حواديت جحا

فى سجن «متى» !

محمد العراقى
محمد العراقى

أعلم أنك ستلعننى وتقول عاد إلى فلسفته اللعينة وكلامه الغامض بل ستمضى ولا تقرأ، ولكن انتظر قبل اللعن ولتنصت قليلا، فهذه الكلمة على الرغم من بساطتها هى سجن حياتك ولكن دون ان تدري..

فى مفهومنا اللغوي؛ متى كلمة استفهامية وظرف زمان مبنى.

أرأيت هنا البداية مبنى فهى حتى لغويا قائمة على بناء وقد يكون هذا البناء منزلا او جريدة او أى موقع كان، ولكن فى بناء متى للإنسان ستجد أنها السجن، فهى تبدأ معك صغيرا متى أكبر؟!،

لتكبر قليلا ويبدأ فصل الدراسة والنوم بمواعيد، ويبدأ سؤال متى احصل على الاجازة ؟!، وتكبر أكثر متى انجح ؟ّ!، متى موعد المباراة ؟!،

ومتى سألتقى المحبوبة ؟!، ومتى سيكون رحيل الاحبة ؟!، ومتى لقاؤهم ؟!، ومتى الرحيل ؟!، متى اللقاء ؟! متى العودة ؟! متى انجح ؟!، متى أفشل ؟!، متى تنال الرضا ؟!، ومتى ؟! ومتى ؟!.

وكلما اجبت عن متى واحدة فتحت لك الف متي؟!، لتصل أنك أسير تلك الكلمة اللعينة وتصبح فى النهاية سجين البحث عن أجوبة أسئلتها اللامتناهية.
ولكن يبقى السؤال الى متى ستظل لا تعلم خطورتهاة؟! .

أرأيت حتى انا دون قصد وقعت سجينا لها ؟!، والتى إذا ما دققت قليلا ستجد أنها دائما ما تقترن بالامتعاض والخوف والقلق فى حين أنها كلمة صماء بلا قيمة.
فقط قد تكون بداية طريقك لليأس دون ان تعي، وتلعن الزمن من كثرة سؤالها دون ان تدرك ان الزمن لا يهم طالما كنت قادرا..

عليك فقط بالسعى وتناسى هذه الكلمة وأترك أمرك لله وارض، واعلم ان الزمن وسيلة لتتحدى وتثابر وتنجح وتفشل حتى يأتى يوم ترحل فيه إلى لقاء يعلمه الله لا يحتاج لتسأل متي؟!،

لأنه حتمى ومقضى على الجميع، لذا ماذا سيفيد بحثك عن الزمن وانت تملك زمام العمل وماذا يفيد ان تسأل متي؟!

وانت مازلت قادرا على المضى ولم تكتب فصل حياتك الأخير بعد حينها تسقط الأقلام والتساؤلات بإرادة الخالق، ولكن لتعلم انها كـ «الأفيونة» تبدأ بالتجربة وتنتهى لغرفتك الأولى «فى سجن متى»؟!