عادل القليعي يكتب: 25 أبريل عيد تحرير سيناء.. «رؤى مستقبلية»

عادل القليعي
عادل القليعي

إذا كنا نحتفل كل عام في هذا التوقيت بذكرى تحرير سيناء الحبيبة، بالشعارات والهتافات والأغاني الوطنية والامسيات الثقافية بمختلف أنواعها، فإن ذلك لا مندوحة منه، ونؤيده بشدة.

لكن أيدكم الله تعالي، فإنه لابد أن يعلم الجميع أن الأوطان لاتبني برفع الأعلام والشعارات، وإنما بتضافر كافة جهود المخلصين الذين يريدون حقا رفعة هذا الوطن،أصحاب النوايا الحسنة الحقيقية الذين يريدون إصلاحات حقيقية.

فلابد أن نكون صادقين مع أنفسنا، بمعني أن الواحد منا يجلس مختليا بنفسه تراوده أفكار كثيرة وطموحات وأحلام خاصة كأن يصبح كذا ويحقق كذا له ولأولاده، وأحلام عامة تتعلق بمستقبل أمته العربية وما يحدث لها من تشرزم وشتات وتفرق وأن الله تعالى نهى عن هذه الفرقة لأن هذه الفرقة تذهب الريح وأن الذئاب لا تأكل إلا الغنم القاصية. 

أما العصبة فهي القوة والإتحاد هو العصبة، وكذلك ما الذي يريده الغرب منا !! لماذا كل هذه التخطيطات لماذا كل هذه المؤامرات ماذا تريدون منا.

(سيناء) يا ساحرة القلوب، يا قبلة العشاق وروضة الطالبين، سيناء الحب، سيناء الخير.

كنا دائما نسمع عن كذبة أبريل سواء كانت أوله أو أوسطه أو آخره ، وكنا ننتظر لحظات المرح والسرور وإطلاق النكات والايفيهات.

لكن الحقيقة التي ستظل باقية خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ليست كذبة وإنما حقيقة صادقة ، يوم تحرير الأرض وصون العرض ، فالأرض عرض ، يوم الخامس والعشرين من أبريل ، يوم الكرامة وعودة آخر شبر من أراضينا المحتلة ، عيد تحرير سيناء ، الماضي ،  الحاضر ، المستقبل.
الماضي بتاريخها العريق فكل حبة رمل من رمالها الفيروزية تشهد على قصص كفاح الأبطال من القادة العظام الذين وطأت أقدامهم هذا التراب دفاعا ونفاحا عنه ، نعم سيناء طور سينين ، سيناء أرض الزعفران ، سيناء سانت كاترين ، سيناء مسرى الأنبياء ، سيناء عشق الشعراء والأدباء والكتاب.

سيناء الحاضر المتحقق بالفعل وجودا ماديا بكينوتها وحضورها الطاغي بسياحتها بعيونها الكبريتية برمالها العلاجية.

بوجودها المعنوي في قلوبنا جميعا نحن أهل مصر ، فسيناء عندما يتردد ذكر إسمها على شاشات التلفاز فى الصحف والمجلات ، حتى في حديث المقاهي يأخذنا حنين وأنين ، حنين وقشعريرة وحب يخطف القلب والفؤاد ، وأنين حزنا على ما حدث لها قديما ويحاول أعداء النماء والتعمير أن يفعلوه لها من تثبيط لهمم الرجال الذين يسعون جاهدين لتعميرها واصلاحها حتى تحدث المواكبة والمسايرة والمزامنة لجمهوريتنا الجديدة فسيناء مكون أصيل من مصر الحبيبة.

والكثير يقول نريد إصلاحات في مجال الثقافة، في المجال الديني وتجديد الخطاب بما يتماشي مع العصر ومتغيراته، اصلاحا اقتصاديا، خدميا، طبيا، تعليميا، سياسيا، والنريدات كثيرة ولكن لما لا نسأل أنفسنا هل أدينا ما علينا من واجبات حتي نطالب بالحقوق هي حقوق مشروعة لكن هل مددنا أيدينا وتكاتفنا لتحقيق رفعة هذا الوطن، هل تركنا اللامبالاة، هل أدينا أعمالنا كما أمرنا الله (وقل اعملوا) هل طبقنا المثل الناجي يأخذ بيد أخيه، هل بدأنا بأنفسنا، هذا وطننا وهذه حياتنا بأيدينا نحن رفعتها نحن أصحاب الكلمة لرفعة شأن هذا البلد، وقد أتعرض للانتقاد وأن الحكومة دورها توفير كل ما سبق ولك الحق ولكن لم لا نتريس ونصبر ونعمل، العمل ثم العمل ثم العمل، التشييد والبناء علي كافة الأصعدة والمستويات نحب ما نفعله حبا في هذا الوطن.

المسألة جد مهمة ووطننا يحتاج منا الهمة، فهل هممنا وشمرنا سواعد الجد لبناء هذا المحبوب. والله ما دفعني إلي الكتابة في هذا الموضوع إلا حبي لبلدي الذي أحيا به واتنفس هواءه واشرب ماءه واسكن تحت سمائه.

إن تحرير سيناء وعودتها كاملة إلينا سالمة غانمة لم يأتي من فراغ بل بالجد والاجتهاد وكفاح الرجال المخلصين الذين كرسوا كل حياتهم بخدمة وطنهم الحبيب ووضعه في مكانته التي يستحقها ، فهل وقفنا خلف قادتنا الذين لا يألون جهدا مواصلين الليلة بالنهار عن طريق إطلاق المشاريع العملاقة لا لتعمير سيناء فقط ، بل لإعادة هيكلة وبناء الوطن الحبيب ، والوصل به ومؤسساته إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة رافعين شعار نكون أو نكون ، النصر أو النصر فلا بديل عن النصر ، فكما قضوا على بؤر الإرهاب في سيناء فسيقومون بتعميرها إن شاءالله تعالى.

كاتب المقال أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس القسم بآداب حلوان