سفير السعودية بالقاهرة: العلاقات مع مصر تاريخية ونتعامل مع الحقائق لا الشائعات|حوار

أسامة نقلى سفير السعودية بالقاهرة فى حوار المصارحة والمكاشفة لـ «الأخبار»
أسامة نقلى سفير السعودية بالقاهرة فى حوار المصارحة والمكاشفة لـ «الأخبار»

زخم كبير فى التعاون الثنائى بعد لقاء يونيو الماضى بين الرئيس السيسى وولى العهد 

اجتماعات لجنة المتابعة والتشاور السياسى منتظمة
الاستثمارات السعودية فى المرتبة الثانية وتصل إلى  ٣٠ مليار دولار

مصر منارة إشعاع فكرى وحضارى وثقافى وحصدت نصف جوائز مهرجان الرياض
 

هو حديث استثنائى زادته أهمية توقعات بأن تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين قفزة نوعية خلال الفترة القليلة القادمة، وفقا لتحركات مرتقبة، أساسه المصارحة، وقوامه المكاشفة، وهدفه  إظهار الحقائق، حيث طرحنا على مائدة الحوار كافة الأسئلة والاستفسارات فى ظل اتفاق على عدم وجود سقف لها، وترحيب واسع من طرفه الآخر السفير أسامة نقلى سفير السعودية فى القاهرة، حيث ناقشنا حقيقة بعض التقارير حول وجود (برود أو أزمة مكتومة فى العلاقات بين مصر والسعودية).

 وكذلك ما يتردد حول خطط للرياض لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة باستخدام القوة الناعمة للفن والابداع. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه الى قضايا، قد يراها البعض حساسة، ونعتبر تناولها من حق الشعبين، ومن ذلك زيادة وتيرة التدريبات العسكرية بين البلدين، والتعاون على المستوى الاستراتيجي، وايضا معدلات التعاون الاقتصادى والاستثمارى غير المسبوق ، وخرجنا الى طرح بعض القضايا الدولية والاقليمية ،  منها تفسير التناقض فى المواقف الإيرانية بين سعيها لتطبيع العلاقات مع الخليج، وفى نفس الوقت دعمها لجماعة الحوثى والمستمرة فى هجماتها الارهابية على المملكة ودولة الامارات، وتأجيل بعض الخطط الخاصة باستضافة المملكة للقمة العربية الأفريقية أو تجمع الدول المطلة على البحر الاحمر وخليج عدن.  

 وبنفس صراحة الاسئلة جاءت الإجابات واضحة محددة ، تكشف عن حقائق، وترصد واقعا يدعمها، ومعلومات تؤكدها، ومن ذلك النفى للقطاع لوجود برود أو أزمة مكتومة فى العلاقات بين البلدين، حيث أعطى لقاء شرم الشيخ  بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان زخما جديدا للعلاقات، وتعددت اللقاءات على مستويات مختلفة وزارية وغيرها ووصلت الى عشرة لقاءات. . ولم نجد صعوبة فى الحوار مع السفير أسامة نقلى بكل تجربته فى العمل الاعلامى والدبلوماسي، التى تجاوزت اكثر من أربعين عاما. سنوات  طويلة منها فى مجال الاعلام من اول السلم كملحق دبلوماسى فى واشنطن حتى وكالة الوزارة للشئون الدبلوماسية، ومنها الى القاهرة حيث تم تعيينه سفيرا لبلاده فى ابريل ٢٠١٧، وخلال تلك المسيرة شارك فى مؤتمرات دولية وإقليمية وعربية ضمن الدائرة الوثيقة بعميد وزراء الخارجية فى العالم الراحل العظيم الأمير سعود الفيصل. . الحوار تضمن معلومات مهمة وتفسيرا وطرحا لرؤى حول العديد من القضايا الثنائية بين مصر والسعودية وكذا العربية والإقليمية.

فى البداية نحن أمام وجهتى نظر لكل منهما أسبابه التى يعتمد عليها، الأولى تتحدث عن وجود نوع من الفتور فى العلاقات بين القاهرة والرياض تأسيسًا على عدم وجود اتصالات على مستوى القادة فى الآونة الأخيرة، وغياب السعودية عن القمة الثلاثية الأخيرة فى أبو ظبى.


ووجهة نظر ثانية تؤكد أن العلاقات على خير ما يرام اعتمادًا على استمرار الاتصالات واللقاءات على مستوى كبار المسئولين وآخرها زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان للقاهرة.


أعتقد أن السفير هو الأقدر على توضيح تلك الأمور؟


نحن نتعامل مع الحقائق وليس وجهات النظر والفرضيات.. الحقيقة الأولى أنه خلال عامى الجائحة حدث انخفاض ملموس فى حجم النشاط السياسى المباشر على مستوى العالم نتيجة للإجراءات الاحترازية التى فرضتها الجائحة، أما الحقيقة الثانية فإنه عندما بدأ العالم يشهد انفراجة فى التحرك والتنقل والسفر بعد اعتماد التطعيمات دوليا، والشروع فى تلقيها، شهدت العلاقات السعودية المصرية لقاء قمة أخوى جمع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود،- حفظه الله- وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بمدينة شرم الشيخ فى شهر يونيو الماضى، وأعقبها زخم كبير من الزيارات المتبادلة على المستويات الوزارية والرسمية والتى بلغت نحو عشر زيارات لبحث أوجه التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز التعاون والتنسيق الاستراتيجى القائم بينهما، والدفع به إلى آفاق أرحب.


متابعة وتشاور سياسى


فى ضوء تنشيط عمل لجنة المتابعة والتشاور السياسى بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية، ما هى ملفات التطابق والتمايز فى المواقف على الصعيد العربى؟
المشاورات السياسية بين البلدين تجرى فى إطار مؤسسى من خلال لجنة المتابعة والتشاور السياسى التى تؤطر للاجتماعات الدورية بين وزارتى الخارجية والمسئولين فى كلا البلدين، وتجتمع كل ستة أشهر بالتناوب بين الرياض والقاهرة.

وتبحث على مدار العام فى مجمل قضايا المنطقة والعالم ومستجداتها، فضلًا عن اللقاءات التى يعقدها وزيرا الخارجية أينما تواجدا فى أى مؤتمر دولى.. هذا التشاور المستمر ساهم فى تناغم المواقف، تدعم ذلك المبادئ المشتركة لسياسة البلدين الخارجية القائمة على احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، واحترام المبادئ والقوانين الدولية، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والأمن والسلم الدوليين.


 

ماذا عن التعاون الثنائى على صعيد زيادة حجم الاستثمارات المشتركة والتبادل التجارى والتعاون الاقتصادى بين البلدين؟


تاريخيًا، تعتبر استثمارات القطاع الخاص السعودى من أول الاستثمارات العربية التى دخلت مصر، استمرت هذه الاستثمارات فى النمو لتحتل المملكة اليوم المرتبة الثانية من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية، وفقًا لبيانات الهيئة المصرية العامة للاستثمار بقيمة تزيد على 30 مليار دولار.

وقائمة بأكثر من 6 آلاف شركة سعودية أو ممولة برأسمال سعودى تستثمر فى مصر.. فى المقابل، تحتل مصر المرتبة الثانية فى قائمة الدول التى تم إصدار رخص استثمارية لها بالسعودية فى العام 2020، بإجمالى استثمارات تصل لنحو مليار ونصف المليار دولار.


دفة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين يقودها بعون الله وتوفيقه ثلاثة عناصر رئيسية: الإرادة السياسية، الإرادة الشعبية، آليات إدارة التعاون المتمثلة فى اللجنة الاقتصادية المشتركة على مستوى وزراء التجارة فى البلدين.

ومجلس رجال الأعمال السعودى-المصرى على مستوى القطاع الخاص.. حقيقة الأمر تشير إلى وجود نمو فى حجم التبادل الاقتصادى بين البلدين، إلا أن الطموحات تظل دائما أكبر من الحجم المنجز، لذلك جاءت زيارة معالى وزير التجارة السعودى لمصر كأول زيارة على المستوى الحكومى بعد التخفيف من قيود جائحة كورونا فى يونيو الماضى، صاحبه وفد يضم 35 رجل أعمال سعودى، وشهدت نشاطًا مكثفًا بين الجانبين واستئناف عقد اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال لبحث الاستثمارات القائمة والآفاق المستقبلية.


تعاون أمنى ودفاعى


هل لديكم تفسير لتعدد التدريبات البحرية المصرية السعودية فى الأشهر الأخيرة بمياه البحرالأحمر؟
التدريبات المشتركة تعتبر تقليدا عسكريا معروفا ومألوفا حول العالم بهدف الحفاظ على جهوزية القوات المسلحة بشكل مستمر، وفى ظل العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين التى طالت كل مجالات التعاون المشترك، من الطبيعى أن تشمل كذلك التعاون العسكرى والأمنى فى إطار أهدافنا المشتركة فى الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا ومقدراتنا.


هل لكم رد على ما يثار بوسائل التواصل الاجتماعى بشأن مزاعم محاولة السعودية سحب البساط من تحت أقدام الفن المصرى والذى يمثل إحدى القوى الناعمة لمصر؟
‏مصر منارة إشعاع فكرى وحضارى وثقافى، والمهرجانات والفعاليات العالمية التى استضافتها المملكة أكدت على هذه الريادة من خلال الحضور الكبير للفن والثقافة المصرية فيها بما يليق بمصر ومكانتها فى قلوبنا وعربيًا وعالميًا.

ولم يقتصر الأمر على الحضور والمشاركة فقط، بل حصدت ريادة مصر نصف جوائز المهرجان بكل جدارة وتقدير. وكما أننا نشعر أننا بين أهلنا فى مصر عند قدومنا إليها، فإننا نحمل مشاعر الود والتقدير لهم فى المملكة باعتبارهم بين أهلهم.


ماذا عن الإجراءات التنظيمية المتبعة لأداء العمرة.. وما هو شكل التنسيق بين المملكة ومصر فى هذا الأمر؟
بفضل الله تعالى، تم فتح العمرة تدريجيًا نظرًا لمستجدات وإجراءات مكافحة جائحة كورونا، حيث إنها بدأت بالسماح لعدد محدود من داخل المملكة، ثم انتقلت إلى مرحلة مضاعفة هذه الأعداد من المقيمين والمواطنين، ومؤخرًا تم فتح باب العمرة من الخارج وفقًا لنفس الإجراءات الاحترازية المتبعة فى المملكة.

وبالتنسيق مع حكومات الدول الإسلامية. وحيث إن مسألة الإجراءات الاحترازية تعتبر مشتركة بين المملكة وهذه الدول، من واقع النطاق السيادى لكل دولة فى إيفاد مواطنيها بالأعداد التى تحددها وفق اشتراطات معينة تراها الدولة المعنية لحماية مواطنيها، فإن مصر كانت من بين هذه الدول التى يتم التنسيق معها بخصوص الاشتراطات والضوابط التى وضعتها لحماية مواطنيها.

وصدر بها قرار مجلس الوزراء لتنظيم العمرة فى ديسمبر الماضى بالشكل الذى يضمن أداءهم للشعيرة وسلامتهم بإذن الله تعالى، عبر شركات السياحة التى تخضع لرقابة الحكومة المصرية. ومن جانبها تحرص المملكة دائمًا على تقديم التسهيلات والخدمات للمعتمرين من كل أنحاء العالم بما فيها الشقيقة مصر.


تشاور مصرى خليجى
أظن أن السعودية لعبت دورًا كبيرًا فى تكريس عمل آلية التشاور السياسى بين مصر وأعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربى وشارك الوزير سامح شكرى فى اجتماع خصص لذلك فى يناير.. كيف يتطور هذا التنسيق؟
مشاركة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى فى هذه الاجتماعات مع أشقائه وزراء خارجية دول «مجلس التعاون» يعد أمرًا طبيعيا تحتمه العلاقات المتميزة بين دول المجلس ومصر، كما تعكس حرص الجانبين على استمرار التنسيق والتشاور بينهما، لاسيما تجاه التحديات المُشتركة التى تواجه المنطقة العربية. وما يقتضيه ذلك من توحيد الصف، فى ظل الارتباط الوثيق بين الأمن القومى الخليجى والمصرى.


دعم السعودية لحقوق مصر والسودان فى التوصل إلى اتفاق يضمن مصالح الدول الثلاثة فى سد النهضة واضح، ولكنى أتساءل عن استخدام الرياض لقدرتها فى لعب دور فاعل فى التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة؟


موقف الشقيقتين مصر والسودان من أزمة سد النهضة يستند إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم وفقا لقواعد القانون الدولى والاتفاقات المبرمة وإعلان المبادئ وبما يضمن التوزيع العادل لحصص الدول الثلاث، ويلبى حاجة إثيوبيا فى التنمية.

ومن المؤكد أن هذا الموقف المتوازن يحظى بدعم وتأييد المملكة، انطلاقًا من قناعتها الراسخة بأن الأمن المائى لدولتى المصب جزء لا يتجزأ من الأمن المائى العربى. وذلك ما أكد عليه سمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودى فى أكثر من مناسبة.


الاحتفال بيوم تأسيس المملكة خلال شهر فبراير هل هو استبدال لليوم الوطنى الذى يمثل ذكرى توحيد المملكة أم هو إضافة؟


يوم التأسيس هو ذكرى بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية على يد الإمام محمد بن سعود، قبل 3 قرون فى 22 فبراير 1727هـ، ولذلك جاء الأمر الملكى الكريم للاحتفاء بهذه المناسبة اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وما أرسته من وحدة وأمن فى الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها. أما بالنسبة لليوم الوطنى، فيواكب ذكرى توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، فى العام 1932م وتسميتها بـ «المملكة العربية السعودية».


كورونا جمدت نشاطات


مر عامان تقريبا على إعلان تأسيس مجلس دول البحر الأحمر وخليج عدن والذى ضم ثمانية دول عربية وإفريقية.. هل فتر الاهتمام بهذا المجلس خاصة أننا خلال العامين لم نرصد له أى نشاط؟
تم بالفعل إقرار ميثاق تأسيس المجلس فى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية الثمانية فى الرياض فى يناير 2020م، تمهيدًا لرفعه إلى قادة الدول الموقعة فى اجتماع على مستوى القمة، إلا أن جائحة كورونا جمدت كل الأنشطة عالميا لدواعى الحجر، ومن المؤمل أن يتم استئناف إجراءات تأسيس المجلس فى ضوء عودة الحياة الطبيعية تدريجيا.


هناك أيضًا دعوة سعودية مؤجلة نتيجة ظروف الجائحة لاستضافة القمة العربية الأفريقية فى الرياض.. هل مازال الأمر مطروحا خاصة أن مثل هذه القمم تكرس للتعاون بين المجموعتين فى ظل ما تشهده القارة الافريقية من أنشطة لدول مناوئة للسياسات العربية وأقصد بذلك إيران؟


تأجيل انعقاد القمة العربية الإفريقية استدعته كذلك الجائحة، وأعتقد أن الفترة الحالية تشهد عمليات جدولة المؤتمرات والفعاليات الدولية بما يتفق مع التزامات الدول فى ظل القناعة المشتركة لدى جميع الأطراف بأهمية القمة، وفى ضوء الحرص على تكريس التعاون العربى الإفريقى فى مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية محل الاهتمام المشترك.


برأيك من يتحمل مسئولية استمرار العمليات العسكرية فى اليمن خاصة أن الشعب اليمنى هو من يدفع ثمن استمرارها؟


ينبغى التذكير بأن الحلول السلمية والدبلوماسية سبقت العمليات العسكرية، وتمكنت تلك الجهود من إزالة الاحتقان فى اليمن، وتحقيق الانتقال السلمى للسلطة، وتشكيل الحكومة، وعودة البرلمان لممارسة دوره التشريعى، وإطلاق الحوار الوطنى.

 

وبالتزامن مع تلك التحركات كان للمملكة أيضا الدور الأكبر فى دعم العمل الإنسانى والإغاثى وإقامة المشروعات التنموية فى اليمن بحجم مساعدات يتجاوز 17.5 مليار دولار حتى الآن. والمملكة التى بادرت بحل الأزمة سلميًا فى العام 2011م مازالت تسير على نفس النهج مع أشقائها فى دول التحالف نحو السعى الدائم للتوصل إلى حل سلمى للأزمة، من خلال عدة مبادرات تتسق مع الجهود الدولية والأممية، إلا أن جميع هذه الجهود السلمية مازالت تتكسر أمام صواريخ الغدر الحوثية بدعم من إيران، والتى لم تتوقف عند تهديد أمن واستقرار اليمن، بل صعّدت من عملياتها العسكرية لتشمل المدنيين والمنشآت المدنية فى المملكة.

ومؤخرًا فى دولة الإمارات الشقيقة، فى انتهاك صارخ للقانون الدولى والإنسانى، ومن جانب آخر أفضت إلى زيادة وتيرة العمليات للدفاع عن أرضنا وشعوبنا ومقدراتنا.
إيران وتصدير الثورة.


 كيف يستقيم أمر سعى إيران لتطبيع علاقاته مع الدول العربية مع استمرار سياسات طهران التى تتدخل فى العديد من الساحات العربية اليمن ولبنان نموذجا؟


السياسة الإيرانية تنطلق من مبدأ تصدير الثورة المنصوص عليه صراحة فى دستورها، حيث دأبت على التدخل فى شئون الدول بإثارة الفتن الطائفية والمذهبية وتشكيل المليشيات المسلحة كما هو الحال بالنسبة لحزب الله فى لبنان ومليشيا الحوثى باليمن، بهدف اختطاف القرارات السياسية فى تلك الدول والسيطرة على مقدرات شعوبها.. فى ظل هذه السياسة، أكدت المملكة ولا تزال على إقامة علاقات طبيعية مع إيران شريطة أن تستند إلى الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، واحترام المبادئ والقوانين الدولية، وإزالة كل الأسباب التى أدت إلى توتير هذه العلاقات.


ما المغزى من دعوة المملكة لعقد مؤتمر استثنائى إسلامى عن أفغانستان لاسيما بعد تولى حركة طالبان مقاليد السلطة فى البلاد؟


المغزى إنسانى بحت، ناجم عن خطورة الأوضاع الإنسانية فى أفغانستان، لذلك، بادرت المملكة بالدعوة إلى هذا الاجتماع الوزارى فى ديسمبر الماضى بإسلام أباد، بهدف حشد الدعم الدولى للتخفيف من حدة المعاناة الإنسانية للشعب الأفغانى، وحرصًا منها على أمن واستقرار أفغانستان، وسيادتها ووحدة أراضيها.

وقد أعقب المؤتمر تحرك المملكة العاجل من خلال تسيير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية جسرًا جويًا وآخر بريًا يحملان على متنهما آلاف الأطنان (2117 طنا) من المساعدات المتنوعة لدعم الشعب الأفغانى الشقيق فى مواجهة أزمته الإنسانية الخطيرة والمتفاقمة.

وعلى وجه الخصوص حاجته الماسة للغذاء والدواء والمأوى، وقد استقبلت أفغانستان خلال الفترة الماضية عدة دفعات من هذه المساعدات، وتتوالى، بفضل الله، عمليات توصيل باقى المساعدات والقوافل الإغاثية تباعًا.


المسار السياسى 


لكن تلك الدعوة خضعت لتفسيرات سياسية عديدة؟


فيما يخص المسار السياسى، فإن الدعوة لعقد هذا الاجتماع لا تحمل أى أغراض سياسية سوى حرص المملكة على أمن واستقرار أفغانستان وسيادتها ووحدة أراضيها ومنع التدخلات الأجنبية فيها وإدانة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره.

وألا تصبح أفغانستان مصدرًا أو ملاذًا للجماعات الإرهابية والمتطرفة، وحث السلطات الأفغانية على احتواء مختلف الأطياف الأفغانية، ومراعاة المواثيق والأعراف الدولية، واحترام حقوق الإنسان وحق المرأة فى التعليم والعمل ضمن التعاليم والمبادئ التى كفلتها الشريعة الإسلامية. كما تأمل المملكة أن يُحفز تحرك منظمة التعاون الإسلامى المجتمع الدولى للتحرك العاجل والفاعل والمُضى قدماً لمد يد العون للشعب الأفغانى.

وبالنسبة لقضية الاعتراف بسلطات الأمر الواقع فى أفغانستان، فهى مرهونة بالالتزام بالأولويات والأطر المتفق عليها دولياً والتى ستكون فى إطار جماعي.


كنت أحد المقربين من الراحل العظيم الأمير سعود الفيصل هل تعتقد أنه ترك مذكرات للنشر فى مرحلة لاحقة؟


هذا السؤال يُمكن أن يوجه لأسرة الأمير الراحل لأنهم أقرب لحياته الخاصة، لكنى شرفت بالعمل معه لفترة طويلة فى أروقة وزارة الخارجية، كما قرأت بعض الكتب التى تناولت سيرته، وأستطيع أن أؤكد أن الأمير سعود الفيصل أسس نهجاً خاصاً فى العمل الدبلوماسى قائما على الحكمة والدهاء والشجاعة، ولعل مواقفه المشهودة خلال الحقبة الثرية التى أدار فيها دفة الدبلوماسية السعودية بكفاءة واقتدار هى التى تدفع الباحثين لمحاولة سبرغور مسيرة الأمير الراحل السياسية.

 

ثلاثة عناصـــــــــــــر تقود دفة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين |  التعاون العسكرى والأمنى بين القاهرة والرياض يستهدف الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا 
 

اقرأ ايضا | الاتحاد الأوروبي: قد نتحول من «مراقب» إلى «ضامن» لتنفيذ اتفاقات سد النهضة

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي