بالبلدي.. الصراحة راحة!

الكاتب الصحفي مصطفى يونس
الكاتب الصحفي مصطفى يونس

وأنا يا صديقى لا أجيد فن المراوغة، ولا أعلم خيوط اللعبة، ولا أفهم بالأساس كيف تؤكل اللحم من الكتف.. كما وأن لديّ عيوبًا خطيرة، ولا أدرى بالأساس أهى عيوب أم ميزات، لكنني أظنها عيوبًا لدى الأغلبية.. لا أخفيك سرا أننى منبهر بصراحتك فى الحديث، وقدرتك على الإلمام بكل القضايا الشائكة التى نعانى منها، وتحليلك المنطقى الكاشف لنوايا البعض، وتبسيط الصورة المغلوطة لدينا جميعا..

سامحنى يا صديقي على التعبير، فوالله أنا مثلك تماما، أعانى مع أسرتى البسيطة ماديا، فما زلت أقيم بنفس الشقة الإيجار داخل حى إمبابة الشعبى الذى أفخر بالانتماء إليه.. أتعايش يوميا فى همومه وأوجاعه، أحاول أن أكون إيجابيًا بعض الشيء، فكلما أقحمت نفسى فى مشكلة، أتواصل سريعا مع المسئولين لنجد حلا، أو أستخدم صلاحياتى كمواطن صحفى بنقل الصورة إلى المسئولين، وأكثرهم يستجيب، لكن للأمانة الإمكانيات محدودة، والمحسوبية فى المحليات يحكمها الروتين أو الإكراميات..

أعتذر أننى غردت خارج صلب الموضوع، فلنعد إلى حديث الصراحة الذى أبهر الملايين وأنا أحدهم، وأعطى جرعة أمل لكثيرين وأنا منهم، وحجّم البعض وهم كثّر، ولا أنكر أنك ستجد انتقادا حادا من أصدقائك المعارضين، فهو أمر طبيعى.. على أية حال، أحييك على صراحتك، وعلى جرأتك المعهودة، وأتفق معك تماما أن هناك من كان سببا فى تعكير المزاج، وتغيير الموود للأسوأ، هناك وجوه تطل علينا، يقينى أنها أحد أهم الأسباب، وجوه لا تعى ما تقول، أو المعنى الأدق يا صديقى أنها تنفذ تعليمات دون فهم أو دراسة كما ذكرت، كما أنها تعلم جيدا حجم المعاناة فى الشارع، والأزمات التى ينبغى مناقشتها، وتناولها، ومن الإنصاف وجود آراء معارضة، لكنها بناءة، تقدم حلولا مع النقد، كما فعلت فى حديثك..

صديقى العزيز، يعلم الله أننى صادق فيما أقول، وأتحمل تبعات صِدقى، ويقينى أن لدينا رجالا شرفاء، مخلصين، يؤدون عملهم بكل جهد ومصداقية، فى كل القطاعات.. لذا دعنى أصدقك القول: عليك بتغيير بعض الوجوه قليلة الفَهم ، والتى تسبب احتقانا لدى المواطن.. وإن سألتني عن البديل فهم كثيرون، ليس كما ذكرت بأنهم اعتذروا، أقصد قطاعا كبيرا من جيل الخمسينيات والأربعينيات، فلديكم تجربة ناجحة.. شباب فى موقع المسئولية بالمحافظات أصبحوا نموذجا ناجحا.. وشباب فى مجلس النواب، يتغنى بهم أهالى دائرتهم.. نحتاج إلى مثلهم فى الصحافة والإعلام، نحتاج تغييرا فى المحليات، فالطبقة البسيطة تئن من بعض الوجوه حاليا، نحتاج رجالا تعى أننا كلنا شركاء فى بناء الوطن والحفاظ عليه.
دمت بخير
بقلم مصطفى يونس 
[email protected]