يتخفون وراء الحالات الإنسانية وينتشرون على صفحات المشاهير

التسول الإلكترونى.. «احتيال واستغلال»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«أنا مش شحاتة أنا عروسة وبجهز ساعدونى بهدايا التيك توك».. أثارت هذا المنشور استياء الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشاره على منصة الفيديوهات «تيك توك» والتى ظهرت من خلاله سيدة مرتدية للنقاب وتطلب من المتابعين أن  يجلبوا لها «نقطة زفافها» تحت مسمى هدايا التيك توك كنوع من المساعدة المادية لها لإتمام زيجتها، ولكن هل مازال هناك أشخاص يقعون فى فخ النصب الإلكترونى أى «التسول الإلكتروني» كما أطلق عليه؟

نعم هناك الكثير من الأشخاص يتبعون مثل هذه المنشورات لطيبة قلوبهم وتحقيقا لكلام الله تعالى «إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيم».

 

ظاهرة منتشرة
قال د. محمد هانى استشارى الصحة النفسية أن التسول الإلكترونى أصبح من الأشياء المرعبة التى نجدها على صفحات التواصل الاجتماعي، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير لطلب المساعدات المالية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهو سلوك غير حقيقى ولكنه متواجد من الأساس فى شخصية المتسول، فهو بالفعل اعتاد على هذه العادة السيئة وهى استعطاف الاخرين من أجل تحقيق مطالبه، ومن المتعارف عليه أن أغلب الشعب المصرى يتحرك بقلبه تجاه المواقف الإنسانية ومن هنا تبدأ أولى خطوات «النصب الإلكتروني».

وأضاف د.هانى أن السوشيال ميديا أتاحت الفرصة أمام الشخص المتسول، لأنه يظهر بشكل متخف من وراء الحساب الخاص به والذى فى الأغلب يكون «أكونت مزيف» للحصول منه فقط على ما يريد وبكل سهولة يتم غلقه لعدم الوصول إليه مرة أخرى، وبالفعل هناك أشخاص كثيرون وقعوا فى فخ النصب الإلكترونى ودفعوا مبالغ مالية لجهات مجهولة الهوية من أجل المشاركة فى مساعدات إنسانية، كما أنه يبحث أيضا على التسول بطريقة غير مباشرة من خلال كتابة التعليقات على صفحات المشاهير لاستعطافهم تجاهه وإعطائه ما يريد.

اقرأ أيضًا

أخر التقاليع.. الشحاته «أون لاين»l ومباحث الإنترنت تحذر الجميع

الخبراء: المتسول طوّر نفسه.. والرقابة والتبرع للجهات الرسمية أبرز الحلول

وأضاف «هاني» أن الحل للتخلص من هذه الظاهرة السيئة هو التبرع للجهات الرسمية والمتعارف عليها أو التأكد على الأقل من صحة طلب الشخص على السوشيال ميديا من صحة الحالة التى تحتاج للتبرع، وهذا الشيء لا ينقص من التبرع شيئا ولكنه أبسط حقوقك هو التأكد من الجهة التى يذهب لها مالك، كما أن هناك دورا كبيرا للجهات الرقابية لأن هناك من يقوم بعمل صفحات على السوشيال ميديا باسم مؤسسات خيرية لجمع التبرعات وفى اخر المطاف يكتشف أنها مؤسسات وهمية، لذا لابد من الرقابة تشديد العقوبة لمن يقوم بالنصب الإلكترونى على السوشيال ميديا.

«فهلوة المصريين»
وأوضحت د.هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، أن التسول بشكل عام هو تصرف ضد التنمية والحياة الكريمة، فلابد أن تقوم الدولة بمساعدة محدودى الدخل وليس معدومى الدخل لأن توفير كافة التسهيلات من مسكن وأموال لمعدومي الدخل هذا يحمل الدولة أعباء وفجوة اقتصادية هى فى غنى عنها، إلا أن يصبح معدوم الدخل من أصحاب محدودى الدخل ويصبح له عملا ودخلا ثابتا يعيش به.

كما قالت إن ثقافة التسول أصبحت داخل المنازل فهناك الكثير من الأمهات لديهن أولاد لا يعملون وبالتالى هى من تعطيهن الأموال، فهذا خطأ فادح حيث إن فى المجتمعات المتقدمة بعد أن يتم الشخص ١٦ عاما يجب أن يبحث عن عمل بجانب دراسته، ويقوم بالصرف على دراسته وحياته اليومية بقدر المستطاع.

أما بالنسبة للتسول الإلكترونى فهو ليس جديدا على المصريين فهم من قديم الأزل ويعتبر التسول مهنة أساسية فى مصر، ويتبعها الكثير من الأشخاص لأنها تعطيه الكثير من المال بأقل مجهود فهناك سماسرة للمتسولين يقومون بنشرهم فى الشوارع وجمعهم فى نهاية اليوم لجمع «الغلة» منهم واعطائهم راتبا شهريا على «الشحاتة» مما أدى ذلك إلى رفع أعداد حوادث القتل والاغتصاب والتجارة فى الأعضاء وسرقة الأطفال، فإدعاء المرض أمام المارة وحده يكفى لجمع الملايين منهم، وبالتالى عند التقدم الإلكترونى لابد من المتسول أن يطور من نفسه فأصبح التسول «أون لاين» لمواكبة العصر، بالإضافة إلى الذكاء الشديد للمصريين و»الفهلوة» فى حديثهم جعلهم أكثر اتقانا لهذه المهنة والتغيير منها حسب السوق، فلابد من التصدى لهذه الظاهرة ورفضها تماما للقضاء عليها والحفاظ على المجتمع من الجرائم.