جميل چورچ
ستة أشهر مرت على الغزو الروسى لأوكرانيا، وكل يوم تنقل وكالات الأنباء الصور والمعلومات التى تخدم أهدافه بينما كان العالم يتوقع سقوط العاصمة الاوكرانية كييف خلال أيام وليس شهور لفارق القوة، ولكن التكتل الأمريكى الأوروبى والتحالف الذى تجاوز ٥٠ دولة يعلن دائماً عن أمداد أوكرانيا بالمزيد من التسليح المتطور ويزداد صمود الأوكرانيين.. وتتبادل روسيا وأوكرانيا براءتهما من ضرب المفاعل النووى الذى يضم ٦ وحدات توربينية، توقفت اثنتان منها عن العمل تماماً.. وفى المقابل تجمع روسياً تكتلاً آخر مع الصين واوزبكستان ومنذ الوهلة الأولى تحرك الأمين العام للأمم المتحدة إلى كييف للوقوف على حقيقة الأوضاع على الطبيعة، ويناشد الطرفين توفير ممرات آمنة لفريق الأمم المتحدة المتخصص فى التفتيش على المفاعلات النووية، ويوافق الطرفان وينجح الأمين العام فى السماح لأوكرانيا ببيع الحبوب للدول التى سبق وأن تعاقدت معه.. وبينما يعيش الاوكرانيون فى فناء المدارس، ومحطات السكك الحديدية للحماية أصبحت صفارات الإنذار تنطلق فى أى وقت نهاراً أو ليلاً.
وتنقل وكالات الانباء معجزة بما تحمله هذه الكلمة من معنى.. تقول وكالات الأنباء أن قوات الدفاع المدنى.. بينما كانت ترفع الركام عن منزل انهار منذ خمسة أيام رصدت صوتا داخل قبو.. وعلى الفور بدأت التعامل معه إلى أن بلغت مكان الصوت لتجد طفلا عمره حوالى تسع سنوات، وتم نقله إلى أقرب مستشفى.. وهناك قال الأطباء أنه لو كان مر عليه يوم آخر لكان انتقل إلى رحمة الله.
وبعد أن بدأ يتعافى قال كنت ألعب فى الحجرة وفجأة لقيت نفسى جوة حفرة «ضلمة» صرخت أكثر من مرة ولم يسمعنى أحد وساعتها تذكرت حاجة اخذتها فى المدرسة وهى عندما أواجه ضيقاً أو موقفاً صعباً اطلب من الله أن ينقذنى، لكنه يبدو أنه لم يسمعنى فى الايام الاولى، ولكنى استمرات فى النداء وانا اتألم وقبلى واجعنى وقلت لربنا عايز اشرب ولم يمر من الوقت الكثير حتى تساقطت المياه من وجهى على شفتى، وتكرر ذلك.. وعندما سمعت رجال الإنقاذ قلت ربنا سمعنى وخلاص واخرجونى فى فرح عظيم.
حقاً ان الله يستجيب فى الوقت الذى يريده وليس فى الوقت الذى نريده.. وهل يستجيب الساسة لصوت السلام؟
