نقطه على حرف

م. علي سعده يكتب: الطريق .. وأهل الشر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب - م. علي سعده
في طفولتي بالمدينه الجميله بورسعيد كانت احب الاشياء الي قلبي السفر مع والدي خارج المدينه .. كان هناك طريقان الي الاسماعيليه ومنها للقاهره الاول طريق القناه حيث تسير بسيارتك وعلي يمينك الترعه الحلوه ( مصدر المياه الرئيسي للمدينه وقتها ) وعلي يسارك قناه السويس بجمال سفنها ويخوتها.

الثاني اكثر متعه حيث انه مظلل كله باشجار الكافور والبونسيانا حتي مشارف مدينه الاسماعيليه .. وعلي جانبي الطريق بالقرب من بورسعيد تجد الصيادين يبيعونك الاسماك والطير في مواسمه .. وعند اقترابك من الاسماعيليه تجد علي الجانبين مالذ وطاب من اقفاص المانجو وبأسعار زهيده .

بمرور الوقت تم ردم الترعه الحلوه من طريق القناه واستبدالها بمواسير ضخمه تحمل المياه العكره من القنطره حتي محطه تنقيه المياه بهيئه قناه ااسويس ببورسعيد واقتصر الطريق علي العاملين بالهيئه  وعلي الجانب الاخر تمت ازاله الاشجار الجميله من الطريق الثاني بحجه توسعته.

وعاني الطريق الاخير الكثير اعواما كثيره من الهبوط والمطبات وكثرت به الحوادث حتي تم تسميته بطريق الموت لاكثر من اربعون عاما الي ان قامت الهيئه الهندسيه للقوات المسلحه منذ عامين بعمل طريق بديل رائع ( محور ٣٠ يونيو ) مكون من حارتين للنقل من كل جانب وثلاث حارات من كل جانب للملاكي وباقي المركبات.

ومنذ ايام قليله امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالحديث عن خطوره الطريق الجديد وامتلاؤه بالمطبات وتجاوز البعض في وصفه بطريق الموت حيث ان بعض الحفر والمطبات تجاوز عمقه المتر منوها مابين السطور عن سرقات وتجاوزات في التنفيذ. 

اتصلت بالصديق اللواء ( شرطه ) احمد حواله  مدير مرور بورسعيد الاسبق مستفسرا عن صحه مانقرأه فنفي نفيا قاطعا واكد لي انها اشاعات من اهل الشر للنيل من انجازات السيد الرئيس والقوات المسلحه .

لم يهدأ بالي وتعمد السفر بالامس علي طريق محور ٣٠ يونيو ولم ابالي بكل تحذيرات الاصدقاء .

التزمت بالسرعه المقرره ( ١٢٠ك/ ساعه) وتخفيضها عند مطالع ومنازل الكباري .. لم اجد مطبا واحدا طوال الطريق الرائع عدا مسافه لاتتعدي كيلومترا واحدا جاري اصلاحها بنشاط وعمل تحويل لحاره النقل في هذه المسافه .

بالطبع اي طريق يتم انشاؤه في اي مكان بالعالم علي اراض طينيه يتعرض للهبوط في بعض الاماكن يتم اكتشافها مع الوقت واصلاحها .. 

لا داعي لان نتأثر سريعا باكاذيب واشاعات اهل الشر وناقليها  فلازال هناك الكثير من الموتورين الناقلين لأي خبر دون اعمال العقل والتأكد من صحته .

حفظ الله مصر ورجالها المخلصين .