة الكشوفات الخاصة بأسماء الطلاب ما تسبب فى أن بعضا منهم كتب أرقام جلوس خاطئة على أوراق إجاباتهم، مشيرين إلى مشكلة أخرى تعرض لها طلاب الصفين الرابع والخامس الابتدائى بشأن قراءة نص الاستماع فى امتحان المستوى الرفيع أو اللغة العربية بطريقة لا تتناسب مع طلاب المرحلتين ما تسبب فى تراجع درجاتهم فى تلك المواد.


وشرحت إحدى أولياء الأمور - شريطة عدم ذكر اسمها - ما تعرض له الطلاب بالمدرسة فى تصريحات خاصة لـ«آخرساعة»، مشيرة إلى أن طلاب الصف السادس الابتدائى فوجئوا فى اليوم الثالث من الامتحانات بتغيير أرقام جلوسهم، بحجة وجود سبع بنات داخل لجنة مخصصة للبنين، موضحة أن أولياء الأمور تحركوا لتقديم شكوى ضد هذا الإجراء لحماية أبنائهم إلا أن إدارة المدرسة ومجلس الأمناء رفضوا وأكدوا على أنه ليس هناك ضرر على أى طالب نتيجة لهذا الإجراء.


وأوضحت أن نتائج الطلاب بعد ذلك كانت كارثية لأنه مع رفعها على الخط الأرضى فى الخامس والعشرين من يناير الماضى بمقابل مادى قبل إعلانها بشكل رسمى بالمدرسة واجه أولياء الأمور مشكلات فى الوصول إليها وقدمت إليهم خدمة الرد الآلى ردوداً بأن البيانات خاطئة وهو ما أثار الشكوك لدى البعض بوجود مشكلة أو أخطاء فى النتيجة.


وتابعت: «حينما ذهبنا إلى المدرسة وجد الكثير من أولياء الأمور أن النتائج لا تعبر عن مستوى أبنائهم وسألنا المدرسة عن إمكانية وجود أخطاء فى النتيجة لكنها نفت ذلك، قبل أن يصطدم بعض الطلاب بأنهم حصلوا على درجات مدونة فى الشهادة النهائية تختلف عن التى جرى إعلانها على جروب أولياء الأمور والطلاب الخاص بالمدرسة».


ولفتت إلى أن طلاب الصفين الأول والثانى الإعدادى أيضًا واجهوا مشكلات فى نتائجهم، والبعض وجد أن شهادته مدون بها درجات بعض المواد دون البعض الآخر، وهو ما حدث بالتحديد فى مواد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، مشيرة إلى أن أولياء الأمور تقدموا بشكاوى للجنة أعمال الكنترول وأخرى للمدير العام والإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم بتلك الأخطاء وطالبوا بتشكيل لجنة لمراجعة جميع النتائج.


لجنة.. وتحقيقات
تواصلنا مع أيمن موسى وكيل وزارة التربية والتعليم بالقاهرة، الذى أشار إلى أنه قام بتشكيل لجنة من المديرية لمتابعة شكاوى أولياء الأمور، وسيتم عرض نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها هذا الأسبوع، موضحًا أنه سيتم التأكد من عملية رصد الدرجات والنظر فى جميع الشكاوى التى قدمها أولياء الأمور.


ولم تكن هذه هى المشكلة الوحيدة، إذ شكا ولى أمر طالبين بمدرسة الشهيد إبراهيم الرفاعى الرسمية المتميزة للغات بالتجمع الأول من استمرار حجب نتائج الطلاب بالرغم من تعليمات وزارة التربية والتعليم بعدم حجبها لمن لم يدفعوا المصروفات، قائلاً: «لدىّ أكثر من طفل ولم أتمكن من استكمال دفع جميع المصروفات بعد، وفوجئت بأن المدرسة ترفض منحى النتيجة إلا بعد دفعها ما وضعنى فى موقف محرج للغاية».


وأضاف قائلاً: «المدرسة أعلنت فقط كشوفات من سددوا المصروفات بشكل كامل فى حين أن الوزارة منحت الحق لتسديد المصروفات على أربعة أقساط على مدار العام، ورغم أننى قمت بتسديد مصروفات الفصل الدراسى الأول كاملة لكن المدرسة تشترط دفع مصروفات الترمين معًا».


وكان الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، والتعليم الفنى قد أصدر قراراً بعدم حجب نتيجة امتحانات الفصل الدراسى الأول لأى طالب، تأخر عن دفع المصروفات المدرسية خلال اجتماعه مع مديرى المديريات التعليمية بجميع المحافظات الأسبوع الماضى.


وشدد على ضرورة أن تعلن كافة المدارس نتائج امتحانات الفصل الدراسى الأول لجميع الطلاب، الذين قاموا بدفع المصروفات المدرسية، والذين تأخروا عن السداد، وذلك مراعاةً من وزارة التربية والتعليم بظروف أولياء الأمور.


مشكلة أخرى
وقالت منى أبوغالى مؤسس جروب ائتلاف تحيا مصر بالتعليم، على موقع «فيسبوك»، إن القرار الذى أصدره وزير التربية والتعليم رضا حجازى فى شهر أكتوبر الماضى بشأن نظام التقييم لصفوف النقل من الصف السادس الابتدائى وحتى الصف الثانى الثانوى ويحمل رقم «186»، وترتب عليه تغيير توزيع درجات امتحانات صفوف النقل تسبب فى مشكلة أخرى.


وينص القانون الجديد على أن الطالب فى سنوات النقل سيكون توزيع درجاته فى كل مادة كالتالى: 80% من درجة اختبار نهاية الفصل، 10% من درجة امتحان الشهر إلى جانب 5% على المواظبة «الانضباط» و5% على السلوك، بعكس ما كان يطبق سابقًا حيث كانت 70% من إجمالى الدرجات لأعمال السنة و30% فقط درجة اختبار نهاية الفصل الدراسى.


وأوضحت أبو غالى أن إعادة توزيع الدرجات تسببت فى زيادة عدد الدرجات الخاصة بكل سؤال، وبالتالى وجد كثير من الطلاب أنفسهم حاصلين على تقديرات نهائية منخفضة مقارنة بالعام الماضى، ولم تصل فكرة تغيير رصد الدرجات بالنسبة لأولياء الأمور الذين شككوا فى نتائج أبنائهم وتسبب ذلك فى حالة من الارتباك.


وأشارت إلى أن إقدام المدارس على حجب النتائج ليس منطقيا ولم يكن معتاداً فى الفصل الدراسى الأول، وقد يحدث الأمر فى نتائج امتحانات نهاية العام والأمر تنظمه قوانين عديدة منها أنه يحق للمدرسة التجريبية تحويل الطالب إلى مدرسة حكومية، مشيرة إلى أن عمليات الحجب طالت مدارس خاصة وتجريبية وحكومية أيضا ومازالت الشكاوى تنهال من أولياء الأمور الذين لم يتمكنوا من الحصول على نتيجة أبنائهم.


وشددت على أن الأزمة الأخرى التى تواجه النتائج هذا العام ما يتعلق بالأخطاء التى كانت موجودة فى الامتحانات وكانت محل اعتراف من بعض المديريات والإدارات التعليمية ووعدت بتوزيع درجات تلك الأسئلة، وتسبب ذلك فى حالة من اللغط حول ما إذا كان قد تم الالتزام بتلك الوعود من عدمه.


إعادة نظر
وطالبت هالة محمود ولية أمر أحد الطلاب بالصف السادس الابتدائى، وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر فى نظام تصحيح امتحانات النقل من الصف السادس الابتدائى وحتى الثانى الإعدادى نظرا لما يحتوى عليه من عدم دقة فى احتساب النسبة والتناسب بين رفع الدرجة النهائية لورقة الامتحان.

وبين المحاسبة على الخطأ فى الإجابة، حيث أدى إلى خفض مجموع الطلبة بشكل ملحوظ جدا مما أدى إلى إحباط بعض الطلبة وعدم استطاعة الطالب أو ولى الأمر تقييم مستوى ابنه الحقيقى فى كل مادة.


وشددت على ضرورة ظهور نتائج الإدارات التعليمية فى كل محافظة بتوقيتها، وأن اتساع فرق ظهور النتيجة لمدة أسبوع أحياناً يسبب ضغطا نفسيا على الطلاب وأولياء الأمور، كما أن هذا الاختلاف يمنح الفرصة لمافيا بيع النتائج بمقابل مادى عبر خدمات الرد الآلى.

اقرأ ايضاً | حجازي: بدء تدريب معلمي مسابقة الـ30 ألف.. والتعاقد في التيرم الثاني | خاص