كلام على الهواء

قمة آن الأوان

أحمد شلبى
أحمد شلبى

غاب العرب أزمنة عديدة عن المشهد العالمى وكانوا مجرد وعاء يضخ النفط والغاز ويشترون بثمنهما السلاح ويتركون الفائض أذون خزانة فى بنوك أمريكا وأوروبا حتى غلبت عليهم شقوتهم فظن العالم أنهم دمية يلعبون بها لتحقيق مصالحهم ومآربهم.


فكرت أمريكا بعد الانسحاب من العراق أن تعيد ترتيب أوراقها وتتجه إلى الشرق الأقصى لمحاصرة روسيا والصين نجمى القرن الجديد فى عالم متعدد الأقطاب وليس عالم القطب الواحد ثم اندهشوا من النهضة الروسية والصينية فى تجهيز الأرض والسلاح المتطور والعلاقات مع دول العالم فأصبح حصارهما أمراً شاقاً عليها وقد اثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أن عالم القطب الواحد.. أمريكا وتابعها أوروبا.. ستغيب الشمس عنه وتظهر نجوم جديدة. عادت أمريكا لتعيد ترتيب أوراقها واتجهت إلى الشرق الأوسط مرة أخرى بناء على معلومات أن الوصول إلى الشرق الأقصى يبدأ من الشرق الأدنى.
ولكن لم تفلح أمريكا.. ظنت أنها الآمر الناهى فى المنطقة بناء على علاقات الماضى وخاب ظنها بأن الخلاف بين العرب وإيران سيسهل عليها أن تحشد ناتو عربياً اسرائيلياً لمحاربة إيران لصالح اسرائيل وإشعال حرب سنية - شيعية كما حدث فى حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران ولكن على مدى أوسع.


أمريكا لم تقرأ سطور العرب بعد ثورات الشتاء وليس الربيع وان محاولة تحطيم الدول العربية من الداخل والتآمرعلى الشعوب تحت راية الحرية وحقوق الإنسان وزرع قنوات الارهاب وتمويلها سوف يضعف البنية البشرية والعسكرية لهذه الدول فتصبح لقمة سائغة لتحقيق أهداف الصهيونية العالمية.. لكن كلمات القادة العرب حتى الذين انحازوا لأمريكا واسرائيل فى تحقيق اهدافهما عادوا أدراجهم وأعلنوا اصطفافهم معا لمواجهة ما جاء به بايدن: لا ناتو عربيا صهيونياً ضد إيران. وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.. مواجهة الارهاب وتمويله ايا كانت دوله.. التوجه نحو التنمية المستدامة من أجل استقرار وازدهار الشعوب العربية وأن الأمن القومى العربى كل لا يتجزأ وسنحمى مصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل. إنها قمة آن الأوان أن نعود أمة عربية ذات وحدة، خاصة وسط الصراعات الدولية حتى تحجز مقعدا متقدما وسط العالم فهى سلاحنا أمام الأعداء الظاهرين والمتخفين فى أثواب أخرى.