حكايات| عريس من «جهة هندية».. أصدقاء شاروخان سقطوا في حب مصريات

ميار سامي
ميار سامي

حين التقت عيون رشا المصرية بجارها زبير الهندي، اجتمع سحر الشرق في أبهى صوره ليكتمل التطور الطبيعي لقصة حب «الجيزة - نيودلهي» بزواج من نوع خاص جمع «الطيبة بالأصالة وخفة الدم بولاد النكتة».. هنا قصص مصريات عشن في الجلباب الهندي.

داخل أحد المنازل المصرية بسلطنة عمان، سقط قلب «رشا محمد إبراهيم»، ابنه منطقة العجوزة مرة واحدة، قبل أن يلتقطه جارها الهندي «زبير نالوبوراكيل»، وتكتمل قصتهما بكتب كتاب مصري على الطريقة الهندية.

تركت رشا مصر لترافق والدها في رحلة البحث عن لقمة العيش، وما إن اشتد عودها ذهبت إلى المدرسة لاستكمال المرحلة الدراسية الثانوية؛ وعلى أرض السلطنة العربية، تمت خطبة رشا وزبير لمدة 6 أشهر قبل أن ترفع شعار «تزوجت هنديا».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حفل زفاف بدأ على الطريقة والعادات والتقاليد المصرية، قبل أن ينتقل الثنائي للهند، لإقامة حفل زفاف آخر بالطقوس الهندية، لتتفاجىء بعبارات الترحيب من قبل أهل زوجها لتشعر حينها بالدفء الشديد وكأنها وسط أسرتها.

 

تحكي «رشا - 38 عاما»، قصة حبها بزوجها زبير فتقول: «الراجل الهندي يتميز بصفات عديدة أبرزها حبه الشديد لعائلته بشكل عام وزوجته وأولاده بشكل خاص، فضلاً عن مشاركة الأعمال المنزلية والأسرية فيما بينهم، والعمل عندهم عبادة».

وتروي رشا أنها منذ زواجها وسفرها للهند، باتت تفتخر دائما بكونها مصرية، وهنا تقول: «سمعت كتير عن مواقف وشهامة المصريين في الهند، كمان الهنود بيبحبوا الضحك والقفشات زينا وبنفس الطريقة المصرية الساخرة».

تؤمن ابنة العجوزة بأن سر نجاح زواجهما يعود إلى ما لمسه زوجها فيها من وقوفها صامدة منذ بداية زواجهما؛ حيث كان «بسيط الدخل، حتى وقف على رجله لتظهر عندها شهامة وجدعنة السيدة المصرية المتأصلة». 

 

 

 

 

 

 

تطير رشا من ذكريات الأصالة إلى مطبخها المصري الهندي، فتقول: «كست مصرية لم أجد مفرًا من تعلم وتحضير الأكل الهندي، ورغم ذلك إلا أنني لا يمكنني الاستغناء عن بعض المأكولات المصرية.. زوجي بيحب الأكل المصري جدا، وبحب أطبخه وشاطرة فيه».

ولم تقف رشا السيدة المصرية عند هذا الحد فحسب، بل قامت بتدشين قناة على اليوتيوب« رشا مصرية والطعم هندي »، لنشر الثقافة الحضارية التي تربط بين دولتي مصر والهند.

يومًا بعد يوم اكتسبت رشا العادات الهندي، واكسبت زوجها تقاليد المصريين، لتصبح حياتهما نصف هندي، ونصف مصري.

كسفيرة مصرية، تعيش رشا حياتها مع زوجها الهندي، يستمتعان بحياتهما دون عناء، ودون أن يفرض أحدهما حياته على الآخر.

 

 

 

 

الجيزة.. رايح جاي

مثلما فعلتها رشا، لم تتردد ميار في السير على خطى ابنة العجوزة، فمن بقعة أخرى بمحافظة الجيزة، وتحديدًا مدينة السادس من أكتوبر، خطفت «ميار سامي عمران» قلب زوجها الهندي من قلب القاهرة.

هنا المركز الثقافي الهندي «مولانا ازاد في الزمالك»، حيث طار زوجها من الفرحة عندما طارت شرارة الحب الأولى من النظرة الأولى، فميار لم يكن في بالها أكثر من معرفة المزيد عن ثقافة وعادات وتقاليد دولتها المفضلة «الهند» لكن قلبها وعقلها ترجموا كل شيء إلى مهرجانات وملابس هندية وأفلام هوليودية.

 

 

قابلت ميار عدد من السفراء الهنود، وحصلت على العديد من الكورسات في اللغة الهندية وتفوقت فيها، وعرفت الكثير عن أشهر الأكلات الهندية وكيفية طهيها، لترضي في النهاية شغفها حباً دولتها المفضلة.

ومع مرور الوقت توسعت دائرة معارفها، وتعرفت على الكثير من الأصدقاء من نفس اهتماماتها، إلى أن بدءت في التعرف على أشخاص هنود الأصل، وكان من ضمنهم زوجها توفيق أحمد محمد « إسم مركب».

تقول عمران الحاصلة على بكالويرس اعلام قسم اذاعة وتليفزيون بجامعة 6 أكتوبر: " تزوجنا بعد سنة خطوبة» ، وإلتزم كلا من العائلتين بتطبيق مراسم تجمع بين عاداتهم وتقاليدهم فيما يخص مراسم حفل الزفاف.

 

 

«حنة وكركم وورود ولبس هندي».. هكذا كان شكل إتمام مراسم حفل الزفاف، إذ تروي ميار صاحبة ال 29 عاماً خلال حديثها «لبوابة أخبار اليوم»، كان مدة الإحتفال بالمراسم يومان أحدهما للأحتفال بالحنة، وكانت عبارة مراسم هندية بالكركم، وتشغيل الأغاني ورسم الحناء، ابتدءا من اليدين وصولا للذراعين وكذلك الأرجل الذي للركبة ، والآخر ليوم الفرح ، إذ يتم فيه ارتداء الزي الهندي بالأضافة إلى طوق الورد التى تتميز به دولة الهند عند إقامة حفلات الزفاف.

وعن فائدة الكركم في الثقافة الهندية، تذكر ميار، أنه يتم خلط مسحوق الكركم مع عطور وأعشاب طبيعية حتى يتزين به كلا من العروسين ، ليساعد على تفتيح البشرة وترطيبها وفضلاً عن إنتعاش رائحة الجسم.

وأضافت ميار ضاحكة: « الهنود أساتذة في مساج الشعر وخلطات الزيوت.. شعري بطل يقع من بعد الجواز».


وبين هذا وذاك ، لم تنس ميار الاحتفال بزفافها على الطريقة المصرية، إذ قامت بارتداء الفستان الأبيض والطرحة التي تتزين بوجهها البشوش، وقامت بتصوير « الفوتوسيشن». 

وعند سؤالها عن أهم ما يميز الرجل الهندي، ابتسمت قليلا، ثم أردفت قائلة: « شعب طيب أوي، لديهم في المدرسة مادة لتعليم الاتيكيت فضلاً عن آداب واحترام الكبير ومعرفة طلب الشئ وكذلك معرفة التعامل مع الأصغر سناً».

 


وعن سر حب الهنود للمصريين؟.. تقول ميار إن الهنود يحبون المصريين أكتر من أي دولة أخرى، نظراً لتميزها باللغة العربية الأم، التي ترشدنا للمزيد عن فهم وتفسير القرآن الكريم ومعرفة التحدث به قراءة صحيحة العربي. بالإضافة إلى ابهارهم بالآثار المصرية القديمة ، رغم وجود لديهم العديد من المعابد المطلية كاملاً بالذهب، كما يستمتعون بالواجبات المصرية الشهيرة مثل الكشري والطعمية.

 


«مسلسل الكبير أوي سر ضحكة الرجل الهندي».. بعد أن وصلت الأفلام والمسلسلات المصرية داخل المنازل الهندية لترسم الضحكة والبهجة على وجوه شعبها؛ إذ قالت ميار خلال حديثها قائلة: «زوجي بيفهم مصري وبيحب الأفلام والمسلسلات المصرية وخاصة مسلسل الكبير أوي، مضيفة أنه يتم النقاش فيما بينهما، عن طريق التحدث ما بين اللغة الإنجليزية والعربية فضلاً عن الهندية.


 

«جهاز العروسة والشبكة والمهر».. تقول ميار في البداية الأمر ، إن أسرتها رفضت فكرة الزواج من رجل أجنبي.وعند مقابلتهم أول مرة، تفاهما الطرفين، وأصبح أهلها أكثر الناس داعمة لقرار زواجها، مضيفة أن مسلمين الهند يقومون بشراء الذهب وكل ما يخص جهاز العروسة، للتنازل حينها العروس عن مستحقاتها فيما يخص « قايمة الزواج».