من القاهرة

اليمن يستطيع

أحمد عزت
أحمد عزت

تطور إيجابى يشهده الملف اليمنى، بالإعلان عن تمديد الهدنة الحالية السارية بالبلاد شهرين إضافيين، ما يزيد من مساحات التفاؤل بشأن إمكانية توقف آلة الحرب والقتال والبناء على الوضع الراهن فى إطلاق حالة حوار لا تشمل الأشقاء فى اليمن فقط وإنما تجمع كل المعنيين والمؤثرين فى هذا الملف الحيوى.

وتسمح الهدنة الحالية، بمزيد من مساحات الحوار لتشمل تبريد جبهات القتال، ورفع الحصار عن المدن والمطارات والموانئ، والأهم بناء الثقة بين الأطراف المختلفة وتشجيعها على الجلوس إلى مائدة التفاوض والحوار.

كان للقاهرة جهود مقدرة فى التوصل لإعلان وقف إطلاق النار فى المرة الأولى، وفى المرة الثانية، ولا أظن أن دور مصر سوف يقتصر على هذا الفعل، فما سمعته ولمسته من تقدير الأشقاء فى اليمن لمصر ودورها ومواقفها يزيد من جرعة الأمل فى أن تتحرك المياه الراكدة بين الفرقاء هناك وصولا إلى صيغة لا غالب أو مغلوب، شريطة تغليب المصلحة العليا لليمن، والالتزام بسيادة قراره ومصيره، ووحدة أراضيه، وفك ارتباطه وتبعيته لأى قوى إقليمية تستبيح أراضيه فى معارك لتصفية الحسابات!

تملك مصر رصيدا ثمينا من حب اليمنيين، فهى تعتبر الشقيقة الكبرى التى لا تحركها مصالح أو مكاسب أو أطماع، هكذا يقول اليمنيون ويؤكد التاريخ، وأحسب أن المصلحة العربية العليا تقتضى أن تكون القاهرة هى من يرتب لحالة الحوار المأمول بين الأشقاء، وذلك بالتنسيق والتشاور مع مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية، وكل المعنيين بهذا الصراع.