فى الصميم

المعركة الحقيقية لحزب «القفة» !!

جلال عارف
جلال عارف

معركة حزب  «القفة» ليست إخفاء المرأة وراء حجاب أو نقاب فقط. معركته أوسع نطاقا وأخطر على المجتمع بكثير!..

إنهم بالطبع يريدون سجن عقل المرأة مع جسدها، ويريدون أن تكون  «قفة» شكلا وموضوعا، وأن ترضى بالقهر وأن تقتنع بأنها ليست إنسانا بل عورة وأن تتغنى بعصر الجوارى وتتمنى العودة له!

وحزب  «القفة» لا يفعل ذلك إعلاء لشأن الرجل كما يزعمون إنهم حين يحولون المرأة إلى  «قفة» يحولون ايضا الرجل إلى مجرد  «بهيمة» تحيل العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة إلى مجرد ارضاء لشهوة أو وسيلة للتناسل. إخضاع  «القفة» يرافقه ـ فى نفس الوقت ـ اخضاع  «البهيمة» لكى يكون الاثنان تحت سطوة العصابة التى تتاجر بالدين وتستخدم الفكر الضال  «كما تستخدم الإرهاب» فى خداع الناس ومن أجل السطوة فى المجتمع.

لا تصدق أنهم يفعلون شيئا لوجه الله لقد تلقوا ضربة موجعة حين أسقطت مصر حكم الإخوان فى 30 يونيو، ثم حين ضربت عصابات الإرهاب الذى كان فكرهم الضال أساسه وسنده. ثم تلقوا ضربة أخرى بسقوط الحليف  «الوهابى» فى معاقله الرئيسية. وهم يريدون الآن أن يقولوا  «نحن هنا رغم كل الضربات»!

إنهم لا يدافعون عن  «الطرحة» لوجه الله، ويعرفون أن ما يفعلونه فى قضية مقتل فتاة المنصورة هو الضلال  بعينه.. لكنهم يقاتلون من أجل الحفاظ على ما تبقى مما بنوه بالخداع والغش والاتجار بالدين واللجوء للإرهاب.

إنهم يقاتلون دفاعا عن أوضاع تفرض فيها بعض المدارس الحجاب على أطفال فى الرابعة، وعن أفكار تنشر الكراهية والعنف تحت رايات تدعى التدين زورا وبهتانا، ويقاتلون لأنهم يعرفون أنهم لا مستقبل لهم فى وطن يبنى دولة المدنية الحديثة حيث الحكم للقانون وحده. لهذا يقاتلون ولكن فى معركة لابد أن تكون خاسرة لأنها ضد الدين والوطن والعقل السليم. وضد كل شىء جميل فى الحياة.