قلب مفتوح

كتف الأثرياء الغائب

هشام عطية
هشام عطية

منذ أرسلت السماء المواطن عبدالفتاح السيسى ليكون «المخلص»  لمصر من مصير مشئوم ألقى الله محبته فى قلوب المصريين ليكون «المهلك» لأهل الشر «الهادم» لمؤامراتهم الخبيثة، وكان رهان السيسى الرابح على المواطن الذى فيما اعتقد وأظن لم يخذله ولم يرد له طلبا ومشهد عشرات الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع  فى يوم التفويض تلبية لنداء السيسى ليس ببعيد.

كل هذا الحب والعلاقات الوثيقة المتينة بين الشعب ورئيسه وقت مصر وأهلها شرورا لا حصر لها ومكنتنا من أن ننتصر دائما فى معاركنا المصيرية للبناء وضد الفناء.

هذا المواطن الصلد الذى تحطمت على يديه وبجسارة قائده السيسى مؤامرات تدمير الشرق الأوسط كله خارت قواه، ارهقته فواتير الاصلاح الاقتصادى بما خلفه من اعباء لا ترحم، انهكته موجات غلاء لا تتوقف، ولكنه لم يتعاط إلا الصبر حبا لوطنه ورئيسه المخلص.

كل يوم اعباء جديدة تتحدى صبر هذا المواطن وتنخر فى قوة احتماله وتصفعه بالأسئلة التى لا اجابات لها ومنها كيف لمواطن يقضى شهره بالكاد ان يدفع ثمنا لاستهلاك الكهرباء والغاز والبنزين مثلما يدفعه من هو قادر على شراء فيلا صغيرة بالساحل الشمالى يصل ثمنها إلى ١٤٠ مليون جنيه ليقضى فيها أياما معدودات!!.

المواطن الذى يلهث وراء الستر يسأل: لماذا لا تفرض ضريبة رفاهية وثروة على مثل هؤلاء الأثرياء مثلما حدث فى أمريكا مؤخرا وبعض دول العالم التى تصل فيها الضرائب احيانا على اصحاب الدخول المليونية إلى ٥٠٪ من الدخل.

أحد التقارير الدولية الموثقة والذى تناول الاستثمار فى مصر كشف أن ١٠٪ من أصحاب الدخل الأعلى لدينا يمتلكون ٥٠٪ تقريبا من الدخل القومى، لماذا لا يعطى هؤلاء لمصر بقدر ما أخذوا واستفادوا؟!.

من أجمل مقولات الرئيس السيسى فى حفل تدشين الوحدات البحرية الجديدة لهيئة قناة السويس: «لازم يا مصرى تفضل حاطط كتفك فى ضهر بلدك، واوعى حد يضيع حلمك وأوعى حد يحبطك ويصيبك باليأس».

آن الأوان لهولاء الأثرياء أن يضعوا اكتافهم بجد فى اكتاف وطنهم الذى منحهم كل هذا الجاه والثراء وأن يكف بعضهم عن مشاهد الاستفزاز والتباهى بالثروات التى تغرق وسائل التواصل والتى تخلق طبقية بغيضة فى النفوس وتشعر المصريين بأنهم أصبحوا شعبين وليس شعبا واحدا.