في العام 1954 يخرج لنا المخرج الياباني الخالد أكيرا كيروساوا بتحفته العبقرية Seven Samurai، والتي تعد أهم نقطة في سينما فرق العمل والتي تستخدم حتى يومنا هذا، بل ونراها حتى في أفلام الأبطال الخارقين مثل Avengers و Justice League، إذ أنه يعد من أوائل من قدموا فكرة الفريق الواحد في السينما.
ففي فيلمه السامورامي السبعة يصحبنا معه عبر التاريخ القديم لليابان حيث عصر ما بعد صراع الأباطرة والمسمى shogunate wars، وكيف أن تلك الحقبة، قد تحولت لكابوس مقيم على الفلاحين البسطاء، الذين عانوا ويلات الحروب الطاحنة، وبقوا في فقرٍ مضجع، خصوصًا وأن غالبية المحاربين قد فقدوا وظائفهم ورواتبهم، خصوصًا بعد انتشار السلم وتوقف الحرب، فانقسم المحاربين، إما مجرمين وقطاع طرق، أو مجرد مقاتلين مأجورين لمن يدفع سعرًا أعلى!!.
فنرى أهالي إحدى القرى النائية قد عانت وبشدة من غارات قطاع الطرق، فقرر الأهالي إرسال من يقوم بتأجير من يساعدهم ضد عدوان العصابات، وبالفعل يتم تجميع فريق من المقاتلين يبلغ 7 من الساموراي الذين يتولون مسؤلية حماية القرية حتى الموت!!.
والحقيقة أن تلك المحكية قد تعرضت لأوجه عديدة وقصص متفردة تخص كل شخصية، فالزعيم امتاز بقيادته وهدوئه وحكمته، ومن الأعضاء نرى هناك من ثابر وضحى بنفسه بحثًا عن المجد، وآخر قدم الحنكة والحيلة، وآخر قدم الشباب وحيويته، وآخر قد القوة المفرطة، وهكذا داخل فريق متناغم يعلم كل فردٍ منهم دوره، ليصبح ذلك الفيلم هو تجربة حية على معنى فرق العمل، وكيف أنه قد تعرض للفرق بين حياة المغامرة والمخاطر، وحياة الدعة والسكون ليعطينا رسالة أن الفطرة الأصلية للإنسان في الإستقرار والبناء وليس في الدم والقتال!!.
وبسبب نجاح هذا العمل تم اقتباس هذه الفكرة لأكتر من دولة وأكثر من ثقافة، ففي السينما الأمريكية فيلم The Magnificent Severn ليول براينر وستيف ماكوين قد عرضت هذه الفكرة، لكن في أجواء الغرب الأمريكي، فتم تقديم رؤية مغايرة بعد الحرب المكسيكية، وانقلاب حال مقاتلين الغرب، فصاروا مجرد مقاتلين للإيجار، أو قطاع طرق، ومن أجل مبلغ تافه، ذهب السبعة للدفاع عن القرية، فقط..لإنه لم يعد هناك ما يمكن خسارته!!
وفي السينما المصرية تم أخذ نفس الفكرة في فيلم شمس الزناتي من بطولة عادل إمام ومحمود حميدة ولفيف من النجوم، لكن مع فارق أن الفكرة قد تم تمصيرها لتتحدث عن المجتمع المصري، في فترة الإحتلال البريطاني، وعن دفاع السبعة عن واحة بدوية ضد هجوم قطاع الطرق أتباع المارشال برعي، وكيف أنهم قدموا أرواحهم في سبيل نقاء وطهارة وبكرية الواحة التي غسلت خطاياهم!!..ليصير مصير كل قرية أو مزرعة أو حتى واحة في أيدي الأبطال السبعة الذين قدموا أرواحهم!!
فالمهم أن ينتصح الحق وتبقى الفطرة والبراءة !!.