حكايات| أحمد موسى سلامة.. قصة عمرها 58 عامًا على أول شهيد في تاريخ الثورة الفلسطينية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"وقبل شهيدًا على أرضها.. دعا باسمها الله واستشهدا.. فلسطين يحمي حماك الشباب.. وجل الفدائي والمفتدى".. حكايةٌ بين الماضي والحاضر، لا تتوقف مع مرور الأيام، ولا تندثر مع مرور الأزمان، وتبقى حية إلى أن يبزغ فجر فلسطين، وقد أصبح الاحتلال هباءً منثورًا.

100 ألف شهيد عرفتهم فلسطين في مختلف الأزمان والعصور، وهي لا تزال تدفع من أبنائها ثمنًا لحريتها المسلوبة في أرضها التاريخية، التي سرقها اليهود غصبًا وعنوةً

وصادف يوم السبت 7 يناير، وهو  ذكرى "يوم الشهيد الفلسطيني"، الذي أقر تخليدًا لأرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل فلسطين وحريتها واستقلالها، وأعلن عن هذا اليوم في عام 1969، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى ارتقاء أول شهيد في الثورة الفلسطينية المسلحة.

وذلك الشهيد هو أحمد موسى سلامة، الذي استشهد في 7 يناير عام 1965، بعد أن نفّذ عمليته البطولية "نفق عيلبون"، ليكون بعد ذلك هذا التاريخ يومًا وطنيًا لفلسطين.

أقرأ أيضاً.. حكايات| من «روب المحاماة» لـ «الديلفري».. ضحى فراشة تطير رغم الإعاقة| صور وفيديو

أول شهيد فلسطيني

والشهيد أحمد موسي سلامة من مواليد 1923، في قرية ناصر الدين بمدينة طبريا وهاجر في عام 1948 إلي الأردن بعد النكبة، الأمر الذي ولد لديه شعورًا كبيرًا بضرورة الكفاح المسلح لتحرير فلسطين وبالقوة فقط لأن العصابات الصهيونية قتلت وهجرت عشرات الآلاف بعدما دمرت منازلهم وقراهم، ومنذ تلك اللحظات الرهيبة امن بضرورة المقاومة المسلحة لتحرير الأرض الفلسطينية، وذلك بحسب موقع "كتائب شهداء الأقصى". 

والتحق أحمد موسى بالفدائيين في عام 1956، وفي عام 1964، التحق بحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، فكان الرجل السابع في جناحها العسكري "العاصفة "حسب ترتيب المؤسسين لها.

وعند بزوغ فجر الأول من يناير1965 أعلنت الثورة الفلسطينية بداية الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، ليكون أحمد موسى سلامة هو أول شهيد في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

اقرأ أيضًا: إحياء يوم الشهيد الفلسطيني الـ53 

«نفق عيلبون»

ويروي محمود موسى سلامة، نجل الشهيد أحمد موسى، المولود في أربد بالأردن عام 1960، أنه لا يزال يتذكر ليلة خروج والده الشهيد أحمد موسي لتنفيذ أول عملية فدائية في للثورة الفلسطينية.

وقال نجل الشهيد، في لقاء معه، " كان والدي رحمه الله والأبطال الذين كانوا معه، قد تناول طعام العشاء في منزلنا الكائن بمزرعة بمنطقة الشونة الشمالية في الأردن، وجهز نفسه مع كل من رفاقه الذي خرجوا معه لتنفيذ العملية الأولي في موقع عيلبون بنهر الأردن ليلة الجمعة الموافق 31 ديسمبر 1964 حيث تم تفجير نفق عيلبون أحد دعائم مشروع تحويل نهر الأردن إلى الكيان الصهيوني، لتنطلق الثورة عمليًا بالدم والانتقام والكفاح في الأول من يناير عام 1965".

وأضاف أن من الشهداء الذين كانوا مع والده الراحل في تلك الليلة "ليلة ميلاد لأكبر حركة مقاومة فلسطينية" هم حسن الحميدي الدلكي، والذي استشهد في لبنان 1983م، وحش الدلكي استشهد في عملية داخل الكيان الصهيونى عام 1969م، وحسن غورو الدلكي، والذي استشهد أيضًا في عام 1968م، بعملية بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ودفن الشهيد أحمد موسى سلامة بمنطقة الشونة الشمالية، ولا يزال قبره مزارًا للكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يترحمون على أول شهيد في تاريخ الثورة الفلسطينية.