بدون تردد

اشتعال وتفجر الأزمة

محمد بركات
محمد بركات

حالة من الضجيج المدوى تسود العالم الآن بشرقه وغربه، كنتيجة مباشرة للاعتراف الروسى باستقلال جمهوريتى «دونتيسك» و»لوجاتسك» عن أوكرانيا، الذى أدى إلى موجات متتالية من ردود الأفعال العصبية والغاضبة اجتاحت أوروبا وأمريكا وآسيا.

الولايات المتحدة الأمريكية سارعت للإعلان عن رفضها الشديد وإدانتها القاطعة للخطوة الروسية، واعتبرتها على لسان رئيسها «بايدن» انتهاكا سافرا للقانون الدولى وتهديدا مباشرا لسيادة أوكرانيا يستوجب فرض عقوبات قاسية على روسيا،...، وهو ما قامت به فعلا.

وعلى نفس  النسق سارعت أوروبا الغربية، حيث أعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية الرفض والإدانة.. وأيضا توقيع مجموعة من العقوبات وهددت بالمزيد،...، كما اتخذت اليابان نفس الموقف الرافض لما أقدمت عليه روسيا وفرضت أيضا عقوبات اقتصادية عليها.

وفى تقديرى أنه على الرغم من تصاعد حدة الضجة المثارة حاليا على الجانبين، إلا أن ما جرى ويجرى الآن لم يكن مفاجأة فى كل جزئياته، بل كان  متوقعا بصورة جزئية، منذ بدء الأزمة التى أخذت تلوح فى الأفق مع نهايات العام الماضى «2021» وبدايات العام الحالى «2022»، ثم أخذت فى التصاعد خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة إصرار كل طرف على موقفه.

حيث أصرت «أوكرانيا» والغرب على المضى قدما فى قبول أوكرانيا كعضو فى حلف الناتو، ولم يتم الإنصات لمعارضة روسيا لذلك، وإعلانها المتكرر والرافض لهذه الخطوة باعتبارها تهديدا مباشرا لأمنها القومى، وهو ما لن تسمح به على الإطلاق.

وفى ظل الإصرار الأوكرانى الغربى والرفض الروسى التام، بدأت روسيا فى حشد قواتها على الحدود، فى رسالة واضحة بأنها جادة فى موقفها الرافض وهو ما أعتبر أيضا رسالة تحذير واضحة، وهو ما لم يتم الاستماع إليه من أوكرانيا والغرب، وفى ظل ذلك تطورت الأمور إلى ما آلت إليه الآن،..، والسؤال الآن: هل تتوقف التداعيات عند ذلك، أم أن هناك تداعيات أخرى؟!
أعتقد أن الإجابة لن تتأخر كثيرا.