حكايات| المرأة الحديدية بالأقصر.. رحلة «زينب» مع بيزنس عرائس المولد

المرأة الحديدية بالأقصر.. رحلة «زينب» مع بيزنس عرائس المولد
المرأة الحديدية بالأقصر.. رحلة «زينب» مع بيزنس عرائس المولد

كتب: أحمد زنط


سيدة أربعينية، رسمت مشقة الحياة على ملامحها خريطة صعيدية بامتياز، تركت كل شيء خلفها في سبيل أسرتها المكونة من أربعة أفراد، بعد أن هجرها زوجها حتى لقبها أهل إسنا بـ«المرأة الحديدية».

 

لم تيأس زينب عبدالدايم علي الشهيرة بأم رامي «44 عامًا»، ولم تستسلم بعد اختفاء زوجها لتجد نفسها فجأة هي الأب والأم في آن واحد، بعد أن فرضت عليها أعباء ومتطلبات الحياة، فلا يمر يوم إلا وهي تسعى وتشقى وتكد لتربية أبنائها وإطعامهم وتلبية احتياجاتهم.

 

منذ صغرها وجدت زينب بداخلها هواية رسم وصناعة وتزيين العرائس، وعندما أتتها الفرصة لتنمية وتفعيل هويتها إلى عمل شريف تسد بها رمق أطفالها الصغار لم تتأخر حتى باتت تمتهن هذه المهنة منذ 17 عامًا.

 

 

تقوم أم رامي بإحضار العرائس البلاستيك والمواد الخام من القماش، وأدوات الخياطة ومسدسات الشمع من أجل عمل الرسومات  المناسبة لكل عروسة بلاستيك أو من حلوى المولد النبوي الشريف لتبدع فى عمل التصميمات، حيث تجعل لكل عروس فستان من قماش وتقصه وتجهزه ليتناسب مع جسم العروسة.

 

وتعود المرأة الحديدية بالذاكرة إلى الوراء فتؤكد أن فكرة تصنيع العرائس ساعدتها في الإنفاق على نفسها وأسرتها عبر تصميم وعمل عرائس المولد وتقوم بتطريز كل فستان عن طريق استخدام بعض الإكسسوارات ومسدس الشمع، وتنجح في النهاية بإخراج تحفة فنية يتم وضعها في صندوقها الشفاف ليقبل عليها الزبائن من مدينة ومركز إسنا وكافة قراها.

 

اقرا أيضًا| «نجلاء» تتحدى المستحيل.. بطلة صعيدية قهرت أميتها بـ«الماجستير»

 

وتعد أيام المولد النبوي الشريف موسم البيع الذي تستطيع أن تكسب فيه أكثر قدر من المال والربح وتواجه أعباء الحياة طوال العام في موسم المولد النبوي الشريف، وأنها تقوم بشراء العروسة البلاستيك وتقوم بزخرفتها وصنع فستان لها بطريقة حديثة، واختيار الألوان الزاهية المبهجة وتطرزها كما تضيف عليها الحروف والأسماء.

 

 

وغالبا ما يطلب الزبون وضع صورة للشخص الذي يريد إهداءها إليه، موضحة أنها استطاعت هذا العام أن تطور صنعتها، حيث أنها أضافت الأنوار والكهرباء للعروسة، حيث جعلت عروسة المولد تدور وتغني بواسطة محولات الكهرباء الصغيرة وبعض الأنوار لتكون وأنها تضيف كل عام لمسة جديدة لعروسة المولد النبوي التى يفرح بها الكبار والصغار لتخطف عيون الناظرين.

 

بمرور الوقت واكتسابها مزيدا من الخبرات أبدعت أم رامي في صناعة أشكال أخرى غير العروسة وهي عروسة بحنطور تحمل عصا، وعريس فوق حنطور يمسك عصا بيديه وعروس مع تدريسها وعروس تنتظر عدلها وزواجها، لكنها تحلم بأحد المشروعات الصغيرة من وزارة التضامن أو وزارة التنمية المحلية لتتمكن من توفير سكن ملائم من خلاله أو توفير شقة لها.