حمدي رزق يكتب: قلب رشوان توفيق

حمدي رزق
حمدي رزق

حزين على حال الفنان الكبير «رشوان توفيق»، فى آخر أيامه أطال الله فى عمره، يقضيها فى المحاكم دون ذنب جناه، محكمة استئناف عالي جنوب القاهرة، رفضت استئناف ابنته «أية» على الحكم الصادر برفض الدعوى التى طالبت فيها بإلغاء عقد بيع والدها فيلا بمدينة ٦ أكتوبر، لابنته الثانية «هبة» وحفيدته، بالتوكيل العام الصادر منها دون علمها.

لعل الحكم ينهى هذه المأساة الأبوية ، ورسالة الفنان الكبير لابنته بعد الحكم تقطع القلب، يخاطبها بقلب أب موجوع : «يا آية أنا عملت كل ده علشان أحميكى ومتتنازليش عن الفيلا لابنك، متعرفيش الدنيا فيها إيه، مستعد أديلك كل حاجة بشرط متتنازليش عن الفيلا لابنك أو أى حد، أنا بأمّن حياتها ولا أؤذيها، ومش عاوز أقول مين القوة العليا اللى مسيطرة عليها».

وجع فى قلب الأب، ومن جرب الوجع يعذر الأب « رشوان توفيق»، ومن قلب أب لا أطلب من «آية» سوى أن تنصت بقلبها لقب والدها، ستجد الحنان كله، والطيبة جميعها، ليس أحن من قلب الأم سوى قلب الأب، ليس هناك مخلوق يتمنى سعادة مخلوق آخر، سوى الأب، يتمناه أسعد إنسان، ومستعد للتضحية بحياته ليهبه حياة سعيدة .

وجع قلب الفنان الطيب ، وجع قلوب كل الآباء، يحرك الوجع فى قلوب متعبة، تعب القلوب، ياله من وجع، صعب وصفه إلا من عانى وجعا من جفاء، ونفور، وعقوق، عقوق الأبناء سم يسرى فى العروق، ليس له علاج سوى ماء المحبة.

القلوب عطشانة لحنية ، لكلمة طيبة ، لطبطبة، للمسة، لقبلة على الجبين تحمل معنى الشكر والحمد، «هو احنا لينا غيرهم فى الدنيا».. نظرة الرضا فى عين الأب تترجم امتنانا، والامتنان بمعنى الشكر واجب مستوجب على الأبناء.

لا أحمل على أحدٍ، والحكم عنوان الحقيقة، ولكن الفنان الكبير فى هذه السن محتاج لمن يحمله فوق رأسه، ويعدى به السبع بحور، الأب إذا تقدم به السن عكازه ولده.
الأب يحتاج إلى واحة ظليلة، يلتقط فيها الأنفاس من حرور الأيام الصعبة، يجد فيها راحته بعد عناء، ومتعتة ان يرى أولاده فى جواره مغتبطين، فيسر قلبه، ويرتاح على جنبه، وينعم بالراحة بعد شقاء، فلتقر عينًا أستاذ «رشوان توفيق»، وربنا يحنن قلب كل من أحببت على قلبك الطيب.