أخر التقاليع.. الشحاته «أون لاين»l ومباحث الإنترنت تحذر الجميع

التسول الإلكتروني
التسول الإلكتروني

أسماء سالم 

اعتدنا أن نرى المتسول بالشوارع والميادين والأماكن العامة، يريدون الحصول على بعض المال، ولكن مع التطورالتكنولوجي قرر هؤلاءالمتسولون تغيير طريقتهم، واستطاعوا جعل مواقع التواصل الاجتماعي أحد اهداف النصابين المتسولين، وذلك باختراع طريقة جديدة لاستخراج المال بإرادتك بدون جهد بل فقط بتحريك مشاعرك، تلك السوشيال ميديا اصبحت المنصة لجمع التبرعات والصدقات الكاذبة مما ادى إلى تقلص عدد المتسولين في الشوارع، ليبتعدوا عن أعين المباحث، وما هم ببعيدين عن أعين رجال الشرطة حيث يرفعون شعار «التسول الإلكتروني»، وهو أن يختبأوا خلف شاشات هواتفهم، ليمارسوا مهنتهم بكل ذكاء وحرفية، بكلمات رقيقة مستغلين آيات قرآنية واحاديث نبوية، ولا يمكن أن ننسى التقاريرالطبية المزورة لتكتمل حيلة النصب، فقد استغل هؤلاء أزمة الكورونا بالتحديد في فترة تراجع العمل ليستعطفوا الناس لجمع الاموال بمناشدات ومبادرات استغاثة لمساعدة الفقراء والمرضى بروايات مفبركة وأساليب احتيالية من أجل جمع المال لأشخاص يكونون غيرمحتاجين، مايترتب عليه حرمان من يستحقون المساعدة.

 

تجولنا داخل العديد من «البوسات» المطالبين للمساعدة وجروبات بدعاء فك الكرب، فقد كتبت إحدى الفتيات تقول؛ «اختكم في الله محتاجة 10000 جنيه لحل فك الكرب عني لوجه الله تعالي»، بينما كتب آخر، «محتاج مساعدة مالية اخوكم من ذوي الاحتياجات الخاصة، مريض بالقلب ويتيم محتاج مبلغ مالي لأسدد ديوني من إيجار البيت وعايز أدوية»، وطريقة اخرى لاحدى الفتيات تقول؛ «يا اهل الخير فرحي بعد 3 شهور وناقص حاجات بسيطة ممكن حد يساعدني»!، فعند دخولك لصفحات هؤلاء المتسولين تكتشف أنها صفحة وهمية ليس بها أي معلومات عنهم، فلا توضح من يكون ذلك طالب المساعدة بل اسمائهم على صفحاتهم عبارة عن «سترك يارب» «محتاج مساعدة» وغيرها!

 

مباحث الإنترنت

ولكن كيف يكتشف الأمن هؤلاء النصابين باسم الخير؟ فقد أكد المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات قائلا؛ تلاحق مباحث الإنترنت هؤلاء النصابين على صفحاتهم على السوشيال ميديا وبالتحديد المتسولين الذين استطاعوا اكتساب شهرة وسط رواد المواقع التواصل الاجتماعي بكسب التعاطف أو ان يتم ملاحتقم بعد تقديم متضرر ببلاغ رسمي ضد ذلك النصاب وبناءً عليه يتم القبض عليهم.

 

وقال اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية الاسبق؛ إن مواقع التواصل الاجتماعي هي زاخرة بآلاف المستخدمين الذين يستغلونه استغلالا غير مشروع وذلك لأنها تعمل دون أي ضوابط أو قيم، وهناك الكثير يستغل تلك التقنية التكنولوجية الحديثة في الادعاء كذبًا بأنهم محتاجين المال مع عرض بعض سيناريوهات التي تجذب عواطف المواطنين للتسول، وذلك بهدف الحصول منهم على المبالغ المالية ونظرًا لان بعد ازمة كورونا اصبحت معظم الاعمال تتم اونلاين لذلك استغل هؤلاء الوباء لفتح حسابات وهمية بالمطالبة من الناس اموال بحجة انهم فقراء لدرجة بعضهم يدعى انهم تابعين لمؤسسات، لذا ننصح المواطنين بأنه ليس كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي محل ثقة فمعظمها كذب ويجب أن يتحرى المواطن  قبل الاستجابة لهذه الطلبات.

 

ففي وزارة الداخلية إدارة متخصصة وهي مباحث الإنترنت، مهمتها تلقي بلاغات المواطنين عن أي صفحة كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بالنصب والاحتيال هنا تقوم مباحث الإنترنت برصد هذه المواقع بأحدث الاساليب الفنية وتتبع هؤلاء النصابين للقبض عليهم.

 

ويجب أن ننوه هنا أنه يوجد في مصر جهاز تنظيم الاتصالات وطبقًا للقانون 175 لسنه 2018 قانون مكافحة تقنية المعلومات يحق لهذا الجهاز بحجب جميع المواقع التي تبث اخبارًا كاذبة وشائعات وتقوم بانتحال الصفة أو النصب على المواطنين وذلك من خلال تقديم بلاغ لمباحث الإنترنت، ثم يتم إصدار قرار بتصريح من النيابة العامة لجهاز تنظيم الاتصالات لحجب هذه المواقع الكاذبة، ولكن للأسف هناك وسيلة التهرب من الحجب وهي أن يتم بث الموقع المخالف من خارج مصر لان التقنية الرقمية يمكنها تغيير اسم الموقع من وقت لآخر، أما إذا كان الموقع يبث من داخل مصر هنا يمكن رصده وغلقه وضبط المسئولين عنه.

 

كما أن فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل الراي العام بما يسمى التريند ونحن حاليًا في حروب معلوماتية يقوم اعداء الوطن باحتلال العقول وكذلك توليد العنف من خلال العاب الإنترنت مثل ببجي وغيرها حيث يعتاد الطفل التواجد امام الشاشة يمارس العنف على هيئة كرتون فعندما يكبر يصبح شخصية عنيفة كل هذا يندرج تحت خطورة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والاستخدام غير المشروع وخطورته على المجتمع.

 

جريمة نصب

واشار المستشار القانوني حسام الجعفري؛ في الآونة الأخيرة انتشرت عمليات إنشاء الحسابات الالكترونية الوهمية من عناصر أو أفرادمجهولة لاستخدامها في عمليات نصب وتسول حيث وفقا للمادة 336 من قانون العقوبات،»يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود وذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أوبعضها باستعمال طرق احتيالية، فالنصب جريمة تمثل الاعتداء على الملكية وعلى أموال الغير بدون وجه حق،فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوزسنة، ويجوز جعل الجانى فى حالة العود تحت ملاحظة الشرطة مدة سنةعلى الاقل وسنتين على الأكثر».

نماذج

وأشهر هؤلاء النصابين عبر السوشيال ميديا،»محمد ق»،الذي ادعى عبرحسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي عن إصابته بالسرطان وأنه وصل لمرحلة خطيرة وانتشر السرطان في جسده وبدأ يلتهمه، وعلى الرغم من أن البعض لم يصدق قصته وانتقده،إلا أن والدته كانت تخرج وتؤكد أن ابنها يعاني من السرطان منذ أربع سنوات، أول سنتين كان التشخيص خاطئا، وبعده اثبتت إصابته،وعرض مايثبت من تحاليل من أجل استعطاف المواطنين لجمع تبرعات مالية منهم، وتبين أن قمصان مدعي المرض مجرد نصاب حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه، ووجهت النيابة له تهمه إذاعة أخبار كاذبة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي وإساءة استخدام وسائل الاتصالات في غيرالغرض المخصص لها.

 

كما شهدت محكمة جنايات القاهرة اكبر قضية تشكيل عصابى للنصب باسم التبرع لمؤسسة مجدى يعقوب للقلب، والاستيلاء على أموال المواطنين بحجة التبرع الإنسانى للمؤسسة الخيرية،وإعطائهم إيصالات مزورة باستلام المؤسسة للتبرعات التي بلغت الملايين، وإقامة صفحة علي الفيس بوك بادعاء انها تابعة لمؤسسة مجدي يعقوب فقد قضت المحكمة بالسجن المشدد 5 سنوات لـ4 متهمين، حيث تبين أن المتهمين اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع آخر مجهول في تزويرمحررات رسمية لمؤسسة ذات نفع عام «مؤسسة مجدي يعقوب»،وهي إيصالات استلام شيك نقدية منسوب صدورها للمؤسسة السالف بيانها.

 

فقد ألقت مباحث قسم شرطة البساتين، ضبط المتهمين من الأول إلى الثالث وبحوزتهم دفتري استلام نقدية، ومنسوب صدورها لمؤسسة مجدي يعقوب، وبطاقة تعارف خاصة بالمتهم الأول وممهورة ببصمة خاتم منسوبة لمؤسسة مجدي يعقوب كونه محصل، وبمواجهتهم أقروا بتكوين تشكيل عصابي رفقة المتهم الرابع للتحايل على المواطنين وتحصيل مبالغ مالية بداعي أنها تبرعات للمؤسسة، بصفتهم موظفين تابعين لهامستخدمين ايصالات مزورة منسوبة للمؤسسة وممهورة ببصمة خاتم مزورة.