حمدي رزق يكتب: لا تكن ضجراً

حمدي رزق
حمدي رزق

الحمد لله على الصحة والستر، الحمد لله فى السراء والضراء وحين البأس..
الرضا اكتفاء بالموجود مع ترك الشوق للمفقود، والسعيد من التمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان، فالتمسوا أسباب السعادة فى حياتكم، لا تفوتوا لحظة رضا دون حمد، الحمد لله كثيرا.

والنعم ثلاث: نعمة حاصلة يعلم بها العبد، ونعمة منتظرة يرجوها، ونعمة هو فيها لا يشعر بها، والأخيرة مستوجب استشعارها، والحمد عليها، واستشعارها بالرضا بالمقسوم، والنعم تمحق النقم، والرضا من القناعة، والقناعة طريقها الحمد، ولو تعرفون سر الحمد، لكان الحمد عنوانا..
المفطورون على الحمد تعمهم السعادة، وسرهم الباطنى « القناعة كنز لا يفني» والقناعة صنو الطموح، والقناعة طريق معبّد للنجاح، والنجاح بالتوفيق بعد الجهد والسعى والاتقان، وما توفيقى إلا بالله.

يقول الإمام على رضى الله عنه، «إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك، فأغمض عينيك»،والحكيمة «هيلين كيلر» تقول: «بكيت لأننى لا أملك حذاء، حتى اليوم الذى رأيت شخصا لا يملك قدمين»، وللروائى الكبير «باولو كويليو» قول: «النعمة التى يتم تجاهلها تصبح نقمة»، ولشاعر العرب « أبو الطيب المتنبي» قول عميق: «ينعم الله بالبلوى وإن عظمت.. ويبتلى الله بعض القوم بالنعم».

لماذا حديث النعمة والحمد، لأن البعض بات ضجرا، وكما قال أديب نوبل « نجيب محفوظ »: «الجحود بالنعمة احيانا يرتدى ثوب الضجر»، وضَجِرَ فى المعجم، شعَر بكَلَل وفَراغ من جَرَّاء التَّعطُّل أو إِشغال الفِكْر بما لا لَذَّةَ ولا فائِدةَ ولا خَيْرَ فيه .

نظر «زين العابدين» رحمه الله إلى سائل يبكى فقال: «لو أن الدنيا كانت فى يد هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغى أن يبكى عليها»..وقد حكى « ابن العربى « ستة عشر قولاً فى معنى اسم الله الكريم، منها الذى يعطى بلا عوضٍ، والذى يعطى دون سببٍ،ومنها أنّه الذى يعطى المحتاجين وغير المحتاجين، ومنها الذى يعطى قبل أن يُسأل أو يُطلب منه، ومنها أنّه الذى لا يترك من توسّل إليه، فيظهر من ذلك أنّ الله، سبحانه، كثير الخير والكرم على عباده لعموم قدرته، وسعة عطائه، قال تعالى :» وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ» (الحجر / ٢١).