مي سيد تكتب: في حب أمي

مي سيد
مي سيد

قررت أن أكتب أول مقالاتي - منذ قرار رئيس التحرير الأستاذ جمال الشناوي بإتاحة التعبير عن الآراء لجميع أبناء «بوابة أخبار اليوم» - في هذه المناسبة السعيدة على قلوبنا جميعا.. عيد الأم.. حتى أقول لأمي: «كل سنة وحضرتك طيبة يا ماما».. فلو قضيت عمري كله في توجيه الشكر لها على كل ما تبذله من أجلنا فلن أوفيها حقها.. حقيقي تعلمت منها الكثير والكثير.. فهى امرأة استثنائية في حياتي وحياة جميع من تعامل معها.. وحقيقة.. هي البركة التي تعم حياتي كلها.

 أتذكر لأمي مواقف عديدة تعلمت منها الكثير.. وبدون إطالة فهى تتمتع بخير الدنيا كله.. فدائما ما تقول لي: افعلي الخير لله.. تحرض على زيارة دور الأيتام ووصل الصلة مع المسنين.. أتذكر جيدا عندما تحدثت معي وقالت أريد بعد خروجي على المعاش وإذا كان لدي من الصحة أن أتطوع في العمل بإحدى هذه الدور.. وقتها استغربت جدا.. وقولت لها: لماذا؟.. فأجابت: كبار السن يحتاجون رعاية نفسية لا تقل عن الرعاية الصحية.. وأنا أريد مساعدتهم في ذلك.

علمتني أمي أن الصدقة تداوي ألف علة ومرض.. فكل مرة أذهب معها للتمشية بين شوارع حي المنيل ذلك المكان المفعم بالذكريات والذي تربت فيه أمي ومازلت تسكن فيه.. أجدها حريصة على تقديم ما في جيوبها وشنطتها للفقراء والمحتاجين مبادرة في ذلك دون انتظار سؤالهم.. وكالعادة.. لا نعود مرة أخرى إلى المنزل إلا وخلت جيوبنا من أي أموال.. حقيقي لم أجد امرأة تملك قلب مليء بالحنية والحب والعطاء مثلك يا أمي.. وإن كانت هذه الصفات تتحول إلى وحش لا تتصور خطورة ما سوف يقدم عليه إذا حاول أحد الاقتراب لأبنائها بأذى أو سوء.

 

 ختاما.. لا أجد ما يعبر عن ما في خاطري لكي يا أمي إلا أن أقول لك: «كل سنة وأنتي طيبة يا ماما هبة».