حكايات| 7 ألوان والأصل فرعوني.. «العدس» وجبة صنعت حضارة.. والشتاء «عيدها»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

"فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا"، هكذا اختص الله ذكر العدس في القرآن الكريم بالرغم من وجود لفظ "بقلها" والذي يراد به البقوليات بصفة عامة، وبـ7 ألوان، ظهر نبات العدس الذي صنع الحضارة، وعلى السفرة المصرية هو أكلة رسمية وعيدها الشتاء لقدراتها الخاصة في التدفئة.

ومنذ عهد الفراعنة، كان نبات العدس من الأكلات الرئيسية، كما وجد مخطوطات فى بلاد العراق والشام قديماً موصوفاً بها طريقة زراعة العدس، فهو من المزروعات التي ارتبطت بقيام حضارات العالم القديم فكان من أهم الأطعمة التى زرعها الفراعنة منذ آلاف السنين.

ويؤكد أبو التاريخ" هيرودوت أن الفراعنة عرفوا العدس منذ عصر بناة الأهرامات، وكان يُقدم طعامًا للعُمال، كما كانت مصر تشتهر بنوعين من العدس، هما : العدس المستدير الذي يميل للسمرة، والعدس العادي.

كيكة حب العزيز
وكان من أقدم الوصفات التي يطبخها المصريين القدماء كيكة حب العزيز، ووصفة هريس العدس التي تعتبر أقدم وصفة في التاريخ المصري.

ويعد العدس من المحاصيل المؤسسة للحضارة والتي انتشرت زراعتها في العالم القديم بعصور ما قبل التاريخ، يرد ذكره بكثير من الكتب التاريخية والأساطير الشعوبية.

ولقد زرع السومريون في بلاد الرافدين العدس كغيره من الحبوب، وعثر على ألواح مسمارية تحوي وصفاتٍ لكيفية طبخ العدس. 

العدس في القرابين

وفي اكتشاف أثري، وجدت لوحة نادرة مُدون عليها الملك تحتمس الرابع والملك أمنحتب الثاني، وهى اللوحة الأولى من نوعها لتقديم القرابين من تحتمس الرابع، وبجانبه الملك أمنحتب الثاني يقدم البخور ويصب المياه أمام الإله آمون على كرسي العرش.

كما تم العثور على أواني لتقديم القرابين ولوحة من الفترة البطلمية تعود للملك بطلميوس الثالث تقريباً، وصحن من الجرانيت وكمية كبيرة من القمح والعدس، وكذلك تم الكشف عن مائدة للقرابين تمت إعادة استخدامها، حيث كانت عبارة عن مدخل مقصورة أو معبد، وتبقى جزء منها تم عمله كحوض لتوضع داخله القرابين عبارة عن لبن أو مياه.

عرشا وعرشانا

وورد اسم  العدس ورد في البرديات الفرعونية باسم "عرشا" و"عرشانا"، وفى القبطية باسم "أرش" و"أرشان"، ووجدت نقوشه على معابد من الأسرة التاسعة عشر.

وذاعت وانتشرت شهرة مصر بالعدس، وورد ذكرها فى سفر التكوين وقصة عيسو وأخيه يعقوب عندما باع عيسو حقه في البركة الأبوية بصفته الابن البكر مقابل طبق من حساء العدس الأحمر طُهي له بعد عودته من رحلة الصيد، كما أنه وقدر ورد في القرآن الكريم والتوراة أن بني إسرائيل اشتاقوا إلى العدس حين خروجهم من مصر.

 

 وكان الكهنة اليهود يأكلون العدس ويتركون الفول لعامة الشعب؛ بسبب وجود أفات سامة في الفول آنذاك.

نبتة العدس

والعدس هو نوع من النباتات يتبع جنس العدس من الفصيلة البقولية، يزرع في أغلب دول العالم وأكبر الدول بالإنتاج كندا والهند وأستراليا وتركيا، ويعود أصله إلى منطقة المشرق.

وكان العدس من أوائل النباتات التي استئنسها الإنسان، قبل حوالي 13000 سنة، لذا يُعتبر من المحاصيل المؤسسة للحضارة وبعتبر موقع تل الكرخ في محافظة إدلب في سوريا أقدم موقع اكتشفت فيه بذور مزروعة للعدس.

وللعدس 7 أنواع بألوان مختلفة، منها العدس الأصفر والعدس البرتقالي ذات القشرتين، والعدس الأسود ذات القشرة الواحدة، والعدس الأحمر، والعدس الفرنسي، والعدس الأخضر، والعدس البني، ولكل منهم نكهة مختلفة وطرق طبخ متعددة، بخلاف فوائده.