حكايات| لأكثر من 33 عاماً.. رجل هندي يسير للخلف لسبب غريب 

رجل هندي يمشي للوراء
رجل هندي يمشي للوراء

بالتأكيد حدثت معك من قبل.. تسير في الشارع وفجأة تجد ما يلفت نظرك لدرجة أن تتجه ليس بنظرك فقط ولكن برأسك كاملة نحو ما هو ملفت وبعد لحظات من التركيز والتخيل وكأنك تعيش في الأحلام وتبتعد بهدوء عن أرض الواقع مع ما هو غير مألوف ويخطر على بالك عشرات الأفكار والأسئلة تجد من يخرجك من شرودك وبطريقة درامية تقال الجملة الشهيرة بغضب " انظر أمامك" والتي يليها نظرات تعجب وترقب للكثيرين.

فليس من المنطقي أن تسير إلى الأمام ورأسك ونظرك مازالوا ينظرون للخلف ولكن لك أن تتخيل أن هناك شخصًا اعتمد هذا الأسلوب في سيره لأكثر من 33 عامًا حتى أنه زاد الموقف صعوبة بكونه يسير إلى الوراء مع النظر من حين لآخر للطريق فهو يسير بظهره وكأنه سيارة ترجع للخلف.

من الممكن أن تعتقد أنه مصاب بمرض ما نادر يجبره على السير بهذه الطريقة وقد تعتقد أنه فعل لمجرد لفت النظر وهناك آخر يعتقد أن الأمر ليس له أساس باعتباره إحدى الأساطير المختلقة ورغم كل هذه التوقعات إلا أن مبرر " ماني مانيثان" لاعتماد هذه الطريقة في السير لم تكن إجبارًا من مرض أو حتى للفت النظر ولكنه اعتمده كوسيلة للاعتراض.

"أسير إلى الوراء لدعم السلام العالمي للأمام".. ذلك المبدأ هو ما أقره "ماني مانيثان" منذ أن شهد على عدة أعمال عنف وصراعات راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء داخل دولته الهند منذ عام 1989 ليقطع عهد على نفسه منذ ذلك التاريخ أن يعلن اعتراضه السلمي لما يحدث فقرر أن يسير عكس التيار بحسب موقع " odditycentral".

14 يونيو 1989 هو آخر يوم يخطو فيه ماني خطواته اتجاه الإمام فبعد أن شهد وهو لم يتم بعد عامه الـ 21 الكثير من أحداث العنف التي عاشتها الهند وراح ضحيتها المئات من الأرواح بداية من مذبحة مانداي في 8 يونيو 1980 وأحداث نيلي الدامية في 18 فبراير 1983 وأخيرا أحداث هاشيمبورا في 22 مايو 1987 اتخذ ماني على نفسه عهدا عودة السلام ليقرر أن يتبع سلوك شائك وغريب في نظر البعض وهو أن يقطع مسافة 300 ميل سيرا للخلف في محاولة منه لدعوة السلام بحسب موقع " inshworld".

وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب لم ينه الصراعات ولم يحقق أية من أهداف ماني لعودة السلام العالمي للعالم وضرورة التعايش السلمي إلا أنه وبعد أن اعتمد طريقة السير للوراء لأكثر من 33 عاما كان من الصعب عليه العودة إلى السلوك المعتاد للسير إلى الأمام فأصبح يتنقل داخل بلدته قرية "أجراهام" التابعة لولاية "تاميل نادو" الهندية بهذه الطريقة حتى جعلت منه شخصا معروف بسلوكه الشاذ فمشيته للوراء وشعره المموج الطويل وملابسه البيضاء جعلته منه واحدا معروفا.

وإذا كنت تعتقد أنه يسير بشكل مستقيم معتاد داخل منزله فحتى هذا أصبح من المستحيل بالنسبة له حتى وإن أراد ليشعر وكأنه شخص يتعلم السير من جديد ولهذا اتخذها فرصة لقطع تعهد جديد على نفسه بعدم الاستسلام وعدم التوقف حتى يصبح العالم مكان سلمي للعيش فيه وتحقيق هدفه الأهم وهو السلام العالمي.