أخطاء شرعية يقع فيها الحاج والمعتمر 

 ناجى حسن 
 ناجى حسن 

 ناجى حسن 

لبيك اللهم لبيك؛ لبيك لا شريك لك لبيك ؛ ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك .هنيئا لمن لبى وطاف هنيئا لمن ذبح ونحر 
بداية نؤكد ان الحج والعمرة من أفضل العبادات، وأجلها، وأعظمها أجراً وثواباً، فهي ركن من أركان الإسلام وشعيرة من شعائره تواترت الأحاديث في بيان فضلها وثواب فاعلها منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
ومن أراد أن يشمله هذا الفضل فإن عليه أن يعرف ما يجب عليه وما يحرم عليه حال أدائه لهذه الشعيرة فيعرف أركانها وواجباتها ويعرف محظوراتها وأن يقصد بعمله وجه الله عز وجل لأن جميع العبادات لا يقبل الله شيئاً منها إلا إذا تحقق فيه هذان الأصلان وهما
إخلاص العبادة لله عز وجل واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم 
يقول الله تعالى:(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ويقول تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).
وعلى الرغم مما يتكلفه الحجاج والمعتمرون من المشاق والتكاليف المالية إلا أنهم يتساهلون في هذا الجانب فتجد منهم المخالفات الشرعية الناتجة اما عن الجهل أو سؤال من ليس من أهل العلم، ولعلنا نشير إلى شيءٍ من هذه الأخطاء منها اخطاء تتعلق بالاحرام
بعض الحجاج القادمين عن طريق الجو يؤخرون الإحرام حتى ينزلوا في مطار جدة أو من دونه مما يلي مكة، وهذا مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم في المواقيت.. (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن) فمن نزل جدة وهو لم يحرم فعليه أن يرجع إلى الميقات الذي حاذاه في الطائرة فيحرم منه فإن لم يفعل وأحرم من جدة أثم وعليه دم  لتركه واجباً من واجبات الحج.
تعتقد بعض النساء أنها إذا أرادت الحج أو العمرة ومرت بالميقات وقد أصابها الحيض أنه لا يجوز لها الإحرام ظناً منها أنه يشترط للإحرام الطهارة وهذا خطأ فالحيض لا يمنع الإحرام بل عليها أن تحرم وتفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر.
لبس بعض النساء النقاب حال الإحرام وهذا خطأ لأن لبس النقاب محظور من المحظورات وعلى من لبسته وهي غير جاهلة عليها الفدية
أخطاء الطواف
تقبيل الركن اليماني من الكعبة وهذا خطأ وإنما الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم هو مسحه باليد فقط وأما تقبيله أو الإشارة إليه فغير واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرمل في جميع الأشواط السبعة وهذا خطأ وإنما الوارد هو الرمل في الثلاثة الأشواط الأولى فقط من طواف القدوم.
التمسح بالحجر الأسود أو التبرك فيه أو التمسح بالكعبة أو بالمقام واعتقاد أنها تنفع وهذا خطأ، فالنافع والضار هو الله وحده وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قبل الحجر الأسود.. (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
الدعاء الجماعي أو الترديد خلف من يدعو وهذه الطريقة محدثة لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما أنها تذهب الخشوع وتشوش على الطائفين.
ظن بعض الطائفين أن ركعتي الطواف لا بد أن تصلى قريباً من المقام فيزدحمون على ذلك ويؤذون الطائفين وهذا خطأ، فالركعتان بعد الطواف تجزئان في أي مكان من المسجد.
أخطاء تتعلق بالتقصير
اعتقاد بعد الحجاج أو المعتمرين أنه يكفيهم قص بعض الشعرات من أطراف ووسط الرأس وهذا خطأ فإن قص بعض الشعرات لا يحصل به التحلل عن الإحرام والواجب أن يعم التقصير جميع شعر الرأس للرجل. وأما المرأة فتقص من كل ضفيرة من ضفائرها قدر أنملة لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس على النساء حق وإنما يقصرن) رواه أبوداود.
أخطاء تتعلق بيوم عرفة
بعض الحجاج ينزلون خارج حدود عرفة ويبقون في أماكنهم حتى غروب الشمس ثم ينصرفون إلى مزدلفة من غير أن يقفوا بعرفة وهذا خطأ يفوت به الحج لأن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به فمن لم يقف بعرفة وقت الوقوف لم يصح حجه لقوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة).
بعض الحجاج ينصرفون من عرفة قبل غروب الشمس وهذا لا يجوز لمخالفته فعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها ثم انصرف.
(الأخطاء في رمي الجمرات)
اعتقاد بعض الحجاج أن برميهم الجمار يرمون الشيطان وما يحصل بسبب هذا الاعتقاد الخاطئ من الأذية للحجاج بمزاحمتهم وإلقاء الحصى عليهم إضافة إلى ما يصحب ذلك من الشتم والسب، وهذا مخالف لما شرع له رمي الجمار وهو إقامة ذكر الله.

تساهل بعض الحجاج في وقت الرمي فبعضهم يرمي جمرة العقبة قبل منتصف الليل في ليلة العيد أو يرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق قبل الزوال وهذا الرمي لا يجزئ لأنه في غير وقته المحدد له.
رمي الحصى دفعة واحدة بكف واحدة وهذا خطأ والعلماء يقولون فيمن رمي بكف واحدة أكثر من حصاة لم يحتسب له سوى حصاة واحدة.
الرمي في غير محل الرمي وهو حوض الجمرة، وهذا يحصل غالباً مع من يرمي من بعيد فلا تقع في الحوض أو يضرب بها العمود فتسقط خارج الحوض وهذا الرمي لا يجزئ.. ونتمنى للجميع حج مبرور وذنب مغفور