إنها مصر

حكايات إنسانية

كرم جبر
كرم جبر

لا تستغرب وأنت تفتش في ملفات الطلاق، وأغلبها أولاد وبنات جمعهم الحب سريعاً، وفرقهم الطلاق أسرع، فأصبح كما كنا نكتب العناوين في بداية حياتنا الصحفية « زواج على ورقة طلاق «.


يذهب «هو» إلى بيت أمه وتعود «هي» إلى منزل والدها، عاشوا غرباء تحت ستار حرية واهية، لا تضع قيوداً على الطرفين، فضاقوا بالجدران، اسأل نفسك: كيف افترقا بعد أن كانا حبيبين ؟


البيوت التي تتنسم هواء الحب تكون أكثر سعادة واستقرارا، من الأم التي تتسع أحضانها لاحتواء الصغير والكبير، وإلى الأب الذي لم يعد «سي السيد»، ولكن يصاحب أولاده «يخاويهم»، ويجالسهم ويستمع لمشاكلهم، خير صديق ويحفظ نفسه كبيراً في عيونهم.
والبيوت التي يجافيها الحب هي الأكثر شقاء، حتى لو كانت غارقة في الثروة والأموال، فالفلوس لا تجلب السعادة ولا تصنع الود، وكم من أسر ثرية لم تضبط إيقاع أولادها، فأصبحوا عبئاً عليها ومن أسباب الهموم والأوجاع.


●●●
علموا أولادكم الحب، والبداية تكون من الآباء والأمهات، وقديماً غنت فايزة أحمد لست الحبايب، وجاءت إلى عبارة «وتقومي تشقري»، وهي كلمة عامية رائعة ليس لها مثيل في أي لغة أخرى، ومعناها التفتيش على الأولاد أثناء نومهم والطبطبة عليهم واحتضانهم والاطمئنان عليهم.
الحب ليس فقط بالكلمات رغم أهميتها في طقوس الحياة، ولكن بالأفعال والتصرفات، والإحساس بالسند والظهر، وأن الإنسان إذا تعرض لأزمة يجد من يقف بجواره ويعينه على اجتيازها والعبور منها بسلام.


البيوت نوعان، إما أزواجا وزوجات متفاهمين ،أو جدرانا من نار تلهب من فيها بالجفاء والقطيعة، غرباء تحت جدران واحدة .
●●●
أنا من جيل علموه أن المرأة هي سيدة القلوب ، فلا تتعامل معها ككائن بشري، وانما كإنسانة جاءت لتملأ الحياة املا وتفاؤلا .. فأستمتع بكل لحظة، قبل أن يحين وقت الوداع .. والوداع ليس فقط ألماً ودموعاً ولوعة، ولكنه «وجع» كلما ألحت الذكريات.


جيل علموه أن المرأة من أسرار الجمال، وإذا منحتها الوفاء خيّم على الكون هدوء، وإذا عاملتها برحمة، جلبت لك السعادة، وإذا سلكت الطريق إلى قلبها، انفتحت أمامك أبواب الحياة.


ليست هناك امرأة جميلة أو قبيحة، وإنما عقلك هو الذي يصور الجمال، فكن انت جميلا ترى الكون جميلا .