فى المليان

تراجع الدول المتقدمة عن تعهداتها أخطر القضايا

حاتم زكريا
حاتم زكريا

بعد أيام قليلة تنطلق فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأطراف COP27 المقرر انعقادها من 6 إلى 18 نوفمبر بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء المصرية .. ومن المنتظر مشاركة 197 دولة ويمثلها عدد كبير من الملوك ورؤساء الدول والحكومات .. 

ورغم إعلان عدد من زعماء العالم والشخصيات البارزة مشاركتهم فى المؤتمر ومنهم الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيتوجه إلى مصر فى الحادي عشر من نوفمبر المقبل لدعوة العالم للتحرك خلال هذا العقد الحاسم لمواجهة أزمة تغير المناخ ، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إن بايدن سيستغل القمة للبناء على العمل المهم الذى قامت به الولايات المتحدة لتعزيز مكافحة تغير المناخ العالمي ومساعدة الدول الأكثر عرضة للخطر على التحلي بالمرونة فى مواجهة تأثيراته .. 

وفى أول زيارة لها خارج أوروبا أعلن مجلس الوزراء الإيطالي مشاركة جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية فى قمة المناخ بشرم الشيخ .. 

ومن ناحية أخرى أصيب عدد من المتابعين بالدهشة وعدم التصديق بعد أن أعرب الملك تشارلز الثالث أنه لن يشارك فى مؤتمر قمة المناخ فى مصر ، وكان الملك تشارلز ، عندما كان أميراً لويلز ، يخطط لحضور مؤتمر COP27 ، ولكن بعد اعتلائه العرش قرر الملك ألا يحضر المؤتمر بناء على نصيحة من رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس والملك تشارلز الثالث قضي عشرات السنوات داعماً لقضايا البيئة والمناخ عندما كان أميراً لويلز ، ولكن بعد أن أصبح ملكاً للبلاد بات يخضع لقواعد مختلفة ، كما تلزمه القواعد الملكية بالتزام الحياد السياسي .. 

وقال جون كيرى مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن لشئون المناخ إنه لا يعتبر مناصرة العمل المناخي عملاً سياسياً ، إنها قضية عامة واسعة النطاق ووجودية بالنسبة للعالم أجمع وقيادته للعمل عليها تنطوي على جانب كبير من الأهمية ، وإنه ينبغي على الملك تشارلز أن يعيد النظر فى قراره عدم حضور مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ .. 

وكان الملك تشارلز قد سافر - عندما كان أميراً بمباركة الحكومة أنذاك إلى مصر - لحث الحكومة المصرية على مواصلة جهودها فى هذا الشأن وهي الزيارة التي التقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي .. 

وكانت مصر التي تستضيف المؤتمر ، قد حذرت بريطانيا عن التراجع عن أجندتها الدولية فى دعم قضايا المناخ.. وقال جون كيري إنه لاحظ أيضاً وجود ما سماه قرارات أثارت بعض التساؤلات من جانب الحكومة البريطانية الحالية .. وأعرب كيرى عن قلق الولايات المتحدة حيال عدد من الدول التي قد تخاطر بالتراجع عن التزاماتها ذات الصلة بدعم قضايا المناخ .. 

ولأهمية التمويل فى مواجهة قضايا المناخ أكد د . محمد معيط وزير المالية أن مصر سوف تتبني قضايا قارة إفريقيا فى يوم التمويل الذى تنظمه وزارة المالية بمدينة شرم الشيخ يوم 9 نوفمبر الحالي بحضور وزراء مالية عدد من الدول ورؤساء مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية ومديري مجموعة من البنوك العالمية وغيرهم من المعنيين بقضايا تمويل المناخ ضمن فعاليات قمة المناخ .. 

وفى تصريحات مهمة أدلى بها سامح شكري وزير الخارجية المصري لصحيفة الجارديان البريطانية حذر الوزير أن تفقد الدول الغنية ثقة العالم النامي بها لأنها تخلفت عن الوفاء بالتزاماتها بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى وتوفير التمويل المناخي للدول الفقيرة .. 

ووصف شكري إخفاق الدول المتقدمة فى تحقيق أهدافها الخاصة بالإنبعاثات بأنها « أخطر قضية « وإنه إذا كانت البلدان تريد أن تتراجع أو حتي تنحرف عن التزاماتها وجهودها للحفاظ على الإتفاقيات والتفاهمات التي تم التوصل إليها فى باريس وجلاسجو فذلك سيؤدي في النهاية لرفع درجات الحرارة بواقع درجتين أو 2.6 درجة مئوية ، وأن الثقة لن تنشأ إلا من خلال وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها بشأن الإنبعاثات وتوفير التمويل للدول الفقيرة .. 

وقال شكري إننا كنا نأمل أن تتم ترجمة الزخم الذى تم إنشاؤه فى COP27  إلى مساهمات وطنية وحتي الآن لم يتم سوي عدد قليل جدا من الدول - من بينها مصر - بايداع تلك المساهمات المحددة لذلك نأمل فى COP27  أن تقوم المزيد من الدول بترجمة تلك الالتزامات بطريقة حقيقية ..