بعد سنوات من الركود الفني.. انتفاضة الدراما المصرية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: محمد إسماعيل

بعد سنوات من الركود الفني بسبب الأحداث الأخيرة التى مر بها الوطن أهمها انتشار فيروس كورونا والاجراءات الاحترازية التي كادت أن تقضي على الصناعة في مجالات عديدة، بدأت عجلة الإنتاج في العودة إلى الدوران، التى أعادت الروح إلى الدراما من جديد، وهي انتفاضة حقيقية كانت تلزم لإنجازها سنوات طويلة بسبب التأثر الشديد الذي ضرب الصناعة في مقتل وتبشر أن القادم أفضل.. “أخبار النجوم” استطلعت آراء النقاد والمؤلفين عن أسباب عودة الروح للدراما في وقت قياسي؟، وهل من المتوقع أن يستمر هذا التطور في الفترة المقبلة أم أنها مجرد وقت فقط وستعود الأمور إلى مجرياتها السابقة؟.

 

يقول الناقد رامي المتولي، إن الدراما في الشهور الماضية قد شهدت تطورا ملحوظا واختلف كثيرا عن السنوات الماضية منذ ٢٠١٩ بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وما حدث من تبعات تتعلق بالاجراءات الاحترازية وحالة القلق والرعب التي انتابت البلاتوهات بسبب انتشار الفيروس بين فرق العمل، وبالتالي فان انتاج أعمال فنية في تلك الفترة يعتبر دربا من المغامرة والخسارة المؤكدة، ولكن حدثت انتفاضة انتاجية درامية، وبدأ المنتجون في الاستعداد لرمضان الماضي بعدد لا بأس به من الأعمال الدرامية، ولكن الجانب الإيجابي هو ان انتاج الاعمال الدرامية اصبح لا يقتصر على الموسم الرمضاني فقط، ولكنك تشاهد مسلسلات تنتج على مدار العام وهو أمر طالما طالبنا به منذ سنوات طويلة لأن تخمة المسلسلات في رمضان كان ينعكس عليها بالسلب، لان المشاهد في النهاية لن يتابع سوى مسلسلين او ثلاثة على أقصي تقدير وبالتالي فإن هناك أعمال محترمة كانت في طي النسيان ولا تلقى الاهتمام المطلوب الذي تستحقه، وبالتالي فانه يعتبر اهدار لحقوق المنتج وصناع العمل.

 

ويضيف رامي المتولي، أن الطفرة الانتاجية للمسلسلات الدرامية والتي أحدثت انتفاضة وتطور درامي منذ اواخر العام الماضي بسبب عرض المسلسلات علي المنصات شاهد و watch it وهو امر جديد على صناعة الدراما لان الامر بدأ كتجربة في صناعة السينما وكانت التجربة غريبة وكان المقياس ما اذا كان الجمهور سيتقبل الفكرة من عدمها، حتي ابطال الاعمال ايضا كان هناك من يرفض منهم ويصر علي العرض في دور العرض او القنوات الفضائية، ولكن الان اصبح من الطبيعي أن يشارك ابطال من نجوم الصف الاول والعيار الثقيل في اعمال تعرض على المنصات ومنهم احمد السقا وهند صبري وآسر ياسين ومنة شلبي والمميز في الأمر أن تلك الاعمال عدد حلقاتها محدود يصل الي ٨ حلقات.

 

ويتابع الناقد رامي عبد الرازق، أن الدراما شهدت تطورا كبيرا وهو ما يبشر بالخير في السنوات المقبلة وأن الدراما ستبدأ في تعويض السنوات الماضية التي عانت منها بسبب التغيرات السياسية التي حدثت في السنوات الماضية وعندما بدأت الأمور تعود الي نصابها جاءت كورونا لتقضي على ما تبقي وللأسف فإن الفن من المجالات التي تتأثر بشده من تلك التقلبات، وتحتاج إلى فترة طويلة لتعود إلى طبيعتها قد تصل إلى ١٠ سنوات، ولكن ما يحدث الآن إنجاز بمعني الكلمة ومؤشر أن العودة القادمة بقوة، ولن تحتاج إلى سنوات طويلة، فإنتاج الدراما اختلف كثيرا، وأصبحت هناك أعمال ذات ميزانيات إنتاجية ضخمة”.

 

ويضيف: “أعتقد أن هذا مؤشر على عودة جهات انتاجية وتشجيعها علي العودة إلى الصناعة مرة أخرى، بالاضافة الي تشجيع شركات انتاجية اخرى حتي وان كانت ناشئة على المشاركة في صناعة الدراما والتعددية الانتاجية أمر مضيء سينعكس بالايجاب على تعدد المسلسلات وانتشار فرص العمل وغيرها”.

 

إقرأ أيضًا

مهرجان جمعية الفيلم يعلن عن أعضاء لجنة التحكيم لدورته الإستثنائية

ويقول السيناريست محمد سليمان عبد المالك، إن جوانب عديدة تغيرت في الأونة الاخيرة في صناعة الدراما ليس في الجانب الانتاجي فقط ولكن على مستوى الموضوعات والسيناريو والإخراج، ففي الفترة الاخيرة انتشرت مسلسلات البطولة الجماعية وانتشار مسلسلات الحلقات المتعددة وهو ما ساهم في ظهور وجه جديدة، واكتشاف فنانين يصلحون للبطولة المطلقة إلى جانب بالطبع نجوم الصف الأول المعتادين كالسقا وعز وكريم عبد العزيز ومني زكي ومنة شلبي، بالاضافة الي أنه حدث تغيرات في الموضوعات والسيناريو وأصبح هناك وجوه جديدة في السيناريو بدماء وأفكار جديدة وهناك أيضا موضوعات لم نتخيل أننا من الممكن أن نتطرق إليها في يوم من الأيام كمسلسلات الرعب والخيال العلمي وانكسرت سطوة المسلسلات الاجتماعية التي تبرز سلبيات المجتمع والمسلسلات الكوميدية واصبح لدينا مسلسلات مضيئة كنا نحتاج اليها لاعادة التوازن للدراما كمسلسلات الاختيار وهجمة مرتدة والعائدون وغيرها، وهو ما نحتاج أن نستمر عليه في السنوات المقبلة أيضا.

 

ويضيف عبد المالك، أن الصناعة قد اختلفت ايضا ليس في الانتاج والسيناريو فقط، ولكن التغير أيضا في الصورة والتقنيات التكنولوجية الحديثة التي أصبحت تستخدم في الصناعة في الاونة الاخيرة أعطت للدراما رونقا وبريقا من نوع خاص وهو أظهر امكانيات والقدرات الكبيرة التمثيلية للفنانين، مضيفا أنه من الايجابيات أيضا الحد من المط والتطويل في الاعمال الدرامية وكسر النمطية المعتادة في ان عدد الحلقات ٣٠ حلقة حتي وان كان سيناريو العمل وفكرته لا يتناسب مع عدد الحلقات، ومن هنا بدأنا نشاهد الـ١٥ حلقة والتي عادت من جديد ولأسماء من كبار نجوم الصف الأول في الدراما وهو ما حقق نجاحا كبيرا في الفترة الماضية.