لأن التغيرات المناخية هى إحدى أهم القضايا البيئية ذات التأثير المباشر على كافة مناحى الحياة استحوذت على اهتمام دول العالم وحكوماته وباعتبارها من أهم الموضوعات المطروحة للمناقشة والدراسة على الساحة العالمية للوصول الى أفضل الوسائل للحفاظ على صحة المواطنين لتوفير حياة نظيفة ومناخ خالٍ من التلوث يسهم فى تحسين جودة الحياة وتحقيق تنمية مستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية لأى دولة ...لهذا اطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية حتى عام ٢٠٥٠ والتى تضمنت خطة واضحة المعالم لتحسين البنية التحتية وتوفير التمويل اللازم للأنشطة التى تسهم فى تحسين المناخ وتوفر التكنولوجيا الخاصة به بهدف تحقيق نمو اقتصادى مستدام وتنمية نظيفة.
لكل هذه الأسباب بدأت مصر تنفيذ مجموعة من المشروعات المهمة للوصول الى اقتصاد اخضر وبيئة نظيفة تعزز ريادتها على الصعيد الدولى فى مجال تغيير المناخ جاءت فى مقدمة هذه المجهودات المبادرة الرئاسية « اتحضر للأخضر » كأول مبادرة وطنية لنشر الوعى البيئى وتعزيز الهدف القومى لخفض التلوث بنسبة ٥٠% بنهاية عام ٢٠٣٠ والضمان استمرار الموارد الطبيعية وتنميتها كحق تتمتع به الأجيال الحالية والقادمة ...وتوسعت الحكومة فى مشروعات خفض الانبعاثات الضارة من المصانع وعدم تلوث مياه النيل وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية غير الملوثة للبيئة وتنطلق خلال أيام مبادرة رئاسية جديدة لزيادة المساحات الخضراء والتشجير تستهدف زراعة ١٠٠ مليون شجرة.
وكان لكل هذه المجهودات اثرها الايجابى على ان تتفوق مصر على الكثير من دول العالم وتنجح فى الحصول على حق استضافة «قمة المناخ» بعد ان قررت الأمم المتحدة اسناد اقامة الدورة ٢٧ لقمة الدول الأطراف فى اتفاقية تغير المناخ COP27 لمصر خلال شهر نوفمبر المقبل بمدينة السلام شرم الشيخ .
اتمنى ان نستثمر هذه القمة المهمة التى يشارك فيها ممثلو ٢٧ دولة والعديد من رؤساء المؤسسات العالمية والمالية المتخصصة حتى نروج لجمهوريتنا الجديدة بأفكارها وأهدافها وطموحاتها ومشروعاتها القومية.
