أفكار متقاطعة

«ألف شيلة وشيلة»

سليمان قناوى
سليمان قناوى

لماذا يقتصر التحور على الكوارث فقط ؟ نكابده فى الفيروسات ومواقف الاشخاص المتحورة من أقصى اليمين الى آخر اليسار والعكس، ومن قمم الليبرالية الى مستنقعات الشمولية. نريد تحورا فى المرتبات والمعاشات وفوائد البنوك، حتى تتكاثر وتزيد وتتوغل وتنتشر كعدوى تصيب الجيوب والمحافظ بالتخمة. فى كل يوم نسمع عن متحور جديد للملعون كورونا..بدأ بسارس..ثم كوفيد19..ودلتا.. وأتبعه دلتا بلس( ناقص دلتا برو،هو ايفون جديد ولا ايه).. والان اوميكرون الذى تحور هو الاخر الى (بى ايه.2) وياما فى جراب كورونا الحاوى الكثير من المهالك(ربنا يسلم)..نعانى ونشقى بكل هذه المتحورات ولا نرى أى متحور يصيبنا فى الدخل ويعيننا على « المعايش» ويدخل السكينة الى جيوبنا قبل قلوبنا.. نريد مرتب بلس وعلاوة دلتا وحافز كوفيد وبدل اوميكرون، بدلا من الرشح والسعال ودغدغة العظام وآلام المفاصل والحمى والهزال وانعدام التركيز الذى يسببه كوفيد وأخوته الأشرار. نتمنى التهابا وتضخما فى البنكنوت وإسهالا فى النقدية والتهابا فى المحافظ ، ومعها فى نفس الوقت جلطة للغلاء وسكتة للأسعار وإمساكا للفواتير حتى لا تنفجر الزائدة الدودية لديوننا التى هى هم بالليل وذل بالنهار.


نعيش على أمل أن يأتى يوم تتحور فيه مرتباتنا لاكثر من باكو او أستك من السلالة النقدية ، ونضطر الى أن نعقم اوراق البنكنوت حتى لا تتلوث بفعل تراكمها فوق بعضها وكثرة تداولها بين الناس، ونشد الكمامات حول محافظنا و «بوكات» نسائنا حتى لا يداهمها فيروس الاسراف والتبذير .. واذا أنعم الله علينا وظهر متحور جديد او سلالة شديدة لانتفاخ الدخل(يارب)، فلن نحتاج وقتها الى اى مضاد حيوى لمقاومة الاجسام المضادة لكشاف الكهرباء والغاز والمياه والتليفون ومحاسب المستشفى، لاننا نمتلك فى جيوبنا أقوى قاتل لآلام العوز والحاجة وشح الفلوس وانقباض النفوس. كما لن نلجأ ايضا لأى مخفضات لحرارة اسعار السلع والخدمات، فتحور مرتباتنا ومعاشاتنا سيبرد نار الغلاء.


الآن لا نريد أن نتشاءم من كثرة تحورات كورونا مثلما تصور البعض من أنه يمكن أن يجمع كوارث الكوفيد غير المفيد  على مدى عامين فى كتاب بعنوان» ألف نيلة ونيلة» لاننا متفائلون وسيكون مؤلفنا» ألف شيلة وشيلة» فى إشارة الى ما ينتظرنا حين تتحور مرتباتنا وتزيد. اللهم أعنا على متحورات كورونا،أما متحورو المواقف فالزمن كفيل بفضحهم.