فى الصميم

أكثر من خمسين «هولوكست»!!

جلال عارف
جلال عارف

مفهوم جدا مدى حساسية الألمان من تذكيرهم بجريمة «الهولوكست» التى ارتكبها النظام النازى ضد اليهود. ومفهوم جدا الضغوط الصهيونية لاستغلال الجريمة النازية لابتزاز ألمانيا ولمحاولة إظهار اسرائيل دائما بصورة الضحية كما يحدث الآن فى استغلال تصريح للرئيس الفلسطينى «أبو مازن» أثناء زيارته لالمانيا للإساءة للقضية الفلسطينية ولتبرير جرائم الاحتلال الاسرائيلى.

لم يخطئ «أبو مازن» عندما قال إن هناك خمسين «هولوكست» تم ارتكابها ضد شعب فلسطين، لم ينكر حدوث «المحرقة» ضد اليهود، لكنه أشار إلى أن شعبه يواجه نفس الجرائم على يد الإسرائيليين. وهذه هى الحقيقة المؤلمة التى تحاول اسرائيل حجبها عن العالم والتى لا يريد العالم أن يواجهها كما واجه النازية من قبل!!

ماذا يعنى القتل اليومى للفلسطينيين، والمجازر التى ترتكب ضد الاطفال والمدنيين، وماذا يعنى استمرار نهب الأرض الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها؟ وماذا يعنى الصمت الدولى على احتلال يمارس العنصرية ويرتكب أبشع الجرائم دون عقاب؟..

فى نفس اليوم الذى كان «أبو مازن» يتحدث فى ألمانيا وتثير تصريحاته هذا الضجيج..

كانت إسرائيل تكشف عن مسئوليتها عن قتل الأطفال الأبرياء اثناء العدوان الأخير على غزة، وكان الجنود الإسرائيليون يقتحمون البيوت فى الضفة الغربية ويقتلون الشباب أمام ذويهم، وكانت سلطات إسرائيل تغلق أبواب المنظمات المدنية فى الضفة لأنها تفضح جرائمها..

هل على الشعب الفلسطينى أن ينتظر «أفران الغاز»  لكى تصدق ألمانيا والعالم أن «الهولوكست الإسرائيلى» لابد أن يتوقف؟!

وتبقى الحقيقة.. الوطن العربى هو الذى استضاف اليهود الهاربين من جحيم النازية وحماهم..

وليس عدلا أن يدفع شعب فلسطين ثمن جرائم النازية، ولا أن يقبل العالم «الهولوكست الإسرائيلى» تعويضا عن جرائم النازية. تكفير ألمانيا وغيرها عن جريمة «الهولوكست النازى» يتحقق فقط بالوقوف ضد «الهولوكست الإسرائيلى» الذى أشار إليه «أبو مازن» عن حق تعرفه ألمانيا ويعرفه العالم، ومازال الجميع يتهربون من مواجهته!!