د. سهى علي رجب
على مدار الأسبوعين الماضيين لم يكن هناك حديث يسري سوى حديث «المناخ»، أو تحديدًا «قمة المناخ» التي استضافتها مصر على أرضها خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، قمة المناخ جعلت «الدنيا في ضيافة أم الدنيا» فقد تشرفت مدينة شرم الشيخ باستضافة آلاف من المشاركين في القمة من رؤساء وملوك وأمراء، ورؤساء حكومات ووزراء ورؤساء هيئات دولية، هذا بالإضافة إلى عدد كبير جدا من السياح، حتى أنه في يوم السبت 5 فبراير وهو اليوم السابق على انطلاق القمة رصدت كبرى المواقع المتخصصة في الطيران أن هناك زحامًا شديدًا في حركة الطيران القادمة إلى مصر بصورة غير اعتيادية غطت الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.
وراء هذه الترتيبات الكثيرة والمنضبطة جدا جحافل من البشر تعمل في كل حدب وصوب، بدءًا من عامل النظافة مرورًا بموظفي السياحة والفنادق ووصولا للعيون الساهرة التي جعلت كل هؤلاء يمارسون أعمالهم في أمان تام وبطمأنينة كبيرة، ظهرت بوضوح في تلك الابتسامة الهادئة التي ارتسمت على وجوه ضيوف أم الدنيا.
في كل شبر في شرم الشيخ نجد رجال الأمن دون أن يشعر بهم أحد فهم متواجدون طوال الوقت، في المرور، الدفاع المدني، شرطة السياحة، تأمين المنشآت العامة والخاصة، يعملون في صمت على مدار الـ24 ساعة دون كلل أو ملل، وحين تحتاجهم تجدهم أمامك في ثوانٍ معدودة.
كل هذا وأكثر يتم الاستعداد له والتدريب عليه منذ شهور، حتى أن السيد محمود توفيق، وزير الداخلية تفقد بنفسه قبيل انطلاق القمة الاستعدادات الأمنية التى اتخذتها أجهزة الوزارة المختلفة لتأمين فعاليات «مؤتمر المناخ»، حيث قام بجولة تفقدية لنقاط التفتيش والأكمنة والارتكازات والأقوال الأمنية ووحدات التدخل السريع بنطاق المدينة. ووجه بضرورة التواجد الميداني الفعال لكافة المستويات القيادية والإشرافية، والمتابعة المستمرة لتنفيذ الخطط الأمنية بمنتهى الدقة وتوفير كافة الإمكانيات والتجهيزات التي تكفل تنفيذ المهام والتكليفات بكفاءة وإتقان.
ومن وجهة نظري أن الأمر لا يتوقف فقط على التأمين قبل وأثناء انعقاد المؤتمر، بل إن جهاز الشرطة يشارك في الحفاظ على البيئة والحماية من أضرار التغيرات المناخية بطرق عدة، منها على سبيل المثال ما تقوم به إدارات المرور من قياس نسبة تلوث عوادم السيارات أثناء فحصها للترخيص، وكذلك شرطة البيئة والمسطحات والتي تقوم بعمل حملات تفتيشية مكبرة لضبط السيارات التي تتجاوز النسب القياسية لعوادم السيارات (انبعاث أدخنة كثيفة) بالمخالفة لقانون البيئة، وقضايا أخرى في مجال التلوث السمعي – بمخالفات (ضوضاء بمكبرات الصوت)، بالإضافة إلى شرطة المرافق التي تعمل جاهدة على الحفاظ على المظهر الحضاري لشوارع المحروسة في شمالها وجنوبها، شرقها وغربها... فتحية إعزاز وتقدير لعيون مصر الساهرة التي جعلتنا جميعا نفخر بقمة مناخ آمنة في أحضان أم الدنيا.