عندما يرتفع تركيز سكر الفركتوز في الدماغ.. ماذا يحدث؟  

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

الفركتوز هو سكر بسيط موجود في الفواكه والخضروات وسكر المائدة والعديد من الأطعمة المصنعة، ويساهم الاستهلاك الزائد للفركتوز في ارتفاع نسبة السكر في الدم والأمراض المزمنة مثل السمنة.

 وأظهر فريق البحث بجامعة ييل في دراسة سابقة أن الفركتوز وسكر بسيط آخر ، الجلوكوز ، لهما تأثيرات مختلفة على نشاط الدماغ، لكن لم يكن معروفًا ما إذا كان الفركتوز ينتج في الدماغ أو ينتقل من مجرى الدم.

وأظهرت دراسة جديدة أن الفركتوز ، وهو أحد أشكال السكر المرتبط بالسمنة ومرض السكري ، يتحول في دماغ الإنسان من الجلوكوز. يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول تأثيرات الفركتوز على الدماغ وسلوك الأكل.

وأثبتت دراسة أجراها علماء أمريكيون، أن أحد أسباب مرض الزهايمر هو ارتفاع تركيز سكر الفركتوز في الدماغ.

وتفيد مجلة Frontiers in Aging Neuroscience، بأن علماء مركز أنشوتز الطبي بجامعة كولورادو بالتعاون مع علماء من اليابان والمكسيك، افترضوا أن سبب مرض الزهايمر قد يكون النشاط المفرط لسكر الفركتوز المنتج في الدماغ.

وربط الباحثون تطور المرض المنتشر في البلدان المتطورة بما يسمى النظام الغذائي الغربي، الذي يسبب زيادة التمثيل الغذائي للفركتوز. وهذا يفسر أيضا لماذا الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والسمنة يصابون بمرض الزهايمر أكثر من غيرهم.

ويقول البروفيسور ريتشارد جونسون، "نحن نفترض، أن مرض الزهايمر هو مرض عصري يسببه التغير في نمط الحياة، حيث يعطل الفركتوز عملية التمثيل الغذائي للدماغ ووظيفة الخلايا العصبية".

واشترك في هذه الدراسة، أطباء الأعصاب وعلماء الفسيولوجيا العصبية وخبراء في استقلاب السكر، الذين جمعوا بيانات من دراسات عديدة، تؤكد العلاقة بين مستوى الفركتوز في الدماغ ومرض الزهايمر.

ووفقا للخبراء، المصدر الرئيسي للفركتوز في الدماغ هو تركيبه داخل الدماغ. وعند التركيز على استقلاب الفركتوز، تبطئ عملية إنتاج طاقة الميتاكوندريا، بحيث لا تكفي لدعم وظائف ونشاط الخلايا العصبية.

ويفيد سيناريو آخر، بأن الفقدان التدريجي لطاقة الميتاكوندريا بسبب الإجهاد التأكسدي المرتبط بنقص استقلاب الغلوكوز. وتكون نتيجته أيضا نقص الطاقة اللازمة للخلايا العصبية، وموتها.

ويقول جونسون، "نهدف من تقديم هذه الأدلة الدامغة على العلاقة بين سكر الفركتوز في الدماغ ومرض الزهايمر، إلى حث الباحثين على الاستمرار في دراسة هذه المسألة".

ويأمل الباحثون، أن تساعد نتائج هذه الدراسة على ابتكار طرق جديدة للوقاية والعلاج، تهدف إلى كبح التمثيل الغذائي للفركتوز في الدماغ. لذلك أصبحت مسألة البحث عن مثبطات للإنزيمات التي تشارك في عملية إنتاج الفركتوز في الدماغ أمرا مهما.

من جانبها أكدت الدكتورة ناتاليا كيدريانكينا، أخصائية الغدد الصماء، أن الادعاء بأن الفركتوز أكثر أمانا من السكر الاعتيادي مجرد خرافة.

وتشير الأخصائية، إلى أن السكر، المعروف أيضا باسم السكروز، يعرف باسم ثنائي السكاريد، أي أنه يتكون من جزيئين: الغلوكوز والفركتوز. والفركتوز، هو أحادي السكاريد، ويستخدم في تحلية الأطعمة مثل المشروبات المحتوية على الفركتوز والكعك ومنتجات الألبان.

ووفقا لها، يصعب امتصاص الفركتوز من المنتجات الطبيعية وهو موجود في الفواكه، بكميات أقل بسبب الألياف الغذائية. ويتفاعل الجسم بشكل مختلف مع الفركتوز والغلوكوز. لذلك، يتم إنتاج الأنسولين دائما من أجل شطر الغلوكوز. لأن هرمونات الأنسولين واللبتين والغريلين لا تتفاعل مع الفركتوز. لهذا السبب، كان يعتقد سابقا أن الفركتوز أكثر أمانا ويمكن لمرضى السكري استخدامه. ومع ذلك، فقد ابتعد الأطباء الآن عن وجهة النظر هذه.

وتحذر الأخصائية من أن الاستهلاك المفرط للفركتوز الموجود في العصائر التي تحتوي على نسبة عالية منه أمر خطير جدا.

وتضيف، تختلف عملية استقلاب الفركتوز عن الغلوكوز. فإذا كان الأنسولين ضروريا لإطلاق الجلوكوز في الخلية، فإن الفركتوز يدخل الخلية مباشرة. و يؤثر على ميكروبيوتا الأمعاء ويمكن أن يعطل بنية وسلامة الوصلات الضيقة بين الخلايا في جدار الجهاز الهضمي. نتيجة لذلك ، تخترق البكتيريا والمواد المسببة للحساسية وعديدات السكاريد الدهنية وتصل بسهولة إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى حدوث التهاب.

وتقول، "إن الإفراط باستخدام الفركتوز يساهم في تراكم وترسب الدهون الحشوية وزيادة الدهون الثلاثية وزيادة مستويات حمض البوليك".

وأضافت "يعتبر الإفراط بتناول الفركتوز أحد أسباب الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي".