إبراهيم مدكور يكتب: «يتيم» في عيد ميلادي

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور


ينتظر الإنسان منا دائما أي فرحة تأتيه، أو مناسبة مبهجة لتُنْسيه ولو لبرهة من الوقت قسوة الأيام والماضي الحزين، وتأخذه للشوق والحنين وتلقي التهنئة من الأحبة والجلوس معهم والمسامرة. 

ولكن دائما ما يكون هناك شخصاً مختلفاً بالنسبة لك عن البقية، برسالته أو بسماع صوته سعادتك تغمر أرجاء الدنيا. 

وها هو حالي، وفي يوم ميلادي، انتظرك يا أمي في كل أوقاتي، اترقب صوتك، انتظر طيفك، اشتاق لأرتمي بين أحضانك، واتَمرغ تحت قدماكي.

أمي هذا هو يوم عيد ميلادي الأول بعد وفاتك، صوتك وأنتي تقولين ليّ، " كل عام وأنت طيب يانور عيني، يارب أشوفك أسعد واحد في الدنيا وأنت بالصحة والعافية" لا يفارق سوادي.

والله كل شئ من بعدك يا أمي أصبح كئيب، أصبحت أحاول التعايش وإظهار التماسك، لكني والله كالطفل الرضيع، الذي يبكي في كل وقت وحين.

أمي مات العيد بموتك يا أمي، وصار الكون كله ضبابيا من حولي، تاهت خطايا، ضاقت ذرعا بيا الحياة.


أمي هل تسمعينني؟ أنا ابنك إبراهيم الذي صرت من بعدك حزين، أمي والله لو كان الأمر بيدي، لقطعت من عمري واعطيتك.

أمي الكون كله بالنسبة لي من بعدك عدم، لا أرغب في شئ سوى لقياكي، وأن أعيش خداماً تحت قدماكي.

خذيني معك يا أمي، فأنا من بعدك فقط أعيش على ذكراكِ، ولا عيد ولا فرحة بالنسبة لي بعد وفاتك، أمي مات العيد والقلب من بعدك أصبح عليل.