كلام والسلام

حياة .. وبنعيشها

خالد حمزة
خالد حمزة

(دراما الخائب) .. قصة للبرازيلى جابرييل جارسيا ماركيز .
تحكى القصة عن شخص ألقى بنفسه من الدور العاشر، وأثناء سقوطه رأى عبر النوافذ حيوات جيرانه الخاصة، ومآسيهم، وعلاقات الحب، ولحظات السعادة، والتفاصيل اليومية الصغيرة،  وفى اللحظة التى تهشم فيها رأسه، غيّر نظرته للحياة التى هجرها منتحرا؛ التى رآها ولكن بعد فوات الأوان؛ وأنها تستحق أن تعاش .  

ورأى الأديب الراحل يوسف إدريس صاحب قصة النداهة التى تسلب الأرواح سعادته فى الحياة؛ بتأليف كتاب، يقتنيه غريب فى مدينة غريبة،  يقرؤه ليلا، ويختلج قلبه لشطر فيه يشبه حياته.
بينما رأى الأديب الأمريكى أرنست هيمنجواى، صاحب العجوز والبحر ولمن تدق الأجراس، فى نفسه؛ واحدا من أبناء الجيل الضائع؛ الذين نشأوا بالحرب العالمية الأولى وأدارت الحياة ظهرها لهم، فقد كان سائقا لسيارة إسعاف أثناءها، وعمل لفترة مصارعا للثيران، وكان مدمنا للخمر، وتزوج أربع مرات، ونجا من الموت مرتين فى أقل من شهر فى حادثين؛ تحطمت فيهما الطائرتان اللتان كانتا تقلانه أثناء رحلة سافارى بأفريقيا.
ومات منتحرا بعد أن أطلق على نفسه النار بمنزله؛ تاركا رسالة قال فيها: لقد اخترت أن أذهب للموت، قبل أن يأتينى!
وذاق الفيلسوف اليونانى سقراط الذى عاش حياته بالطول والعرض الأمرّين فى حياته الزوجية. وعندما سألوه ولماذا تزوجت أجاب: حتى أتدرب على الجدل، ومع ذلك كان ينصح تلاميذه بالزواج، فإذا رُزقوا بزوجات حكيمات مخلصات، صاروا سعداء، وإذا منحتهم الأقدار زوجات شريرات، صاروا فلاسفة!