إنها مصر

أين كنا وكيف أصبحنا ؟

كرم جبر
كرم جبر

 حدث ذلك فى مصر عام 2012.. أعضاء التنظيم الدولى الإجرامى للجماعة الإرهابية، يوقعون على ما أسموه «نداء الكنانة» الذى يعلن الحرب الدينية على مصر وشعبها، وعرف المصريون وقتها حجم المؤامرة التى كانت تستهدف وطنهم، فهؤلاء الإرهابيون اللئام يحملون الجنسيات اليمنية والهندية والتركية والسودانية والباكستانية والليبية والأفغانية وبلاد الشام، ومعهم عدد لا بأس به من الإرهابيين مطاريد الأزهر.

 وقعوا - وعددهم 159 - على فتاوى تبيح القتل والذبح والتنكيل بالمصريين، والغريب أن ذلك جاء متزامنا مع مبادرات أطلقها بعض السياسيين المتعاطفين مع الإخوان وأعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان، لتأجيل تنفيذ أحكام الإعدام على القتلة والإرهابيين، أى «إقتلوا المصريين ولا تخافوا نحن نحميكم»!.
 كانت هذه العصابة المجرمة التى تطلق على نفسها علماء المسلمين، لا تختلف عن سفاحى داعش والحوثيين وتنظيم القاعدة، وينتمون إلى دول أنهكتها الحروب الدينية ودنست نساءها وقطعت رقاب رجالها، فهل كانوا يريدون للمصريات مصير النساء المعذبات فى دول الجحيم العربى؟، وهل كانوا يحلمون بالبراميل المتفجرة تحصد أرواح أبناء شعبنا؟، وهل أكلت الغيرة قلوبهم لأن القاهرة العامرة تقف صامدة  كالجبال، ولم تتحول إلى أنقاض مثل بقية العواصم المدمرة؟.

 أعلم أن النار كانت تأكل الجماعة الإرهابية، لأن جيش مصر يقف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، لم يتشرذم ولم يتفتت، ولم يحارب بعضه بعضا، ولولا صمود هذا الجيش العظيم لكان هؤلاء المرتزقة الأندال يحتلون قصور مصر وجوامعها، وينهبون خيراتها ويوزعون على بعضهم نساءها والغنائم والأسلاب، لكن مصر استعصت عليهم وكسرت رقبتهم وحطمت أحلامهم فى الخلافة والسلطة والسلطان.

 الذكرى تنفع المؤمنين المصريين وهؤلاء الشياطين الذين وقعوا على بيان إعلان الحرب على مصر، هم الذين هللوا لاقتحام السجون وإطلاق سراح الإرهابيين، وأشاعوا فى البلاد الفوضى والخراب ووضعوها على شفا الحرب الأهلية.


 إننا نبدأ اليوم وبعد عشر سنوات شهرا عظيما، وتحل ذكرى 30 يونيو، يوم كتب لمصر عمر جديد، وانزاحت السحابة السوداء وانفضت المظاهرات المسلحة واحتلال الشوارع والميادين ورحل الإرهابيون عن القصر، وذكريات أخرى كئيبة - الله لا يرجعها -  فابتعدوا بشروركم عن بلدنا ودعونا نتطلع للمستقبل، لعبور أزمات عاتية تجتاح العالم كله.