بلا حرج

مجالس الأمناء

أحمد غراب
أحمد غراب

عندما أجبر الخليفة يزيد بن معاوية السيدة زينب حفيدة الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام - وجميع النساء والأطفال من آل البيت على مغادرة المدينة المنورة بعد استشهاد الحسين بكربلاء ، نصحهم سيدنا عبدالله بن عمر - رضى الله عنه - أن يذهبوا إلى مصر ؛ فإن أهلها يحبون النبي وآل بيته .

  عندما تضاف الروح الإنسانية العالية لتعاليم الإسلام تضفي عليها جمالا على جمال ؛ فالمصريون هم الذين رصدوا الوقف الخيري لإطعام وسقاية الطيور والحيوانات بمسجد أحمد بن طولون وغيره من أماكن القاهرة التاريخية ؛ حيث أدركوا بحسهم الإنساني أن الهدف من الأمر هو إشاعة الرحمة في كون الله كله : « ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم» .

أقدم تجربتي مع مجلس أمناء العملية التعليمية ؛ لعلها تسهم ولو بقدر ضئيل في تكوين كوادر جديدة بمجالس الأمناء بعدما أنهى أبنائي جميع المراحل التعليمية..

وهذه خلاصة الموقف مع الدكتور الطبيب فتحي سعد محافظ الجيزة الأسبق بعد القرار المتسرع وغير المدروس بتقسيم الجيزة لمحافظتين «الجيزة ، و6 أكتوبر» وترتب على ذلك أننا فوجئنا بجزيرة محمد أن الطالبة على يمين الطريق الدائري لا تستطيع الالتحاق بمدرسة على يسار الدائري لأن قرار رئيس الوزراء اعتبر الدائري هو الحد الفاصل بين المحافظتين .

وتعاون مجلس الأمناء مع المجلس الشعبي المحلي بالمحافظة في اقناع المحافظ بأن الإنسانية فوق القانون ، فأعاد الطالبات إلى مدارسهن بقرار منه شخصيا حتى لا يذهبن ليلا إلى بلاد بعيدة كأوسيم « مدارس خدمات وثانوية عامة بنات»  
   آلية مجلس الأمناء في التواصل مع الادارة التعليمية والأجهزة المحلية هي الحل الواقعي لمشكلات وهموم العملية التعليمية التي يعتبر مجلس الأمناء هو رمانة الميزان بها .

      من أجمل نعم الله علينا هي الروح الإنسانية التي تسري في دمائنا وتتربع في قلوبنا  .