هبة عمر تكتب: وعود تنتظر التنفيذ

هبة عمر
هبة عمر

فى المنطقة الرئيسية لمركز المؤتمرات  بقمة المناخ فى شرم الشيخ وقف متظاهرون من جميع الأعمار والخلفيات يهتفون «توقفوا عن تمويل الموت» تزامنا مع أول أيام المناقشات الجادة لتمويل معالجة آثار تغير المناخ، لخلق دافع عالمى يعيد توجيه مئات المليارات من الدولارات المستثمرة سنويا فى الوقود الأحفورى بالدول الصناعية، الذى أفسد مناخ الأرض ،للمساعدة فى تمويل مبادرات الطاقة المتجددة بالدول الفقيرة والمتضررة.

وفى رساله شديدة اللهجة أرسلتها  الناشطة الألمانية المهتمة بتلوث المناخ  «لويزا نيوباور» إلى زعماء العالم الذين قدموا وعودا  لتمويل معالجة الأضرار لم تنفذ حتى الآن قالت «لا تأتوا إلى هنا وتتحدثوا عن العمل المناخى طالما تشاركون فى أى بنية تحتية جديدة للوقود الأحفورى فى جميع أنحاء العالم. لا تأتوا إلى هنا وتتحدثوا عن العدالة المناخية إذ أن تمويل الوقود الأحفورى آخذ فى الازدياد. لا تحضروا إلى هنا لتشرحوا أن الأموال قد تكون قليلة لدعم التكيف والخسائر والأضرار بينما ترتفع استثمارات الوقود الأحفورى فى جميع أنحاء العالم، يوما بعد يوم».

ورغم اتفاق الدول الصناعية فى العام الماضى على وقف التمويل العام للوقود الأحفورى نهاية العام الحالي، وتأكيد وكالة الطاقة الدولية  على أن الانتقال البطيء إلى مصادر الطاقة المتجددة فى الواقع هو ما يؤدى إلى تفاقم أزمة المناخ وأزمة الغذاء فى العالم، مازالت  وعود التمويل تعويضا عن الأضرار بطيئة، ومازال نحو ٧٠ ألف موقع حول العالم، بما فى ذلك الشركات فى الصين والولايات المتحدة والهند تساهم فى تزايد تسرب غازات شديدة الضرر بمناخ الأرض ، ومازال الاستثمار فى تلوث الوقود الأحفورى يكلف اقتصاد العالم ٢.٥ تريليون دولار سنويا ، ومازال تلوث غازات الاحتباس الحرارى المتراكم فى غلافنا الجوى يحبس قدرا إضافيا من الحرارة تماثل انفجار٦٠٠ ألف قنبلة ذرية كل يوم ، رغم أن إمكانات طاقة الرياح والطاقة الشمسية أكبر ٤٠٠ مرة من إجمالى احتياطيات الوقود الأحفورى فى أفريقيا وحدها.
العالم مطالب الآن بأقصى سرعة بتنفيذ وعوده بتمويل إنقاذ الحياة والتوقف عن تمويل الموت.