جفاف الأنهار.. «جلطة» اقتصادية تصيب شرايين أوروبا

جفاف الأنهار
جفاف الأنهار

حالة من تصلب الشرايين الاقتصادية تعيشها دول أوروبا، بعد أن أصيبت الكثير من الأنهار والبحيرات بالجفاف، الأمر الذي أعاق حركة الملاحة لدى البعض منهم، وكان له تأثيرات بالغة على النواحى الصناعية والزراعية.

وتعد هذه الموجة، واحدة من أسوأ موجات الجفاف التى تعرضت لها الدول على مر التاريخ، وظهرت صور توضح شدة الجفاف الذى اجتاح العديد من البلدان، من ظهور أحجار وصخور كانت مخفية تحت الماء.


«لورا» فرنسا
فى فرنسا تعد هذه هى أسوأ موجة جفاف تتعرض لها منذ بداية التسجيل فى وكالة الأرصاد الفرنسية فى عام 1958، والتى أدت إلى جفاف نهر لوار الذي ينبع من جبال إقليم الأرديش جنوب شرقي فرنسا ويمتد مساره حتى يصب في المحيط الأطلسي، كذلك تأثر نهر دوردون بموجة الجفاف هذه، واختفت المياه كليا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.


«بو» و«جاردا» إيطاليا
"جاردا" واحدة من أكبر بحيرات إيطاليا، تأثرت بصورة كبيرة وانخفضت المياه بها بسبب موجة الجفاف الشديدة التى تشهدها البلاد هذه الأيام، حتى أن مساحات مختلفة من الصخور ظهرت نتيجة انحسار المياه عنها، بالإضافة إلى انخفاض هطول الأمطار والثلوج هذا العام بنسبة أكثر من 50%، ما أدى إلى جفاف أنهار أخرى مثل نهر بو، والذى كان له تأثيرا كبير على عمليات الزراعة، حيث يمثل وادي بو ما بين 30٪ و 40٪ من الإنتاج الزراعي الإيطالي.


«الراين» ألمانيا


وعلى الصعيد الأوروبى شهد نهر الراين المتدفق من جبال الألب مرورا بالحدود الفرنسية الألمانية جفافا شديدا، وقل منسوب المياه به بصورة كبيرة قد تؤثر على استخدامه فى عمليات النقل والشحن، فهو يعد واحد من أعظم أنهار أوروبا، وعادة ما تسلكه السفن التى تنقل المواد الخام من وإلى محطات الطاقة والمصانع، والذي تستخدم مياهه في نقل الشحن والري والتصنيع وتوليد الطاقة والشرب.


وإلى الجنوب ، واجهت إسبانيا واحدة من أسوأ موجات الجفاف التى تعرضت لها البلاد، حيث تشير الأبحاث إلى أن شبه الجزيرة الأيبيرية قد تكون الأكثر جفافاً منذ أكثر من 1000 عام .


وقد أدى الجفاف أيضًا إلى ظهور دائرة حجرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ أطلق عليها اسم "ستونهنج الإسبانية"، والتي لم تكن مرئية بالكامل إلا أربع مرات منذ عام 1963.


«اليانغتسي» الصين


في الصين أدى الجفاف الذي أصاب نهر "اليانغستي" إلى استنفاد مستويات المياه وتهديد المحاصيل الزراعية، وقد كشف الإنخفاض في منسوب المياه بالنهر عن جزيرة مغمورة في مدينة تشونغ تشينغ الجنوبية الغربية، وثلاثة تماثيل بوذية يُعتقد أن عمرها 600 عام، وانخفضت مستويات المياه في نهر اليانغتسي بسرعة بسبب الجفاف وموجة الحر، وكانت الأمطار أقل من المعتاد.


«الدانوب» المجر


وفي المجر أنخفض منسوب مياه نهر الدانوب بصورة كبيرة، وأثار ارتفاع درجات حرارة المياه في ثاني أطول أنهار أوروبا قلق الخبراء، حيث من الممكن أن يتسبب تسخين النهر في انخفاض الأكسجين إلى ما بعد المستويات الصالحة للعيش بالنسبة للأسماك.


«ميد» الولايات المتحدة


في بحيرة ميد بالولايات المتحدة تم اكتشاف أربع مجموعات من الرفات البشرية مع انخفاض منسوب المياه، حيث تعاني الكثير من أراضي الولايات من جفاف شديد.


من جانبه أكد دكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد السابق أن كل مايحدث حول العالم من ظواهر هذه الأيام نتيجة التغيرات المناخية التى تعاني منها قارات العالم أجمع، وفى أوروبا قد شهدت البلاد أجواء من الطقس الحار ودرجات حرارة عالية لم يشهدوها من قبل، وحدثت الكثير من الحرائق فى بلدان عدة، بالإضافة إلى انخفاض كمية الأمطار التى كانت تسقط لديهم، فمثل هذا الوقت كان الأمطار تهطل بكميات كبيرة كان من شأنها ملء الأنهار التى جفت بهذا الشكل، الأمر الذى له كان بالغ الأثر عليهم.


متابعا أن تأثير التغير المناخي علينا في مصر لم يصل كما هو في أوروبا من جفاف الأنهار ودرجات حرارة أعلى من الطبيعي، ولكن التأثير كان واضح في ارتفاع نسب الرطوبة فى فصل الصيف، وانخفاض كمية الأمطار في الشتاء، وأيضا في الخريف كان يوجد سيول بكميات كبيرة ولم يعد يحدث.

اقرأ ايضا : مواجهة التغيرات المناخية | المحميات الطبيعية تصون جمال المحروسة