تمهيدا لـ COP27.. حضور مكثف في المنتدى العربي للمناخ| صور

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر


الأمير عبد العزيز بن طلال :أكثر من  40٪ من سكان العالم  يعيشون في أماكن شديدة التأثر بتغير المناخ

 

ياسمين فؤاد :  مساهمة الدول العربية في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لا تتجاوز ٥٪ 


حسن الببلاوى : أكثر من 80% من الفئات المهمشة ستتأثر بالتغيرات المناخبة بالدول النامية



الشبكة العربية للمنظمات الأهلية  تعقد النسخة الأولى من المنتدي العربي للمناخ يستمر على مدار يومين اليوم وغدا ،  ينعقد المنتدى تحت رعاية وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود- رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية " أجفند"، ومعالي وزيرة البيئة المصرية دكتور ياسمين فؤاد، وبالشراكة مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ،بأحد الفنادق الكبرى فى القاهرة وتلقى  بوابة أخبار اليوم الضوء على  أهم النقاط التى تم مناقشتها فى الملتقي.

 

قال الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز ،رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية – "أجفند ،إن ما يشهده العالم من ظواهر مناخية غير مسبوقة، ليست وليدة الصدفة، فمنذ أعوام و هذه الظواهر المتقلبة تنذر بما نشهده في وقتنا الراهن، حيث أصبحت تطال الجميع. وفي الوقت ذاته، لم تكن الجهود المبذولة كافية و لا تحقق المستهدفات المتمثلة بخفض انبعاثات غازات الإحتباس الحراري  تزامنا مع التوسع بإستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة  إلى التكيف من خلال التحولات الاستباقية اللازمة بحيث  نصبح أكثر مرونة وصموداً  في مواجهة تداعيات تغير المناخ.  

 


وأضاف خلال انعقاد المنتدى العربي للمناخ، أنه من المقلق حقاً، أن دولنا العربية تعد من أكثر مناطق العالم عرضةً و تضرراً من جراء التغير المناخي، و من هنا علينا أن ندرك أن العمل المناخي الفعال أصبح إلتزاماً أخلاقياً مشتركاً من الجميع، و على الأطراف التنموية كافة، تحمل مسئولياتها، إذا  أردنا بكل جدية ومسؤولية، الإبقاء على كوكبنا صالحاً للعيش المستدام لنا وللأجيال المقبلة.

 

منوهاً لقد تأخر  العالم في الإستجابة للتغيرات المناخية، فقد كشف التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ IPCC والذي يرصد آثار التغير المناخي على الناس والنظم البيئية، عن مؤشرات مفزعة منها: أن سبل العيش والأمن الغذائى  أكثر من  40٪ من سكان العالم  يعيشون في أماكن و أوضاع "شديدة التأثر بتغير المناخ"،  و أن شخصاً واحداً من كل ثلاثة أشخاص يتعرض للإجهاد الحراري القاتل، و أن ما يقرب من نصف سكان العالم يعانون من ندرة المياه الشديدة في فترات مختلفة من العام، كما أن تغير المناخ أدى إلى خفض نمو الإنتاجية الزراعية في الكثير من دول العالم.

 

كل ذلك يشكل تهديدًا مباشراً لسبل العيش والأمن الغذائي العالمي. هذه المؤشرات المناخية الخطيرة لن تتوقف هنا، لكنها ستؤدي إلى تزايد وتيرة النزوح البشري، حيث بلغ متوسط أعداد النازحين بسبب الكوارث المناخية أكثر من 20 مليون شخص سنويا وفقا لإحصاءات وتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومركز مراقبة النزوح الداخلي IDMC.


إزاء كل تلك التحديات و بالرغم من حجم الصعوبات القائمة، علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي، فالصورة ليست قاتمةً تماما، فهناك جهود و إنجازات واعدة تضطلع بها العديد من الحكومات و المنظمات سعياً إلى  تحسين جودة حياة الإنسان، دون أن يكون ذلك على حساب البيئة و المناخ.


  
مشيراً  تلخصيص جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية، فروعها الأربع 2021 لموضوع التغير المناخي، حيث من المقرر تكريم الفائزين الأربعة أثناء إنعقاد قمة المناخ COP 27  (مؤتمر الأطراف) في شرم الشيخ. إضافة الجهود المصرية المبذولة في إطار التمهيد للقمة، والتي سيكون لها أثر مباشر على حث الدول المشاركة على العمل لإنقاذ كوكبنا.


من جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء البيئة العرب، على أهمية المنتدى فى دعم جهود الدول العربية للتصدى للآثار السلبية للتغيرات المناخية ، فى ظل ما تعانيه البلدان العربية من وتيرة غير مسبوقة من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على كافة مناحى التنمية، معربة عن سعادتها باستضافة مصر للنسخة الأولى من هذا المنتدى، مقدمة الشكر للقائمين على التنظيم المتميز للمنتدى من برنامج الخليج العربى للتنمية ، وإلى سمو الأمير عبد العزيز بن طلال على الدعم المقدم  ، ولجامعة الدول العربية وإلى كافة المشاركين.

 

وأشارت وزيرة البيئة إلى أنه لم يعد الإهتمام بقضايا البيئة ضرباً من ضروب الرفاهية ، بل أصبح ضرورة ملحة لحياة الإنسان على هذا الكوكب، حيث أصبح هناك إحتياجاً حقيقياً لتضافر كافة الجهود الدولية والإقليمية والوطنية الرسمية منها وغير الرسمية لإعادة صياغة المنظومة المتكاملة التى تسمح للأجيال الحالية بالحصول على حقوقها الطبيعية فى التنمية وحقوقها فى حياة خالية من التلوث وفى التمتع بالموارد الطبيعية التى هى أساس الحياة.

 

وأوضحت أن قضية التغيرات المناخية هى التحدى الأبرز فى عالمنا والتى يواجه عصرنا دون تفرقة بين من قام بإصدار الانبعاثات ومن لم يصدرها، مشيرةً إلى أن البلدان العربية ستكون الأكثر ضرراً بآثار التغيرات المناخية ، وخاصة الشباب العربى الذى ستؤثر التغيرات المناخية على فرصه فى العيش حياة كريمة.

 

وتطرقت  فؤاد إلى التقارير العلمية الخاصة بالهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ والصادرة مؤخراً خاصة فى 2021 عام  وأوائل عام 2022 التى أوضحت أنه حان الوقت لضرورة الحفاظ على درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية ، وأن الوقت المتبقى أصبح قليل وخاصة فى ال30 عام القادمة لذا فهناك ضرورة ملحة لزيادة الطموح المناخى بشكل كبير، مؤكدةً علي أهمية الحصول علي التمويل اللازم من المصادر العامة والخاصة، حيث أن زيادة الطموح وتوافر التمويل بدون تنمية حقيقية لقدرات الشباب والمجتمع المدني ونقل التكنولوجيا التي تستطيع إنقاذ مجتمعاتنا من الآثار الدامية لتغير المناخ لن تكتمل المنظومة الخاصة بإعادة صياغة ما نسميه التصالح بين الإنسان والطبيعة للحفاظ علي الحياة علي الكوكب الوحيد الذي نملكه وهو كوكب الأرض.

 

وأضافت وزيرة البيئة أنه على الرغم من أن مساهمة الدول العربية في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لا تتجاوز 5% من كامل الانبعاثات العالمية إلا أننا عند النظر للتقارير المختلفة نجد تشابك وتعقد التحديات البيئية حيث نجد آثار لتغير المناخ من ارتفاع درجة الحرارة واخطار تهدد السواحل العربية وزيادة الجفاف والتصحر وندرة الموارد المائية إضافة إلي زيادة ملوحة المياه والكثير من المشكلات المعقدة والمترابطة.

 

التكيف مع التغيرات المناخية 

وأكدت ياسمين فؤاد  وزيرة البيئة أننا بدأنا وقادرين على تكرار هذه التجارب الناحجة لصالح شعوبنا ومجتمعاتنا المحلية التى لم تكن سبب فى آثار التغيرات المناخية و لكنها تأثرت وتغيرت سبل عيشها وأماكنها بهذه بالآثار ، مشددة على ضرورة  التكاتف سوياً والعمل على الإبتكار ونقل قصص النجاح  والتكولوجيا جنباً إلى جنب لنكون بمؤتمر المناخ مجموعة عربية واحدة  متماسكة قادرة على التنفيذ و الإبتكار و التصدى  لآثار التغيرات المناخية من  أجل أن نستطيع أن نقف أمام الشباب العربى ونقول أننا تحملنا المسئولية وكنا قادرين على الحفاظ على حقوقكم من أجل حياة كريمة تنعموا فيها بالموارد الطبيعية التى هي حق لنا جميعا .


أهداف المنتدى 
وجديرا بالذكر أن المنتدى يهدف إلى بلورة خريطة طريق للمجتمع المدني بالشراكة مع الحكومات والقطاع الخاص، للتحرك بفاعلية في مسار التكيف مع التغيرات المناخية وحشد المواطنين بالمجتمعات المحلية للإسهام بفاعلية للحد من التدهور البيئي، والسعي المشترك من أجل معالجة أوجه اللامساواة المصاحبة لأزمة التغير المناخي، كما يستهدف المؤتمر تقييم الآثار السلبية للتغيرات المناخية في ضوء التقارير العلمية الدولية، خاصة فى ظل تأثيراتها  على الخطط التنموية ، وإعاقتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وهو الأمر الذى يتطلب إيجاد حلول مبتكرة وسريعة من جانب كل أطراف التنمية ، خاصة المجتمع المدنى للحد من الانبعاثات الضارة و والحد من التغيرات المناخية ودور منظمات المجتمع المدني العربي.بالإضافة إلى تقييم الأبعاد الاجتماعية لأزمة التغيرات المناخية ومناقشة العلاقة بين التغير المناخي واللامساواة، كما يتطلع  المنتدى إلى رفع الوعي بخطورة الأزمة والتأكيد على أهمية العمل التشاركي للحد من التدهور البيئي وحماية الإنسان والنظام البيئي، كما يسعى لتقييم تأثيرات التغير المناخي على المرأة وذوي الإعاقة والأطفال والفئات الأكثر تهديداً.


المحاور 
وتتضمن أجندة المنتدى العربي للمناخ 6 محاور هي  تغير المناخ والاستدامة، وتغير المناخ وتأثيره على الفئات الأكثر عرضة للخطر، وتشجيع الابتكار لفائدة التكيف والتخفيف، وتغير المناخ والأنشطة الاقتصادية الهشة، ودمج المواطن والمجتمعات المحلية في العمل المناخي، ودور التغيير المنظومي في التحول الأخضر.

 

كما أوضح  ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية – أجفند في المنتدى العربي للمناخ إن إيجاد آلية دائمة تحشد طاقات المجتمع المدني و تكرسها في العمل المناخي  فهناك  الكثير من المهام التي يمكن أن تقوم بها منظمات المجتمع المدني و تتبناها. فرصد حالات تغيير المناخ و الآثار السلبية الناجمة عنه و التوعية الإعلامية بخطورته الإجتماعية و الإقتصادية على القطاعات المنتجة، مثل قطاع الزراعة و الرعي و الصيد و بالأخص الصغيرة منها.   


كما ان فئات المجتمع الضعيفة مثل المرأة و الطفل و ذوى الإعاقات و كبار السن و المهاجرين والنازحين تُعد من أولويات العمل المناخي لمنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى إسهام منظمات المجتمع المدني العربية من خلال برامج وخطط و استراتيجيات التخفيف والتكيف من آثار هذه الظاهرة الكونية.

 

حيث أصابت التغيرات المناخية المتطرفه مفاصل الحياة الاقتصادية و الاجتماعية كافة فئات المجتمع في مختلف مناطق العالم، و أرغمت الكثير من الناس على خسارة أعمالهم ومصادر عيشهم و عيش أسرهم و مجتمعاتهم.


فكان الضرر البالغ في الأعمال المنتجة  خاصة المزروعات و  الثروة الحيوانية و صيد الأسماك و تدمير الممتلكات خاصة لصغار المنتجين،  وقد تضاغفت تلك الأضرار  نتيجة تزامنها مع  تأثيرات جائحة كورونا و تداعياتها.  إضافةً إلى التأثيرات الناجمة عن التوترات و الصراعات الدولية و الإقليمية المسلحة  و التي أفضت جميعها إلى مجاعات و تهديد الأمن الغذائي للجمع، و التهديد بشبح الهجرة و النزوح.


من هنا يجب  التأكيد على  أن التمويل الزراعي صغير الحجم يعد أحد أهم  مفاتيح الحلول لحالات  اللامساواة والإستبعاد المالي و إرتفاع أسعار الغذاء في العالم، بجانب توفير فرص إحياء الحيازات الزراعية الصغيرة في الدول النامية كإستثمار مستدام و فرص التشغيل في الأرياف  و ذلك للحد من هجرة أبناء الريف إلى المدينة. فالتقديرات تشير إلى أن هنالك ما يقدر بـ 500 مليون مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في العالم، يدعمون ما يقارب ملياري شخص.   كما أن  50% من الإنتاج الغذائي في المحيط العربي معرضة للتغيرات المناخية.


وأشار الدكتور حسن البيبلاوى أمين عام المجلس العربى للطفولة  والتنمية  أن استقرار البشر في الدول النامية تأثر بسبب التغيرات المناخية ،حيث تعاني من عنف التأثيرات الضارة بالطبع أكثر الفئات هشاشة في الواقع الاجتماعي خاصة  الأطفال وكبار السن والفئات المهمشة اجتماعياً. وأكثر من 80% من هذه العناصر يكون في الدول النامية.. وخاصة في الدول الإفريقية والشرق الأوسط، والمفارقة أن هذه الدول لم تحدث أي تأثيرات ضارة أو سالبة، حتى لو بدرجة 2%.

 

- وثمة حقائق كاشفة لنتائج هذه الأخطار، فقد حطمت الظروف الجوية القاسية في 2021 أرقاماً قياسية في مختلف أنحاء العالم، ولقي المئات حتفهم في عواصف وموجات حر. - وارتفعت حالات سوء التغذية بسبب تملح التربة ومياه الشرب والتلوث وتدهور الأراضي وانخفاض صلاحية المحاصيل والتصحر والعواقب البطيئة الأخرى. - وزاد معدل الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا والتيفود بسبب زيادة الفيضانات.. بل وكانت لهذه الأخطار تأثيرات ضارة ليس فقط على الصحة البدنية، بل أيضاً على الصحة العقلية.


- ووفقا للبنك الدولي، فإنه بدون اتخاذ إجراءات فورية ومتضافرة يمكن أن يجبر تغير المناخ أكثر من 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على النزوح الداخلي وحده بحلول عام 2050. - إلا أنه من القضايا المثيرة الآن التي تطلع عليها كثيراً في المواقع البحثية، مثل موقع جلوبال ریسیرش Global Research ذا ديفينس بوست.. هو إثارة السؤال حول مدى استخدام الانبعاثات في الصراعات العالمية؟ سؤال مثير.. أترك الإجابة عليه، ويحتاج الأمر الى تدير ودراسة.

 

- لذلك كله صار المناخ قضية مركبة ومتعددة الأبعاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبينيا، وتأثيرات التغير المناخي صارت مباشرة وغير مباشرة على الجميع دون استثناء، وأصبح هناك قضايا حاكمة لابد وأن ترتبط بقضية المناخ مثل: العدالة - الحقوق – التنمية المستدامة. 

 

الآثار الاقتصادية والاجتماعية :

- شح المياه

- الجوع والفقر المدقع

تدمير مصادر الغذاء

- انقطاع التلاميذ عن التعليم

- التأثيرات السلبية على الصحة

- عمالة الأطفال - المرأة والفئات المهمشة - أزمة في حقوق الطفل

الفيضانات - تدمير المدن والقرى والحرائق

تلحق الكوارث الطبيعية الأذى بالجميع الهجرة واللجوء والنزوح غير الانساني

 

اقرأ أيضا : وزيرة البيئة تشارك في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر المناخ cop27 بالكونغو