يوسف القعيد يكتب: نجيب محفوظ يا وزير التعليم

يوسف القعيد
يوسف القعيد

احتفلنا بذكرى وفاة مؤسس الرواية العربية نجيب محفوظ، وكتبنا عنه، وتذكرناه، وأصبحت عناوين رواياته مانشيتات بصحفنا. وتوقفنا أمام مشروعه الروائى العظيم الذى يمكن اعتباره مؤسس الرواية العربية. ولولاه لكان خط تطور الرواية بوطننا العربى قد اختلف.

أكتب عن موضوع آخر شديد الأهمية. ألا وهو تدريس بعض روايات نجيب محفوظ وقصصه فى مدارسنا. لن أتكلم عن الجامعات. فكما أعلم وأعرف هناك دراسات مهمة لأدب نجيب محفوظ فى جامعاتنا المصرية. خاصة فى كليات الآداب. ولكن ما يعنينى الآن هو أن طلاب المراحل التى تسبق الجامعة سواء الإبتدائية أو الإعدادية أو الثانوية وهم بالملايين لا تُدرس لهم بعض روايات نجيب محفوظ.

أنا لا أقصد النص الكامل للرواية. ولكن أن يكون هناك إعداد للنص يناسب طلاب كل مرحلة. وقد قام بمحاولة سابقة فى هذا المجال توشك أن تكون رائدة ولم يسبقها أحد المرحوم محمد المعلم، مؤسس وصاحب دار الشروق، ووالد المهندس إبراهيم المعلم الذى وصل بها إلى ما لم تصل إليه من قبل. محاولة محمد المعلم إن أسعفتنى الذاكرة لم تتعد روايات نجيب محفوظ التاريخية: عبث الأقدار، رادوبيس، كفاح طيبة.

ثم لم يكتمل المشروع. وهناك من يمكن أن يكملوا استكماله. وأعتقد أن معرفة الأجيال الطالعة بنجيب محفوظ ومشروعه الأدبى تُعتبر معرفة بمصر الراهنة. ووصلة حب لكل ما هو مصرى. فهل آمل من معالى وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى أن يُعطى هذا الموضوع قدراً من الاهتمام يستحقه؟.

لست فى حاجة للقول إن قراءة طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية لنجيب محفوظ مسألة مهمة. فهم يمرون بأيام التكون، وقراءة نجيب محفوظ تساعدهم على أن يكونوا من أبناء هذا الوطن الذين يرتبطون به، ويعرفون قدره، ويدركون أهميته. وبالتالى فالمسألة ليست قضية تربوية فقط. ولكنها مطلب قومى يهمنا جميعاً.

سمعت من قبل عن محاولات سابقة فى وزارة التربية والتعليم بتدريس الأدب عموماً لطلابنا، ونجيب محفوظ على وجه خاص. وأنا لا أتوقف عند نجيب محفوظ فقط حتى لا أُتهم بالانحياز له وأنا منحاز له فعلاً. ولكن أعتقد أن الأعمال الروائية لجيل الرواد  مهمة. وتدريسها من أهم ما يمكن.