شجون جامعية

دراسة الهندسة .. أربع أم خمس سنوات؟

د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى

بقلم: د. حسام محمود فهمى

إذا أريدَ إسكاتُ أى نقاشٍ مخالفٍ فالردُ التقليدى نحن «زى بره». طبعًا «زى بره» تتحولُ إلى لنا خصوصيتُنا عندما يُرادُالتملُص مما يجرى بره!!
أقول ذلك لما يُثارُ عن تطويرٍ وهمى للتعليمِ الهندسي. تطويرُ التعليمِ علمٌ ‏مستقرٌ ‏لا يعرفُ ‏التقلباتِ ولا الفجائياتِ. ‏يرتبطُ ‏التعليمُ بالمجتمعِ، أخلاقياتُه وعاداتُه وأعرافُه؛ ‏المجتمعُ القائمُ على الأمانةِ والصراحةِ ‏يُجَرمُ تعليمُه الغشَ والكذبَ والإدعاءَ وسَرقةَ مجهودِالآخرين. ‏‏نُظمُ التعليم فى أوروبا واليابان والصين وكوريا والهند تختلفُ عنها فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ‏مع إصرارٍعلى هذا الاِختلاف لأنه بيئةُ وثقافةُ مجتمعاتٍ تتمسكُ بشخصياتِها. ‏لا يمكنُ لنظامِ تعليمٍ أن يغيرَ عاداتِ المجتمع وموروثاتِه، ولايُمْكِنُه تجاوزَ الإمكاناتِ التى توفرُها البيئةُ التعليميةُ من معاملٍ وقاعاتِ درسٍ ومكتباتٍ وشبكاتِ الإنترنت. ‏
‏الآن يُراد تقليلُ سنواتِ الدراسةِ بكلياتِ الهندسةِ لتقتصرُ على أربعِ سنواتٍ، زى ألمانيا. عباقرةُ الهندسةِ الذين وضعوا قواعدَ دراستِها كانوا على غلط لعقود!! الدراساتُ الهندسيةُ فى كليات الهندسةِ تختلفُ عنها فى المعاهدِ العليا الصناعيةِ بشمولِها الشقين النظرى والتطبيقي. مناهجٌ مُبتسرةٌ لا يخرجُ منها إلا فهلوى بائس.

أهى محاولةٌ للتنصلِ من توفير معاملٍ حقيقيةٍ؟ ‏أهولتقليصِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ؟ أهو لتخفيفِ العبءِ عن نظامٍ بالساعاتِ المعتمدةِ طُبِقَ دون أن يكونَ ملائمًا للأعدادِ الكبيرةِ؟أهو ‏إخضاعُ كلياتِ الهندسةِ العريقةِ لإنشاءاتٍ تُقامُ بمسمياتٍ أكاديميةٍ؟ ‏أهو لتحليلِ استمراريةِ لجانٍ؟ وهل نظام التعليمِ قبل الجامعى فى مصر وظروف العملِ بها فيهما من النظام الألماني؟
كلُه «زى بره». إلغاءُ سنةٍ من كلياتِ الهندسة، واستنساخُ نظمِ دراسةٍ بالساعاتِ المعتمدةِ لا تتفقُ والأعدادِ الكبيرةِ وقلةِ الإمكاناتِ الماديةِ والبشريةِ. جَودةٌ مُخادعةٌ مظهريةٌ بلا اِحترافية. إلغاء الكنترولات وترك النتيجةَ للمصححين. اِمتحاناتٌ بنظامِ الاختياراتِ المتعددةِ تَمحى مقدرةَ الطالبِ على الكتابةِ العلميةِ. زيادةُ درجاتِ أعمالِ السنةِ على حسابِ درجاتِ الامتحانِ النهائى فيكونُ النجاحُ بلا اِختبارٍ حقيقي. هل لو كلُّه «زى بره» ستُظنُ الدولُ أن التعليمَ المصرى تقدمَ؟! وماذا عن اِحصاءاتِ عالميةِ تضعُه فى مرتبةٍ غيرِ مرتفعةٍ؟

أهو «زى برة»وجوهٌ مستديمةٌ فى لجانٍ بالمجلسِ الأعلى للجامعات؟! أيُتركُ تشكيلُ اللجانِ لإرادةِ القائمين عليها، يضمون ويستبعدون؟ ‏هل من نرجسيةٍ فى اتخاذِ القراراتِ المصيريةِ؟ ما هى الخطوطُ الفاصلةُ بين الصالحِ العامِ وبعضٍ من الطموحاتٍ؟
أين الحقيقةُ؟ نقابةٌ بلاحولٍ ولا؛ يا خسارتك يا هندسة، حسرةٌ علماءِ الهندسةِ، يُبدعون ولا يُسمَعُون،،
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز.
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس