أما قبل

القمة بأثر رجعى !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

هنيئا للكرة المصرية  بالأهلى .. وهنيئا للكرة المصرية بالزمالك .. هكذا صدح  الصديق العزيز المعلق الليبى  حازم الكاديكى وهو يعلق بحنجرة أجهدتها الإثارة وروعة اللعب وتبدل النتيجة فى لقاء القمة على نهائى كأس مصر فى يوليو ٢٠٠٧ . الكاديكى تعب من التهليل والاحتفال بكل لعبة حلوة وهدف جميل وتبدل النتيجة وتنقلت الكأس من هذا إلى ذاك فى ماراثون  حقيقى من  المتعة   انتهى بعد وقت إضافى  شديد الإثارة بفوز الأهلى بأربعة أهداف لثلاثة..
الصديق الليبى شأن معظم المعلقين والخبراء العرب يغبطون الكرة المصرية على امتلاكها فريقين بهذه القيمة والحضور الجماهيرى الذى اكتظت به مدرجات الاستاد وقتها فى مشهد يفرح . فين الأيام !

مخطئ كثيرا من لا يقدر قيمة وتأثير كرة القدم وأنديتها الشعبية كأجنحة فاعلة فى القوى الناعمة والحضور المؤثر بين الأشقاء ، وكلما  تابعت تسجيلا ولقطات من هذا النهائى التاريخى ومن مثل هذه المباريات بحضورها الجماهيرى الطاغى أدركت حجم تخلفنا وكرتنا التى كانت جميلة وحاضرة بقوة فى هذه الفترة الذهبية للكرة المصرية والتى بلغ فيها المنتخب الوطنى الرقم القياسي من التتويج المتتالى بل والتصنيف العالمى غير المسبوق . تأخرنا كثيرا .. ومازلنا نحرص بأيدينا على المزيد من التراجع .. للأسف الشديد ..

ليس أدل على تأخرنا ؛ أن مباراة نهائى الكأس الليلة هى عن الموسم الماضى .. قمة بأثر رجعى ، يضحك علينا فيه الأشقاء بعد أن كانوا يحسدوننا على ما لدينا ..  حاجة تكسف !

الأوضاع الإدارية المهترئة وميراث الفوضى وعدم القدرة ولا الجرأة فى مواجهة الأمور وغياب الرؤية وكثرة التدخلات والضغوط دفعت جميعها لهذا المشهد العبثى. الذى يجعلنا نلعب بطولتين للكأس فى موسم  واحد بل وشهر واحد ..

قمة اليوم التى هى بأثر رجعى .. ضمن أسبوع الفضل والبواقى .. تلعب بقوائم مختلفة ولاعبين مختلفين عما كانوا عليه  هى تجمع في القيادة الفنية بين مدربين برتغاليين .. سواريش الطموح  فى الأهلى وأستاذه البروفيسير فيريرا  فى الزمالك ولا أدرى ماذا يقولان لبعضهما ولمواطنهما روى فيتوريا وهو يبدأ اليوم مهام عمله مع المنتخب .. كيف ينظر هؤلاء لأوضاعنا  هذه وكيف أننا نلعب نهائى الموسم الماضى الآن .. والعالم كله يتأهب لبدء موسم جديد  ومازال بيننا من يقاوم الإصلاح وضبط الحال ... يا أمة ضحكت من وضعها الأمم !