ما حكم الإفطار لطالب كلية الطب بسبب مشقة التدريب؟ الإفتاء تُجيب 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول، "أنا طالب بالسنة النهائية بكلية الطب بالإسكندرية، ويوافق امتحاني لنيلي البكالوريوس في الطب والجراحة يوم 16 يوليو سنة 1951م، وكما ترون فضيلتكم أن هذا سوف يستدعي العمل الشاق المرهق في شهر رمضان المعظم؛ إذ أن الامتحان سيكون بعد انتهائه بأيام".

 وتابع "نحن نعمل من الساعة السابعة صباحًا بدون رفق أو هوادة إلى ما بعد الساعة الرابعة بعد الظهر في التمرين بأقسام المستشفى وتلقى المحاضرات بالكلية، وذلك يستلزم منا الاستذكار بعد ذلك حوالي سبعة ساعات على الأقل فيكون مجموع ساعات العمل اليومي ست عشرة ساعة، وأنا في حيرة، فهذا المجهود الفكري والجسماني المضني الذي أستعين على أدائه بشرب المنبهات كالشاي والقهوة مرات عديدة، ولا أستطيع أداءه إذا ما كنت صائمًا، ومن ناحية أخرى فلو لم أبذل هذا المجهود - ولا أستطيع ذلك وأنا صائم- فسوف تكون العاقبة وخيمة، وبما أني أؤدي واجباتي الدينية على قدر ما أستطيع ولم يسبق لي أن أفطرت في رمضان فلا أستطيع أن أقرر بنفسي ما يجب علي اتخاذه بحيث أن تكون الناحية الدينية سليمة، وأعتقد أن هذا الإشكال يواجه الكثيرين من زملائي، فأرجو فضيلتكم الاهتمام بإفتائنا سريعًا في هذا الموضوع".

وأجابت الدار بإن الصحيح المقيم إذا اضطر إلى العمل في شهر رمضان وغلب على ظنه بأمارة أو تجربة أو إخبار طبيب حاذق مسلم مأمون أن صومه يعوقه عن عمله الذي لا بد له منه يجوز له الفطر شرعًا، وعليه أن يقضي ما أفطره في أيام أُخر، ومن ذلك كله المحترفون بالحِرَف الشاقة كعمَّال المناجم وقطع الأحجار والحصادين والخبازين الذين لا بد لهم من مزاولة هذه الحِرَف لضرورة الحياة، كما أفاد العلامة ابن عابدين في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار".

وأوضحت الدار أن مثلهم في الحكم الطلبة الذين لا بد لهم من الاستمرار في الدراسة والمذاكرة وأداء الامتحان بحيث لو استمرا وصائمين مع ذلك لضعفوا عن عملهم وانقطعوا عن هذا السبيل الذي يتوقف عليه مستقبلهم في الحياة ولا بد لهم منه، فيجوز لهم الفطر في الأيام التي يزاولون فيها هذا العمل وعليهم القضاء فقط، والله ولي التوفيق.