حديث الأربعاء| بعيداً عن الاقتصاد قليلاً

محمد سلامة
محمد سلامة

 أربعون يوماً مرت ومازال هاتفى يحمل رقمك ... يحتفظ بمكالمتك ... رسائلك ... أتذكر جيداً آخر مكالمة بيننا ... آخر رسالة ... ترفض يدى حذف رقمك من «الموبايل» كما اعتادت مع الآخرين ... تأبى ألا تتركه كأنك بيننا ما زلت ... أحيانا أنسى ...أتناسى ... تأخذنى يدى الى المحمول ... أجرب أن اتصل بك ... سرعان ما تعود خجلى كسيرة ... مازال عندى خطاب إليك ... كنت أود أن أبوح به ... لكنى لا أجد الكلام  ...

 

ما عدت أفقه قواعد الحديث ... تفاصيل اللغة ... مفردات الحوار ... غابت عنى المفردات ... الحزن احتل الوجوه ... أدمى القلوب ... بدل القسمات ... استبدل الضحكات القليلة ... الصمت ساد ... لم نعد كما كنا ... تبدل الحال ... أيها المعلم الكبير ... الأستاذ العظيم ... الحلم ... الأمانى الطيبات ... حزننا بات عظيما ... جرحنا صارعميقا ... ابيضت منا العيون ... سال الدمع ولايزال  ... أتذكر آخر أحاديثنا ... حواراتنا ... جلساتنا ... كانت لديك أحلام كبيرة ... تذكرت بعضها الآن ... رغم المرض ... الآهات ... الأحزان ... لم تتخل عنك الأحلام ... طاردتك ... حاصرتك ... ضيقت عليك الخناق ... أخبرتنى كثيراً أنك لا تنام ... تحمل هموم الدنيا ...  فى يقظة وفى المنام ... تريد إسعاد الجميع ... لكن هيهات... مستحيل ... بل رابع المستحيلات ... أدركك الموت ... مات أخى مجدداً .
 

 

 تذكرت كم قلبى موجوع عندما رأيت دموعك تنحدرعلى وجنتيك  ... حزن يطل من مقلتيك ... حاولت أن تبدو متماسكاً ... صامداً ... حاولت لكن فشلت ... كم هو الفراق صعب على من يحب ... شريط  طويل من الذكريات يظل يظاردك ... يلازمك ... يحاصرك لا مهرب منه إلا إليه  ... ازداد وجع قلبى وهو الموجوع رغم إرادته ... عندما رأيتك هنالك تودع أغلى من أحببت ...

تخيلت كم من السنين مرت عليك ... كم من الذكريات عاودتك ... كم من الأحلام صادفتها عندما صادفتك ... أخى ... صديقى الأعز الدكتور أحمد عكاشة لا أجد كلمات أقولها إليك ... تعجز كلماتى أن تصف نبل عواطفك ... حبك لشريك عمر غادرك رغم عنه ...  أمد الله فى عمرك ... أطال الله فى حياتك ... أفرغ عليك صبراً ... هون عليك .

 

 

 

 

نعود إلى الاقتصاد والعود ليس دائماً أحمد ... باغتت الأزمة الروسية الأوكرانية العالم أجمع باشتعال غير مسبوق للأسعار طال كل شىء ... أى شىء ... قفزت أسعار السلع الرئيسية بين عشية وضحاها إلى مستويات لم يتخيلها أكثرهم تشاؤماً على الإطلاق ...

بين نيران حرب أشعلتها ماما أمريكا عن عمد برفضها تقديم ضمانات للجانب الروسى الذى بات مهدداً على أعتاب داره بأسلحة وعتاد حلف الأطلسى أو الناتو ومن ورائه واشنطن وبين نيران أخرى أعتقد أنها وإن خبت نيران الحرب فإنها مرشحة للاستمرار ... ما بين هذا وذاك عانى العالم ومصر من تداعيات حمى أسعار أمسكت بتلابيب موازنات الدول على اختلافها ... تخيل أن يصل سعر برميل البترول إلى 300 دولار كما حذر الروس حال استغناء الغرب عن البترول الروسى ... قفزات مجنونة طالت الحبوب أهمها القمح ... الأرز ... البقول ... إلى متى تتحمل اقتصاديات العالم خاصة دول ما يوصف بالعالم النامى تلك الأسعار ... يعيدنا السؤال إلى ضرورة مراجعة حساباتنا ... إعادة النظر فى الاعتماد على الخارج لتدبير احتياجاتك الحياتية .. ضروراتك اليومية ... لقمة عيشك ... أسباب حياتك .