إسراء كارم تكتب: أنا والملعون!

إسراء كارم
إسراء كارم

كان قاسيًا جدًا عنيفًا في كل شيء.. بداية من دخوله المفاجىء إلى حياتي والعيش معي رغما عني.. وحتى قراره بأنه لن يفارقني حتى موتي.

رغم كل محاولاتي في التخلص منه.. بات الأمر مستحيلا.. فقد كان حولي منذ سنوات طويلة.. وساعده الكثيرون على أن يحتلني شيئًا فشيء.. والبعض كان يستهين بالأمر.. وقليلون كانوا يشعرون يفهمون معاناتي لأنهم في وضع مشابه ولا حيلة لهم.. منهم من استسلم رغما عنه ومنهم من مثلي يصمد ويقاوم.. مازحني بعضهم محاولًا إيجاد حلول بديلة لتهدئتي أو للاعتياد ولو بأكثر شيء أكرهه وهو التدخين.. ولكن «اللهم لا نأذي ولا نُؤذى»

 محاولات مريرة للهروب والذهاب إلى أماكن مفتوحة لاستنشاق شيء من الهواء المنعش.. لعله يمدني بالقوة من جديد كي أواصل بثبات أمام هذا الملعون.. ولكن يكون انتقامه أكبر.. فمع كل سيجارة تشتعل أتذكره.. مع أي عطر جريء أشعر وأنه قادمًا لا محالة.. مع صوت السيارات ودخانها الكثيف أجد قلبي يعتصر من الخوف من اقترابه.. منع عني حتى فرصة الاستمتاع الوحيدة بالسير في الطرقات وإفراغ طاقتي السلبية.. لأشعر وأن كل هواء كالحريق.. اعتزلت أصدقائي بسببه.. لم أعد أهوى الأماكن والناس والشوارع.. لا أجد براحًا في أي شيء ولا أي مكان وككل يوم.. بسبب أفعاله الدنيئة يتمزق صدري وكأنه يختلع روحي مني.. آلام تنتشر من أول رأسي وتتسرب إلى أجزائي.. لا تهدأ إلى بالكثير من المسكنات ومهدىء مساعد على النوم.

لعنة الله على المرض.. و«الربو» و«حساسية الجيوب الأنفية»