- المسلمون لهم ثقل انتخابي الآن
- لوبن تقول المسلمون يريدون تطبيق الشريعة وهي لا تعرف معناها
- شباب المسلمين يعزفون عن المشاركة بسبب أئمة الضلال
هل يخرج المسلمون ليصوتوا في الانتخابات الفرنسية ؟ أم أنهم فريسة أئمة الضلال الذين يقولون لهم إن الديمقراطية كفر ؟ وهل يؤثر المسلمون في الانتخابات الفرنسية ؟ وما مدى تأثيرهم ؟، ماذا عن الشباب ؟ لماذا يتهمون بالعزوف عن المشاركة الانتخابية ؟
هذه هي الأسئلة التي طرحناها على المفكر الاسلامي الفرنسي الدكتور غالب بن شيخ رئيس مؤسسة الإسلام الفرنسي - لنعرف منه حقيقة مشاركة المسلمين والشباب والاجيال المختلفة ، والكفة التي يفضلونها لكي ترجح.
** ما رأيك في مقولة أن ماكرون هو الاقرب تفاهما مع العرب والمسلمين ؟
ربما هذه مقولة صحيحة ، وهو أقدم على اصدار قانون مكافحة الانفصالية ليقول انه رجل حازم وحسم هذا القرار ، ووزير داخليته من اليمين المحافظ ، فعل هذا لارضاء شريحة من الفرنسيين ويرجع لأصله أنه هو منفتح على كل الاديان .
** هل تطالبون بقوانين للحريات الدينية من الرئيس القادم ؟
في الجمهورية وفي الديمقراطية لا نطلب بقوانين لصيانة وحفظ مكون او شريحة معينة من المجتمع ، القوانين لابد أن تكون شاملة ، القانون اصيلة لكل المواطنين ، بدليل ان قانون ضد الانفصالية ليس فيه كلمة اسلام ولا مسلمين ، هذا يقول اننا لا نقنن ضد او مع شريحة معينة ، بهذا يستحيل قانونيا ولا دستوريا طلب ذلك .
** هل سيخرج المسلمون للتصويت ؟
ربما هناك ثلاثة انواع، من لا يخرج كالعادة ، من يذهب ويصوت أبيض ، والغالبية الذين يذهبون إلى صناديق الاقتراع يصوتون الى " ماكرون " اكيد ، والبعض يقول علينا أن نجرب مارين لوبن ما تقوم به في أمور آخرى مثل غلاء المعيشة .
** ما هي المحددات التي يصوت بناء عليها المسلمون ؟
من المفروض كمواطنين أن يصوت المسلمون مثل غالبية الفرنسيين لمن يهتم بقضايا غلاء المعيشة ، القضايا البيئية ، قضايا تتعلق بالامن في المدن الكبيرة والغريب انه اصبح ان من لا يسب المسلمين او يسب اقل واقل ضراوة وشراسة ضد المسلمين هو الذين ينتخبونه ، وهذا يدل على عدم وحدتهم او انخراطهم في صفوف منظمة وحدة تضمن لهم وتصون كرامتهم .
** سأعيد عليك السؤال مرة اخرى ، ماذا لو حكمت لوبن ؟
لا انتظر أنه سوف تزلزل الارض زلزالها ، بالعكس تستقر الأمور ، ربما تحدث ذبذبة وبلبلة في الايام او الاسابيع التالية لانتخابها ، وتصبح أول مرة امرأة رئيسا لجمهورية فرنسا ، سوف تضيق نوعا ما على المحجبات وتنسى هذه الامور ولا تقف الارض عن دورانها.
** لكن ماكرون قال لو حكمت لوبن ستحدث حرب أهلية في فرنسا ..هل توافق ؟
هذا غلو ، لا اعتقد ذلك ، اذا كان ايريك زيمور هو الذي وصل للحكم كان هذا سيحدث ، لكن هي عرفت كيف ان تصب الماء في خمرها مثلما يقال بالفرنسية .
** خلال المناظرة الرئاسية وصفها ماكرون بأن خطابها تقسيمي .. ما رأيك ؟
رأيت أنها غير عالمة بالقضايا الاقتصادية ، وليست لديها دراية بها ، هي أرادت ان تظهر قريبة من مطالب الشعب خاصة في القرى والمناطق النائية ووالدها كان خطابه تقسيمي .
** وما تقييمك للمناظرة بين المتنافسين على سكن الأليزيه ؟
بالمقارنة بالمناظرة التي سبقت في ٢٠١٧ ، أرى أن لوبن هيأت نفسها أكثر ، وما بين الاثنين أرى ان الذي فاز بالمناظرة هو ماكرون ، حتى وان كان نوعا ما محتداً برأيه ، ومنذ الدقائق الاولى و الوهلة الاولى اصبح جليا ان له دراية بخبايا الامور واعتقد ان السنوات الخمس التي قضاها في سدة الحكم اعطت له تجربة اكثر منها .
** هل تحول الاسلام والمسلمون إلى عنصر مهم في ماراثون الوصول إلى الأليزيه ؟
نعم ، بدليل انه في انتخابات المانيا التي فاز فيها " أولاف شولتز " لم تذكر كلمة اسلام ولا مرة خلال شهر من الحملة الانتخابية ، أما هنا في فرنسا يذكر الاسلام كل يوم بمعنى التقوقع والتزمت والتخلف وعدم الاندماج والانسجام مع قوانين الجمهورية .
** البعض يقول أن من يعادي المسلمين أكثر سيفوز بكسب للأصوات .. هل توافق ؟
نعم ، وهذا راجع الى موجة العنف التي مر بها الفرنسيون وتأليب الرأي العام من قبل محطات التليفزيون يبدو الأمر مفبرك ، الأمر الثاني راجع الى عدم وحدة المسلمين .
** ألم يكن من الافضل - بدلاً من الهجوم - تضمين برامج ايجابية لتحسين اوضاع الاسلام والمسلمين في فرنسا ؟
طبعا ، لكن هم يرون ان تقع المسئولية على عاتق المسلمين الذين لا يريدون الاندماج على التراب الفرنسي ، وهذا ما قالته مارين لوبن واصبحت سقطة من سقطاتها، حين قالت كثير من المسلمين أو بالأحرى الاسلاميون يريدون تطبيق الشريعة في فرنسا وهي لا تفهم حتى مثلاً معنى كلمة الشريعة ، وزيمور أصبح يخلط بين الدين والعرق ، فبالنسبة له المسلم هو العربي او الافريقي ، فلا تدل على انتماء ديني لكن كتلة لكل من يبدل الشعب الفرنسي بشعب اخر وثقافة اخرى.
** وما هي توقعاتك إذاً للجولة الثانية ؟
ماكرون له حدود كبيرة في أن يفوز بالانتخابات مرة ثانية
** لكنها سابقة في العصر الحديث ؟
نعم ، بعد فرانسوا ميتران الذي كان رئيسا لمدة ١٤ عاما وأعيد انتخابه سنة ١٩٨٨ م .