أفلام «مالمو» تعكس الواقع السينمائى العربى

خالد محمود
خالد محمود

تكشف قائمة أفلام مهرجان مالمو للسينما العربية - في دورته الـ12 التي تقام في الفترة من 4 إلى 9 مايو - عن مجموعة طموحة ومتميزة من إنتاجات السينما العربية الحديثة، والتي تعكس روئ وإتجهات الواقع السينمائي العربي، وأفكار مبدعيها، وهو ما يؤكد سعي المهرجان لتواجد أفلام مهمة تعكس الهوية العربية، وعرضها للجمهور الأوروبي للتقارب بين الثقافات.

مؤسس ورئيس المهرجان محمد قبلاوي قال عن الدورة الجديدة: فخورون بهذا البرنامج السينمائي الحافل الذي يأتي لجمهور (مالمو) بكل ما هو جديد ومتميز في السينما العربية، وسعداء بأن المهرجان سيعود أخيرًا للإقامة بشكل فعلي بعد دورتين كانت للجائحة أثر كبير على شكلهما، فها هي (مالمو) تعيد من جديد لتكون نقطة لقاء سنوية، يجتمع فيها صناع السينما العرب مع نظرائهم من السويد ودول الشمال، بما يمثل نافذة فريدة للتعاون بين الجانبين.

يضم برنامج المهرجان هذا العام 56 فيلمًا (31 فيلم طويل و25 فيلم قصير)، من 14 دولة عربية مع شراكات إنتاجية من 10 دول غربية

يتنافس بالمسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة 12 فيلمًا، يمثل مصر فيها فيلم أبو صدام إخراج نادين خان، وبطولة محمد ممدوح وأحمد داش، وتدور أحداثه حول سائق سيارة نقل ثقيل ذي خبرة في عمله، ويحصل على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، وبينما يحاول إنجاز مهمته على أكمل وجه، يتعرض لموقف يجعل الأمور تخرج عن سيطرته.

من مصر أيضا يشارك فيلم سعاد إخراج آيتن أمين، وبطولة بسنت أحمد وبسمة العايش، وفي الفيلم تعيش سعاد حياة ممزقة بين رعاية عائلتها وتقبل العادات والتقاليد الخاصة بمجتمعها، وبين حياتها في العالم الإفتراضي ومواقع التواصل الإجتماعي، في سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى حادث مأساوي.

من تونس يشارك فيلم أطياف للمخرج مهدي هميلي، وهي التجربة الروائية الطويلة له بعد فيلم تالة مون آمور التي قدمها عام 2016، والعمل من بطولة عفاف بن محمود وإيهاب بويحيى وسارة الحناشي وسليم بكار.

تتمحور أحداث الفيلم حول أم تدعى أمال، تعمل جاهدة في مصنع، وتحاول بكل وسيلة تحقيق حلم ابنها مؤمن ليصبح حارسا محترفا في كرة القدم، لكنها تدخل السجن ظلما بتهمة الزنا، ثم تغادره بعد انقضاء مدة الحكم، لتشق طريقها بحثا عن ابنها الذي سلك طريق الانحراف.

يطرح المخرج في فيلمه العديد من القضايا الإجتماعية المتعلّقة بالعلاقات الأسرية، بالإضافة إلى انتشار العنف في المجتمع بمختلف أطيافه، واستفحال ظاهرة الفساد بعد الثورة، ويكشف عوالم تونس الخفية التي يراها الجميع ولا يريدون الإعتراف بها.

فيلم آخر يمثل تونس في المسابقة الرسمية، وهو قدحة، إخراج أنيس الأسود، ويتناول عدة قضايا، منها الهجرة غير الشرعية وبيع الأعضاء البشرية، إلا أن أكثر ما يميزه هو طرح كل هذا من وجهة نظر طفل صغير في عمر الثانية عشرة.

ومن المغرب يشارك فيلم بين الأمواج، إخراج الهادي أولاد مهند، وبطولة سمير القسمي ولبنى أزابال، وتدور أحداثه خلال فترة منتصف التسعينيات، في قرية صغيرة شمال المغرب، حيث يصاب فؤاد، الموظف الوحيد في مكتب البريد، بمرض عصبي يقلب مجرى حياته وحياة أسرته رأساً على عقب، وعندما يصبح على وشك الموت، يجمع أفراد أسرته حول بعضهم البعض للمرة الأخيرة.

للسعودية تواجد أيضا، من خلال فيلم جنون، وهو إنتاج سعودي أمريكي مشترك، وهو أول تجربة روائية طويلة للمخرجين معن بن عبد الرحمن وياسر بن عبد الرحمن، ويروي قصة شاب يريد أن يصبح مدوّن فيديو، فيسافر مع زوجته وأعز أصدقائه إلى جنوب كاليفورينا، على أمل إلتقاط صور لأحداث خارقة للطبيعة، لكن حين تتحق أمنيته، يواجه صعوبات غير متوقعة.

ويمثل الأردن فيلم الحارة إخراج الأردني باسل غندور، وهو إنتاج أردني، مصري، سعودي، قطري مشترك، ومن بطولة عماد عزمي، بركة رحماني، منذر رياحنة، ميساء عبد الهادي، نادرة عمران ونديم ريماوي، وتدور أحداثه في حي تحكمه النميمة والعنف في شرق عمّان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقاً أمام إكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعاً مصوراً لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حداً لما يحدث، لكن الأمور لا تجري كما خُطط له.

فيلم آخر يمثل السينما الأردنية بالمسابقة الرسمية، وهو فرحة، إخراج دارين سلام، وإنتاج مشترك بين الأردن، السويد والسعودية، وتدور أحداث الفيلم حول الفتاة فرحة، التي تبلغ 12 عاما، وكانت تعيش طفولة هادئة، لكن تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد نكبة فلسطين، حيث تبدأ الأحداث بعد غياب الأب، حين تصبح الحياة فاقدة للطعم واللون ورائحة، وسريعا ما تنشق جدران البيت بلا عودة، ويصبح مصير البطلة الصغير معلقا في رقبة صدفة قدرية تمنحها فرصة لحياة ثانية أكثر بريقا، لكن يصبح عليها أن تقدم ثمنا.

السينما الجزائرية يمثلها فيلم سولا، وهي التجربة الروائية الأولى للمخرج صلاح إسعاد، والعمل إنتاج جزائري، فرنسي، سعوديي، قطري مشترك.. ويحكي الفيلم قصة سولا، الفتاة التي يطردها والدها من بيت العائلة لتجد نفسها ورضيعها بلا مأوى، وتحاول إيجاد مكان آمن

السينما الفلسطينية تتواجد بفيلم الغريب إخراج أمير فخر الدين، وهو إنتاج سوري، ألماني، فلسطيني، قطري مشترك.. ويقدم الفيلم موضوعا ومكانا جديدا على الصعيد الفلسطيني، والعالمي أيضا، حيث تدور الأحداث حول أهل الجولان السوري المحتل وواقع احتلالهم وعزلهم عن إمتدادهم الطبيعي والأصلي للوطن، بلغة سينمائية شعرية وجماليات عالية تستدعي التأمل، وأداء مميز للشخصية الرئيسية التي يجسدها الممثل الفلسطيني أشرف برهوم، والذي تربطه علاقة متوترة بوالده الذي يجسده الممثل القدير محمد بكري.

كل شي ماكو، إخراج ميسون الباجة جي، يمثل السينما العراقية، والعمل إنتاج عراقي، إنجليزي، فرنسي، ألماني، كويتي، إماراتي، قطري.. وتدور أحداث الفيلم في خلفية أعمال العنف الطائفي في الأسبوع الأخير من عام 2006، بين الكريسماس وعيد الأضحى، حيث يروي قصص سكان بغداد الذين يحاولون أن يعيشوا حياتهم اليومية على الرغم من نوبات العنف الشديدة والغير متوقعة، وفي قلب الأحداث يروي الفيلم قصة سارة، الكاتبة والأم العزباء، التي فقدت رغبتها في الكتابة نتيجة لأعمال العنف الصامتة، قبل انطلاق العام الجديد بفترة وجيزة، وفي أعقاب بعض الأحداث المفاجئة، تتحصن سارة وجيرانها من المستقبل المجهول.

آخر الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية، هو الفيلم اللبناني كوستا برافا، للمخرجة مونيا عقل،  والذي يقوم ببطولته نادين لبكي وصالح بكري، حيث يجسدان دور زوجين يقرران ترك التلوث السام لمدينتهما بيروت، على أمل بناء حياة مثالية في منزل في الجبال، لكن تتحطم أحلامهما عندما يتم بناء مكب نفايات بجوارهما، مما يؤدى إلى جلب القمامة والفساد الذي كانوا يأملون في تركه ورائهما.

أفلام قصيرة 

في مسابقة الأفلام القصيرة يتنافس 25 فيلما، بينهم 3 من مصر، هي خديجة إخراج مراد مصطفى، القاهرة برلين إخراج أحمد عبد السلام، والوجوه السعيدة إخراج عمر الحلواني.

باقي الأفلام المشاركة هي القطري ثم يحرقون البحر إخراج ماجد الرميحي، الفرنسي جمر إخراج سامي سيدالي، المغربي حبال المودة إخراج وجدان خالد، الأردني خط التماس إخراج محمد صافوري، الأردني عرنوس إخراج سامر بطيخي، الأردني المهمة إخراج محمد خليل الدباس، المغربي رماد إخراج مصطفى فرماتي، الجزائري شبشاق مريكان إخراج أمل بليدي، القطري اللتواني شيطانة إخراج أمل غويلاتي، السوداني القطري الصوت الإفتراضي إخراج سوزانا ميرغني، الفلسطيني ضيف من ذهب إخراج سعيد زاغة، الفلسطيني ع البحر إخراج وسام الجعفري، الفرنسي غرباء بعد منتصف الليل إخراج كندة يوسف، والفلسطيني الألماني القطري الأردني المشترك ليل إخراج أحمد صالح، وأخيرا الأمريكي مريم إخراج ريم جبران.

ليال عربية 

في قسم ليال عربية، يعرض من مصر أفلام برة المنهج إخراج عمرو سلامة، حدث في 2 طلعت حرب إخراج مجدي أحمد علي، النهاردة يوم جميل إخراج نيفين شلبي.. بينما تشارك السعودية بفيلم قوارير، إخراج نورة المولد ورغيد النهدي ورُبى خفاجي ونور الأمير وفاطمة الحازمي.

بينما يضم قسم أفلام تستحق المشاهدة، أفلام بيروت في عين العاصفة إخراج مي مصري، وهو إنتاج لبناني فرنسي مشترك، وع السلم إخراج نسرين لطفي الزيات وهو وثائقي إنتاج مصري، لبناني، تونسي، بريطاني مشترك، وقربان إخراج التونسي نجيب بلقاضي، وماشية لجهنم إخراج التونسية  أسمهان الأحمر.

سينما المدارس

قسم آخر يشهد حضورا سينمائيا كبيرا، وهو قسم عروض المدارس، حيث يضم أفلام، أبطال إخراج مانويل كالفو، وهو إنتاج سعودي إسباني مشترك، وبره المنهج إخراج عمرو سلامة، 

سينما تسجيلية

آخر المسابقات في المهرجان، هي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، والتي يتنافس فيها أفلام حلال سينما إخراج أمين بوخريص، إنتاج تونسي قطري مشترك، اللبناني السجناء الزرق إخراج زينة دكاش، فياسكو إخراج نيكولا خوري إنتاج لبناني هولندي مشترك، كباتن الزعتري إخراج علي العربي إنتاج مصري أمريكي مشترك، اللبناني لولا فسحة المترو إخراج جورج هاشم، المعلقات إخراج مريم عبده إنتاج مغربي فرنسي قطري مشترك، من القاهرة إخراج هالة جلال، الفلسطيني يوميات شارع جبرائيل إخراج رشيد مشهراوي.

فيلم الافتتاح

اختار المهرجان الفيلم الأردني بنات عبد الرحمن للمخرج زيد أبو حمدان، ليكون فيلم الافتتاح، وقصة العمل تتناول علاقة أسرية مضطربة بين 4 شقيقات لا تجمعهن تقريبا إلا صلة الدم، حيث تختلف كل واحدة عن الأخرى في طباعها وتفاصيل حياتها، ويتزامن اختفاء والدهن مع تفجر مشكلاتهن الخاصة.

بينما يعرض الفيلم المصري حامل اللقب للمخرج هشام فتحي في الختام، ويقام العرضان وأغلب عروض المهرجان بحضور مخرجين ونجوم الأفلام.