نحن والعالم

ازدواجية الغرب

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

جزء كبير من لغط دعم حقوق المثليين الذى يطغى على هذه النسخة من كـأس العالم لكرة القدم فى قطر، هو فى رأيى نوع من «التعالى الغربى» على التقاليد العربية والمعتقدات الإسلامية.

فغالبية المجتمعات الغربية أسيرة للصورة النمطية التى تقدمها وسائل الإعلام والسينما الأمريكية والغربية عن العرب والمسلمين والتى عادة ما تحصرهم بين الجهل والتخلف والبدائيّة وتربطهم بالعنصرية والإرهاب، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر2001 والتى استغلها الإعلام الغربى لمد خط مستقيم يربط الإسلام بالإرهاب.

بهذه النظرة المشوهة للعرب والمسلمين يستنكف الغرب الانصياع احتراما لتقاليد مجتمعات يرى انها تتذيل قائمة الدول الديمقراطية الحديثة، بل وينظر لأى قيد تضعه اتساقا مع ثقافتها وخلفيتها الدينية على انه تقييد للحريات وتخلف عن ركب المدنية الحديثة، وهو ما يرفض بنظرته «الفوقية» الخضوع له.

أضف لذلك بعض العنصرية الغربية البغيضة لمن لايؤيدون استضافة دولة عربية مسلمة لهذه البطولة والذين بدأوا فى «النكش» عما يعكر صفو الأجواء والدفع به للواجهة الإعلامية للشوشرة على الحدث.فى المقابل استغل مجتمع «الشواذ» الأمر لتعزيز حالة «المظلومية» التى يحاولون تصديرها لنا فى اطار اجندة «التطبيع» الذين يحاولون فرضها على العالم. هذه التوليفة مجتمعة هى ما تبقى زخم دعم المثلية مستمراً رغم سخونة أحداث ومباريات البطولة. 

ويحضرنى هنا، فى مثال مواز، «النقاب» الذى تعتبره العديد من الدول الغربية تهديدا لثقافتها وهويتها كما ننظر نحن للشذوذ، ما دفع اكثر من 13 دولة لحظره وتجريمه، وأتساءل ماذا لو كان كأس العالم يقام فى دولة اوروبية وكان هناك رابطة داعمة للنقاب قررت استغلال الحدث للترويج لحق «المنتقبات» فى المجتمعات الغربية..

هل كنا سنرى دعما من جماهير وكباتن فرق البطولة لهؤلاء، من منطلق احترام الحريات ودعم حقوق الانسان الذى يستخدمونه اليوم كمظلة لدعم الشواذ فى هذه النسخة من كأس العالم فى قطر؟.

أظن اننا جميعاً نعرف اجابة هذا السؤال الذى يكشف ازدواجية المعايير الغربية.